الرياض: أماني محمد تعدُّ تسمية الأبناء على اسم الأب أو الجد ظاهرة شائعة في العالم العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص, إذ يرى الكثيرون في ذلك نوعا من التكريم للأب أو الجد يصرون عليه حتى لو كان الاسم غير ملائم للعصر الحالي, ما يثير خلافا زوجيا قد ينتهي بالطلاق! غير أن الملفت أن هناك العديد من الفتيات والشباب أصبحوا يرفضون تسمية أبنائهم بأسماء الآباء والأجداد، متعجبين من تقديس المجتمع لهذه العادة التي يراها من صور البر بالوالدين. وقد رصدت (عناوين) آراء عدد من هؤلاء الشباب والفتيات حول هذا الموضوع: في البداية يقول محمد العرابي: أعتقد أن تسمية الأبناء بأسماء الآباء أمر شكلي، وعن نفسي أرفضه، وأرى أن جوهر الأمر يكمن في كيفية التعامل مع الآباء عند الكبر وليس مجرد تسمية الأبناء على أسمائهم لتكريمهم, ما قد يثير خلافاً بين الزوجين على التسمية. ويتفق معه فى الرأي هاني جعفر قائلا: لا أؤيد تسمية أبنائي على اسم والدي، خاصة أن أغلبية أسماء آبائنا وأجدادنا لا تواكب العصر الحالي ما يؤثر نفسيا في الابن أو الابنة. وعلى العكس من ذلك, تؤيد سنام الواصلي تسمية الأبناء على أسماء الآباء، شريطة أن تكون الأسماء مناسبة للعصر الحالي، وتقول: هناك بعض الأسماء تكون عادية في زمن الأجداد، أما في زمننا هذا فقد تؤدي إلى نوع من السخرية من المسمى، وفي هذه الحالة سيعاني الأبناء من الناحية النفسية في مرحلة طفولتهم بسبب تلك التسمية. بدوره، يقول عبد الله.م: هناك أمور يتحتم علينا القبول بها؛ فإذا كان الاسم للجد أو الجدة مقبولا دون أن يخرج عن الأسماء التي عرفت بشيء من الغرابة كون المجتمع في تلك الفترة لا يستهجنه كما هو الحال اليوم مثل تسمية الابن "حنش" تيمنا باسم الأب، لا أرى فيه صوابا، لذا يجب علينا أن ننظر للأمور من منظور القناعات لا التعنت. فيما تقول وعد أحمد: من حق الزوجة أن تسمي أبناءها، فهي من تتعب في حملهم؛ خاصة أن بعض الأسماء تتميز بشيء من الغرابة وقد تثير التهكم والسخرية؛ لذا يفترض أن تتم تسمية الأبناء بخير الأسماء، وهي ما حمّد وعبّد، وبالتشاور مع الزوجة، دون أن يفرض عليها الاسم. من جهتها, تعلق نوف علي - الأخصائية الاجتماعية - على الموضوع قائلة ل (عناوين): إن تكريم الوالدين يكون بحسن معاملتهم وبرهم.. صحيح أن تسمية الأبناء بأسمائهم تعتبر نوعا من الحب والتودد لهم، ولكن من حق المولود على والديه اختيار اسم لائق له، فلو كان اسم الجد أو الجدة مضحكا أو غريبا فلن يشعر أحد بالضرر سوى الحفيد، فسوف يتأثر نفسياً من ذلك الاسم ويعاني طوال حياته؛ وقد يتكرر الاسم فيصبح الوضع غريبا، مثل: أحمد علي أحمد علي، وتستمر الدوامة! وتشير نوف إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بضرورة اختيار اسم حسن للمولود؛ فالاسم يبقى ملازما للشخص طوال حياته، وبالتالي يجب على الوالدين إدراك ذلك حينما يتم اختيار الاسم، فلا ننظر إلى الموروث أو غضب الجدين، بل لمصلحة الطفل فقط. وتضيف: من المتوارث في بعض العائلات ضرورة تسمية الابن البكر باسم الأب، لكن تلك العادة في طريقها للانقراض، فالعقول تطورت وبدأت العائلات تخرج من نطاق التقليد وتهتم بأطفالها ومستقبلهم؛ ولا أقصد بكلامي الوقوف ضد تسمية الأحفاد بأسماء الوالدين، ولكنني ضد الالتزام به واعتقاد أنه هو الطريقة الوحيدة لبر الوالدين وإظهار الحب لهم. وتستطرد: في الوقت ذاته هناك بعض النساء تهتم فقط بالموضة التي دخلت حتى مجال الأسماء، فتبحث عن اسم غريب أو مميز دون أن تكلف نفسها مهمة البحث عن معنى الاسم؛ وما أكثر الأسماء الغريبة والعجيبة التي انتشرت في الفترة الماضية، وأنا شخصيا ضد الانجراف خلف الموروثات الشعبية التي قد تسبب ضررا، وأيضاً ضد التقليد الأعمى.. والأمر ببساطة يحتاج إلى حوار بين الزوجين، ومراعاة أن مصلحة الطفل هي الأهم؛ فهناك حالات طلاق وقعت بسبب خلاف الزوجين على اسم الطفل، ومع الأسف بعض الزوجات لا تهتم بالحوار مع الزوج والتفاهم معه، فتصرُّ على رفض اسم الجد دون محاولة إقناع الزوج بمبررات معقولة، مثل: غرابة الاسم أو قبحه ما قد يؤثر مستقبلاً على طفلهم، فيظن الزوج أنها تكره والده وتحتقر عائلته، فتكون ردة فعله المتوقعة هي الثأر لوالده والإصرار على الاسم المقترح وربما الطلاق, ومن المهم أن تعرف الزوجة أن العناد والتصميم على اختيار اسم معين نكاية في أهل الزوج لن يجلب لها إلا الشقاء وربما الطلاق. وتقدم نوف نصيحة للزوجة تتمثل في ضرورة التعامل مع الموقف بذكاء ومحاولة الحوار مع الزوج لإيجاد مخرج مريح بترك الجد مثلاً يختار الاسم من سلة تضم أسماء تم اختيارها من قبل الزوجين بعناية، فهذا يشعر الجد بأن له تقديره وشارك في عملية تسمية المولود، وبالتالي تحافظ على العلاقات الجيدة مع أسرة زوجها دون الدخول في مشاكل بسبب اختيار اسم المولود.