تشكل شجرة الليمون الحساوي أهمية كبيرة لاقتصاديات الفلاحين في الاحساء منذ القدم، حيث كانت تمثل عامل اقتصادي مساعد لهم، خصوصا عندما يكون نخيل المنطقة في طور"الفسيل"، حيث يستطيع الفلاح زراعة أشجار الليمون بين النخيل، ليجني ثمارها إلى ان ترتفع أشجار النخيل وحينها يتخلص، ويتفرغ للنخيل بعد ذلك. وبحسب مدير العلاقات في مديرية الزراعة بالاحساء المهندس فاضل الفهيد فإن المنطقة الشرقية يوجد بها نحو 16 ألف شجرة ليمون وفقاً لإحصائية 2010 م، منها نحو 12 ألف شجرة في الاحساء، وبحسب تقديرات متعاملين في سوق الليمون فإن الاحساء تنتج نحو 650 طن من الليمون سنوياً. إلا أنه ومع تهاوي أسعار التمر في الاحساء وبلوغه أسعار متدنية جداً،برزت شجرة الليمون في خطوة جاءت لتعويض الفلاح خسائره الكبيرة جداً من أسعار التمر الذي لم يعد يشكل إنتاجه مصدر دخل يستطيع معه الفلاح من توفير لقمة العيش الكريم لأطفاله،ودفع هذا إلى تعزز مكانة شجرة الليمون وارتفاع أسعار الليمون حيث تضاعف سعرها وقفز في غضون بضع سنوات من 45 ريال إلى 120 ريال. وشجعت هذه الارتفاعات الفلاحين مع استمرار انخفاض أسعار التمر إلى اضطرار البعض إلى اقتلاع أشجار النخيل وغرس مكانها أشجار الليمون في ظاهرة بدت واضحة لمن يزور المناطق الواقعة شمال الأحساء (المجاورة لقرى القرين والمطيرفي والشعبة)، والمزارع الواقعة على طريق قطر الدولي لكون العائد المادي من الليمون أفضل من التمر الآخذة أسعاره في التدهور عاماً بعد آخر. وطالب المهتمون بالشأن الزراعي إلى ضرورة أن تقوم وزارة الزراعة بخطوة هامة للحفاظ على زراعة النخيل عبر محفزات مادية ولوجستية أكثر من المبالغ المتواضعة التي تقدم للفلاحين في الوقت الراهن. المزارع حسين أحمد الخلافي أوضح أن شجرة الليمون الحساوي لا تحتاج إلى جهد أو تكاليف في زارعتها أو العناية بها مثل النخلة، فهي لا تحتاج سوى رش الشجرة لحماية أوراقها من حشرة (المن) ووضع الحديد للحفاظ على اخضرارها، واستدرك أن شجرة الليمون تحتاج إلى أشعة الشمس بشكل جيد، وأضاف أنه وبعد زراعة شتلة شجرة الليمون تحتاج من 4 إلى 5 سنوات للبدء في جني ثمارها،وقدر الخلافي الكمية التي تنتجها الشجرة بنحو خمس سلال ( نحو 75 كيلو غرام ليمون ). ويشير حسين إلى أن بداية منتصف شهر يوليو هي الفترة المناسبة لنضج ثمر الليمون،ويضيف أنه ولكون شجرة الليمون تتصف بكثرة الأشواك فيستخدم لجني ثمرها عامود حديدي خاص لعدم التعرض لوخز الأشواك، ويشدد على أن لليمون الحساوي رائحة نفاثة تميزه عن المزروع في المناطق والدول الأخرى ، ويشير إلى أن خلط عصير الليمون الحساوي مع النعناع يمنح طعماً فريداً وعصيراً يحمل فوائد عديدة. ويعزي الخلافي انتشار ظاهرة إزالة أشجار النخيل وزارة أشجار ليمون مكانها إلى كون النخلة تعاني من سوسة النخيل الحمراء ومكافحتها وربما خسارة الفلاح للنخلة جراء هذه السوسة، ومع ما تحتاجه من عناية واهتمام كل العام ،على العكس من شجرة الليمون التي لا تحتاج سوى إلى اهتمام بسيط في بداية الزراعة وبعدها متابعة بسيطة، معتبراً أن المحصلة النهائية فإن العائد المادي من شجرة الليمون أفضل في الوقت الحالي من النخلة. ووفقاً لما ذكره عدد من المزارعين ل(الرياض) فإن كميات كبيرة من أشجار الليمون الحساوي التي كانت مزروعة ماتت فور تساقط الأمطار الحمضية السوداء خلال اشتعال آبار النفط المحترقة في الكويت عام 1992م جراء حرب الخليج الثانية،ما دفع الكثير من هؤلاء المزارعين إلى إزالتها وزرع نخيل مكانها وتسبب ذلك في خسائر مادية كبيرة تكبدها المزارعون، ورغم حجم الخسائر الكبير لهؤلاء المزارعين من هذه العملية إلا أنهم لم يلقوا أي مساعدة من وزارة الزراعة أو فرعها في الاحساء. رائحة مميزة لليمون الحساوي أشجار الليمون حسين الخلافي