وطننا أكثر ما يعرف خارجيا بأنه بلد النفط .. نحن من أكبر دول العالم إنتاجا للنفط .. ونحن من أكبر دول العالم تصديراً للنفط.. ومع كل هذا وذاك نفخر بأننا نمتلك واحدة من أكبر شركات النفط في العالم "أرامكو السعودية" وأكثرها خبرة وتجربة ودراية وتعاملاً مع مختلف الظروف والأحداث .. هذه المعلومة لا يختلف عليها اثنان لكن الذي يختلف عليها معظم الناس وربما يتساءلون عن مبرراته ولا يجدون ما يجيب على تساؤلاتهم أو يشفي غليلهم يتمثل في سؤال بحجم مساحة وطننا العزيز .. السؤال بل الأسئلة نصها كالتالي" لماذا تحدث أزمة ديزل في المملكة؟ ولماذا تحدث لدينا أحيانا أزمة في توفر البنزين الأمر الذي يجعل أرامكو تشتري كميات من البنزين لتعويض النقص كما أشارت وسائل الإعلام المحلية؟! ولماذا تحدث عندنا أزمة الإسفلت الأمر الذي أخّر في وقت من الأوقات عددا من مشاريع السفلتة حسبما ذكر مقاولو طرق في فترة ماضية؟! إذا كانت كل تلك المواد التي عانينا من نقص بها تنتج من النفط فلماذا يحدث النقص إذاً ونحن أكثر ما نمتلك هو النفط؟! حقيقة لا أستطيع أن أفهم!! فهل تفهمون أنتم؟! وهل يمكن أن تساعدنا شركتنا الوطنية العملاقة على الفهم؟! ووطننا أيضا يغص بالوافدين في مجالات شتى من العمالة البسيطة إلى الأطباء وكبار المدراء التنفيذيين في الوقت الذي نمنع فيه طلابنا من دراسة الطب بجامعاتنا ونحول دون رغباتهم لتحقيق طموحاتهم وخدمة وطنهم!! والأدهى والأمر أن يعلن حافز وجود أعداد من المسجلين فيه من حاملي درجات الدكتوراة والماجستير في تخصصات متعددة!! الأمر الذي يجعلني حقا لا أفهم!! فهل الجامعات ضد توجهات الوطن بحيث تسهل للشباب الانخراط في مجالات لا تضيف أكثر من أرقام جديدة للبطالة بينما تحول بين أبناء وبنات الوطن وطموحاتهم ورغباتهم وبين الوطن وحاجاته أم أنها لا تدري ما حاجة الوطن وأنها تعيش بواد واحتياجات الوطن بواد آخر.. ومن العجيب جدا أن الوطن يستقدم أطباء من خريجي جامعات هزيلة ومن دول غير مشهورة بمهنة الطب مثلاً وبتأهيل علمي ضعيف وكثيرا ما نكتشف أيضا أن شهادات بعضهم مزورة في الوقت الذي نمنع طلابنا وبناتنا من دخول كليات الطب بحجة أنهم لم يحصلوا على تقدير يفوق الممتاز!! ومن يتابع تحويلات العمالة الوافدة التي تقدر بالمليارات يجزم تماما أن هناك فوضى لا حدود لها فكيف يقوم أولئك بالتحويل دون معرفة مصدر المال فمن غير المقبول أبدا أن يقوم عامل لا يتجاوز مرتبه ألف ريال شهريا بتحويل مائة ألف ريال خلال شهر واحد فقط مثلاً!! بل إنّ الأدهى من ذلك والأمر أن يقوم بالتحويل عمالة هاربة تصول وتجول بالوطن دون أدنى رقابة أو عقاب!! والتساؤل الأكثر إلحاحاً يتمثل في معرفة دور المخططين الاستراتيجيين لوطننا .. وهل هم موجودون أصلاً؟! وما مدى إلمامهم باحتياجات الوطن ومكوناته الاقتصادية والاجتماعية .. أعتقد جازما أننا بحاجة للمراجعة السريعة والعاجلة جداً لكل مكونات عملياتنا التنموية وجهدنا الوطني لتحقيق تلك التنمية قبل أن " يتسع الخرق على الراقع". ودمتم..