اشتهر أهل اليونان بعادة النوم بعد منتصف النهار . وقال عنهم سكان شمال أوروبا إن ذلك بسبب عيشتهم على البحر المتوسط. وقال آخرون بأن نوم الظهيرة عادة ، متى ما اعتادها الإنسان أحبها وعجز عن التخلص منها . واستدل الآخرون بأن الحالة موجودة في الأطراف الباردة من أوروبا . فمتى وجد المرء نفسه في مكان دافئ بعد وجبة الغداء فإنه يميل إلى النوم . وكذا القوم الذين يعيشون في مناطق حارة يجدون اللذة في نوم عميق في ظلال النخيل أو في مكيّف ، أو وسط تيار هواء يمر بمياه وخضرة . وقد يمارسها سكان جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان وجنوباسبانيا. ودليل هذا أنهم يسمونها "سياستا" SIESTA والكلمة اسبانية المنشأ. دخلت إلى الإنجليزية منتصف القرن السابع الميلادي. جاءت من الرومانية (سيستا) التي تعني مضيّ ست ساعات من اليوم الذي يبدأ بشروق الشمس. وتأكدتُ أن النوم بعد الظهر موجود بين شعوب شمال أوروبا . فالنعاس قد يستولي على القضاة إذا طالت المرافعة بين المحامين . ومرة لفت أنظار الصحفيين في إنجلترا نوم بعض القضاة وهم " يأخذون غفوة " فكتبوا عن ذلك في الصحافة . فصحح احد القضاة الأمر وكتب في مجلة القضاء " القاضي " ما نصه : - " نحن لا ننام ، وإذا كنا نُغمض أعيننا أحيانا فلكي نُحسن الإصغاء . والقاضي مضطر أثناء الجلسة أن يُركّز انتباهه . فإذا كانت عيناه مفتوحتين فقد يتلهّى بالنظر إلى أشياء أو أشخاص أو أوضاع تُلهيه عن التركيز المطلوب . مثال ذلك أن لفتة أو حركة من محامية جميلة ربما كانت خطرا على نزاهته وعدالة حكمه . وفي هذه الحالة لا يكون إغلاق العينين نوما بل إغضاءة ". ويُنسب إلى نابليون القول : - أحسن الأدوية لجلب النوم الخطَبُ الطويلة في الدعوات العامة . ويوجد في الإنجليزية المحكيّة (غير الرسمية) عبارة ( فورتي وينكس ) Forty winks دخلت للحديث العادي الإنجليزي منذ العام 1821 م - وتشرحها القواميس المعتمدة بأنها تعني (إغفاءة) أو نوماً قصيرا . لكنني لم أعثر على سبب ربط النوم بالغمزة .. ولماذا (أربعون غمزة)؟!