بسم الله الرحمن الرحيم ** ما أجمل أن يقدم الإنسان نتاجا علميا يزكي بها علمه ويخدم جيله والأجيال من بعده فيؤلف كتابا أو كتبا يحفظ بها العلم ! عند زيارتك لإحدى المهرجانات الثقافية أو أحد معارض الكتب الموسمية تنبسط أسارير وجهك ويطرب قلبك سعادة عندما تجد صديقا أو عدة أصدقاء طبعا من الكتب كما قرر ذلك كبير الأدباء في عصره " الجاحظ " فتقلبه يمنة ويسرة سرورا وغبطة كأنما حزت على كنزا ثمينا . لكنك تقف موقفا مؤلما مغبونا عندما تقتني بعض الكتب فتجد جملة من المتلصصين سارقي الجهد والفكر تتصدر أفعالهم الشنيعة قبل أسمائهم المشؤمة أغلفة تلك الكتب وتلك المؤلفات بل قد يصل ببعضهم أن يضع له سيرة مختصرة في نهاية الكتاب قد يضمنها بعضا من سرقاته دون حياء من الخالق أوالمخلوقين ؛ فيا ليت شعري أي ضمير يحتفظون به ! ربما قاد اللص الجوع والعطش لإن يسرق يوما ما , أو يسرق مراهقا ( اسطوانة الغاز ) أو (مركبة ) لغرض الاستفادة من الثمن أو لغرض التفاخر بين أقرانه وكلا الحالين يعاقب عليهما الشرع ، فلماذا يعمد رجلا أكاديميا لمزاولة السرقة كي يجمع له نتاجا خبيثا ليضحك على نفسه وغيره بسيرة مزيفة ؟ ! التأليف عمل لابد منه ؛ لحفظ العلم ومقدرات الدول ومنجزاتها, ربما كان فرضا في بعض العلوم والمجالات , لكننا في الوقت نفسه نرفض العمل التلصصي كما رفضنا اختلاط الأنساب . وإليكم الوقفة الأخيرة مع هذا الخبر الذي نشر في كثير من الصحف , يقول الخبر : ( كشف المستشار الأسري الدكتور : طاهر ميسرة ، في محاضرة له ضمن برنامج ( أرامكو ) الصيفي، : أن أربعة من حملة الدكتوراه أصدروا كتاباً يبلغ عدد صفحاته قرابة 800 صفحة، اكتشف لاحقاً أنه مسروق من عدة مراجع وكتب، وتمت السرقة على شكل فصول، ومن كل مرجع فصل أو عدة صفحات). حفظنا الله من شر الأشرار . كتبه : أحمد العبدالله