قصفت المعارضة السورية المسلحة امس مطارا عسكريا قرب حلب التي تشهد معركة حاسمة بين المعارضين وقوات النظام غداة حملة دامية قرب دمشق تخللتها إعدامات وعمليات تعذيب. من جهتها، اعلنت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة ان ثلاثة ملايين سوري بحاجة الى الغذاء والمساعدة في المحاصيل الزراعية والمواشي، مستندة في تقديراتها الى احصاء للامم المتحدة والحكومة السورية التي تواجه منذ آذار/مارس 2011 حركة احتجاجية أودت بحياة أكثر من عشرين الف شخص. وبعدما تفوق الجيش على المعارضين المسلحين في دمشق في مواجهات لا سابق لها منتصف تموز/يوليو، يركز هؤلاء جهودهم على ثاني مدينة في سوريا ويؤكدون انهم يسيطرون على "خمسين بالمئة" منها وتقريبا كل هذه المحافظة الواقعة شمال البلاد. وذكرت مصادر متطابقة ان مطار منغ العسكري قرب حلب، الذي تقلع منه المروحيات والطائرات التي تشن هجمات على المدينة تعرض لقصف صباح امس. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له في بيان ان "مطار منغ العسكري تعرض للقصف بدبابة كان قد استولى عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة في عمليات سابقة". وسمع صحافي في وكالة فرانس برس اصوات انفجارات ورشقات رشاشة من جهة المطار. واكد مقاتلون ان القصف ناتج عن "هجوم من اجل الاستيلاء على المطار الذي تنطلق منه المروحيات والطائرات التي تقصف حلب". وكان الناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي اكد الاربعاء نقلا عن بعثة المراقبين في سوريا ان مقاتلي المعارضة في حلب حيث تدور معارك عنيفة منذ 20 تموز/يوليو، يمتلكون دبابات واسلحة ثقيلة اخرى غنموها من القوات الحكومية. واضاف ان مراقبي الاممالمتحدة الذين زاروا حلب اكدوا ان الجيش السوري يستخدم المقاتلات الحربية لقصف حلب، مؤكدا ان "الاممالمتحدة ذكّرت طرفي النزاع بواجباتهم على الصعيد الانساني وبما يتعلق بحماية المدنيين". وبعد سيطرتهم على ثلاثة مراكز للشرطة في حلب الثلاثاء، اكد المعارضون تصميمهم على الاستيلاء على مقار اجهزة المخابرات. وقال العميد عبد الناصر فرزات احد قادة الجيش السوري الحر الذي يتألف من منشقين عن الجيش السوري ومدنيين حملوا السلاح "اذا سقطت هذه المواقع سيكون النصر ممكنا". وكانت اشتباكات عنيفة جرت الاربعاء في حي باب النيرب شرق حلب بين الجيش النظامي مدعوما بمقاتلين من عشيرة آل بري، ومقاتلي المعارضة غداة اعدام الجيش السوري الحر احد قادة هذه العشيرة ويدعى زينو بري بتهمة انه زعيم عصابات الشبيحة الموالية للاسد في حلب. وذكر مصدر امني ان هذه العشيرة السنية الكبيرة التي تدعم النظام منذ اكثر من ثلاثين عاما مقابل حصولها على امتيازات عديدة، توعدت بالانتقام لمقتل "زينو" عبر الزج ب"الآلاف" من ابنائها لقتال المتمردين. وقال المرصد ان اعمال العنف في سوريا تسببت الاربعاء بمقتل 163 شخصا هم 98 مدنيا و20 مقاتلا معارضا و45 عنصرا من قوات النظام سقطوا في اشتباكات في محافظات دمشق وحلب (شمال) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) واللاذقية (غرب) ودير الزور (شرق) وحمص (وسط). واوضح ان 43 شخصا قتلوا الاربعاء في عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق، بعضهم في اطلاق نار وآخرون في "اعدامات ميدانية"، بحسب ما ذكر المرصد الخميس. وكان المرصد تحدث بعد ظهر الاربعاء عن اقتحام قوات النظام للبلدة الواقعة على بعد 14 كلم جنوب شرق دمشق حيث "اعتقلت اكثر من 100 شاب واقتادتهم الى مدرسة". من جهة اخرى وفي دمشق تحدث المرصد عن "حملة مداهمات واعتقالات نفذتها قوات الامن في حي المهاجرين الذي يقع فيه القصر الجمهوري المعروف بقصر المهاجرين"، موضحا ان "الحملة استمرت لنحو ساعتين واسفرت عن اعتقال نحو عشرين شابا حسب حصيلة اولية". وقال ان "القوات النظامية ترافقها ثلاث دبابات وعدة سيارات محملة بعناصر مدججين بالسلاح تشن حملة مداهمات في حي الزهور الواقع شرق حي الميدان والمجاور لحي التضامن" الذي اقتحمته القوات النظامية امس بعد اشتباكات عنيفة. كما اشار الى "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة اللجاة التي تعتبر احد اهم معاقل الثوار في محافظة درعا". وقد اعلنت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (فاو) ان ثلاثة ملايين سوري بحاجة الى الغذاء والمساعدة في مجالات المحاصيل الزراعية والمواشي، مستندة في تقديراتها الى احصاء للامم المتحدة والحكومة السورية. وقالت الفاو ان 1,5 مليون من هؤلاء يحتاجون الى "مساعدة غذائية ملحة وفورية خلال الاشهر الثلاثة الى الستة المقبلة"، ولا سيما في المناطق التي طاولها النزاع ونزوح السكان بصورة خاصة.