قبل مدة كان هناك مشروع ثقافي يتناول السرقات الأدبية، وحكى لي أحد القائمين عليه كثرة سرقات الكتب، والسطو عليها من غير أن يرف للسارق جفن، إن شيوع هذه الظاهرة في الوسط الثقافي والعلمي تعتبر مصيبة ساهمنا في التمهيد لها منذ أن كان طلاب الثانوية يبتاعون البحوث من مكتبات خدمات الطالب، فيطلعه العامل أو المستخدم على الموجود عنده على الرفوف فيختار بحث تاريخي أو ادبي، أو حسب ما هو مطلوب، ثم يأخذ المستخدم اسم مدرسة الطالب حتى لا يتكرر بيع البحث لطالب آخر من نفس، المدرسة فيكتشف الأستاذ سرقة الطالب للبحث المعمم، والطريقة الأخرى وهي حديثة وسائدة في سرقة البحوث السرقة من النت.. هذه الطرق اصبحت متبعة عند الكثير من طلاب المتوسطة والثانوية وحتى بحوث التخرج على خجل من هنا تبدأ عادة السرقة العلمية وتكبر مع مرتكبها حتى سرقة وتزييف دراسات الدكتوراه وسرقة كتب قديمة الطبع أو فصول من كتب. ولقد ألف العالم الموسوعي جلال الدين السيوطي كتاب تحت عنوان (الفارق بين المصنف والسارق) في هذا الكتاب ذكر السيوطي نماذج من أمانة العلماء في النقل والتناول. وحط من قدر، وعلمية من ينقل عن الآخرين ، ولا يعزو لهم. الكتاب رسالة صغيرة جيدة الموضوع، والتناول ومن أطرف ما مر علي من سرقات علمية كتاب اسمه العقل يقال أن رجلاً وضع (كتاب العقل) اسمه ميسرة وهو متروك الحديث، ثم سرقه منه أي كتاب العقل داود بن المحبر، فركبه باسانيد غير اسانيد ميسرة وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي اربعة رواة كذبة يتداولون كتاباً واحداً بالسرقة والتدليس فيغيرون الأسانيد ويزيدون وينقصون وهي طبيعة السارق اذ يحاول دائما اخفاء اثره.