من الذكريات التي لا تنسى ذلك اللقاء الطيب الذي جمعني لأول مرة بسمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز في يوم من ربيع عام 1398ه، كانت أول مرة أحضر فيها إلى الرياض بصحبة والدي رحمه الله (مانع بن سبتي) وكان دأب على الحضور إلى الرياض منذ سنين عديدة حيث كانت وزارة الداخلية فيها محطته الأولى والأخيرة، كان الوقت ظهراً وصلينا بمعية سمو الأمير وبعد الصلاة تشرفنا بالسلام على سموه ولن أنسى ما حييت ذلك التواضع الجم والوقار والجدية في محيا سموه، تبعه والدي إلى مكتبه وما هي إلا فترة من الوقت حتى خرج من المكتب ووجهه يطفح بشراً وسروراً وعندما سألته قال لي إن سمو الأمير قد استمع له بكل اهتمام ووعده خيراً لكل ما عرض له. ومنذ ذلك الوقت وكلما تشرفنا بمقابلة سموه نجد منه دائماً الأذن الصاغية والاهتمام الكبير بهموم الوطن والمواطنين، والوقوف مع الحق وأصحابه. وخلال تلك السنين حصلت مواقف كثيرة كنا نرجع فيها إلى سموه وبعد أن يتحقق - حفظه الله - من صحة المطلب وسلامته يقوم بإصدار توجيهاته الكريمة بتيسير ذلك الأمر. مضت الأيام ولحق والدي بخالقه واستمرت العلاقة الطيبة بسموه وخلال ذلك كان هنالك الكثير من المواقف التي لا يتسع المجال لسردها الآن.. اختصرها بأن سموه مثال يقتدى به ونبراس يحتذى في تحمل المسئولية والكفاءة والحرص الدؤوب على كل ما من شأنه راحة المواطن وأمن الوطن. وإن كنا فجعنا بوفاة عمود شامخ من أعمدة الحكمة والرجولة في هذا الوطن سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز طيب الله ثراه فإن عزاءنا وثقتنا بسمو سيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز بتوليه المنصب ليثلج صدورنا ويزيدنا يقيناً بأن الأمانة في أيدي أمينة وهو لها وجدير بها ومن أهلها. وإنني لأتضرع للعلي القدير أن يهب لسموه القوة والعافية وأن يمد بعمره لما فيه رضاه عز وجل ومصلحة وأمن الوطن والمواطن.