"اليوم الوطني".. لمن؟    القيادة تعزي ملك البحرين في وفاة الشيخ خالد بن محمد بن إبراهيم آل خليفة    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    بعد اتهامه بالتحرش.. النيابة المصرية تخلي سبيل مسؤول «الطريقة التيجانية» بكفالة 50 ألفاً    تفريغ «الكاميرات» للتأكد من اعتداء نجل محمد رمضان على طالب    السعودية تتصدر دول «العشرين» في نمو عدد السياح الدوليين في 2024    البكيرية تستعد للاحتفاء باليوم الوطني 94 بحزمة من الفعاليات    الصين لا تزال المصدر الرئيس للاوراق العلمية الساخنة    القيادة تهنئ الحاكم العام لبيليز بذكرى استقلال بلادها    كلية الملك فهد الأمنية الشرف والعطاء    الشرقية: عروض عسكرية للقوات البحرية احتفاءً بيوم الوطن    بلدية الخبر تحتفل باليوم الوطني ب 16 فعالية تعزز السياحة الداخلية    زاهر الغافري يرحلُ مُتخففاً من «الجملة المُثقلة بالظلام»    الفلاسفة الجدد    حصن العربية ودرعها    أبناؤنا يربونا    تشكيل الإتحاد المتوقع أمام الهلال    مآقي الذاكرة    "البريك": ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الإنتماء وتجدد الولاء    شكر وتقدير لإذاعتي جدة والرياض    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على ضمك    مصر: تحقيق عاجل بعد فيديو اختناق ركاب «الطائرة»    اختفاء «مورد» أجهزة ال«بيجر»!    إسرائيل - حزب الله .. لا تهدئة والقادم أسوأ    الشورى: مضامين الخطاب الملكي خطة عمل لمواصلة الدور الرقابي والتشريعي للمجلس    انخفاض سعر الدولار وارتفاع اليورو واليوان مقابل الروبل    "الأوتشا" : نقص 70% في المواد الطبية و65% من الحالات الطارئة تنتظر الإجلاء في غزة    رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على القصيم والرياض    فلكية جدة: اليوم آخر أيام فصل الصيف.. فلكياً    2.5 % مساهمة صناعة الأزياء في الناتج المحلي الإجمالي    «النيابة» تحذر: 5 آلاف غرامة إيذاء مرتادي الأماكن العامة    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    "مدل بيست" تكشف مهرجان "ساوندستورم 2024" وحفل موسيقي لليوم الوطني ال 94    "أكاديمية MBC" تحتفل بالمواهب السعودية بأغنية "اليوم الوطني"    "تعليم جازان" ينهي استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني ال94    الأخضر تحت 20 عاماً يفتتح تصفيات كأس آسيا بمواجهة فلسطين    بيع جميع تذاكر نزال Riyadh Season Card Wembley Edition الاستثنائي في عالم الملاكمة    شرطة نجران تقبض على شخص لحمله سلاحًا ناريًا في مكان عام    رياض محرز: أنا مريض بالتهاب في الشعب الهوائية وأحتاج إلى الراحة قليلاً    الدرعية تحتفل بذكرى اليوم الوطني السعودي 94    حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس ترومان» تبحر إلى شرق البحر المتوسط    مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا لبحث التطورات في لبنان    «لاسي ديس فاليتيز».. تُتوَّج بكأس الملك فيصل    الناشري ل«عكاظ»: الصدارة أشعلت «الكلاسيكو»    وزارة الداخلية تُحدد «محظورات استخدام العلم».. تعرف عليها    ب 2378 علمًا بلدية محافظة الأسياح تحتفي باليوم الوطني ال94    المراكز الصحية بالقطيف تدعو لتحسين التشخيص لضمان سلامه المرضى    زعلة: ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الانتماء وتجدد الولاء    "الصندوق العالمي": انخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز والسل والملاريا    حركة الشباب تستغل النزاعات المحلية الصومالية    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    قراءة في الخطاب الملكي    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السنيورة ل «الرياض»: خادم الحرمين يحثّ على الحوار في لبنان
قال لدينا سلاح الديمقراطية والكلمة والحوار ونرفض استخدام لغة السلاح أو التخوين
نشر في الرياض يوم 25 - 06 - 2012


بيروت - مارلين خليفة
من غير الممكن ألا يتأخر ضيف عند الرئيس فؤاد السنيورة وينتظر ضيف آخر. فرئيس «كتلة المستقبل» النيابية ونائب صيدا في حراك دائم واتصالات مستمرة وعلى أكثر من جبهة، والداخل الى مكتبه في «السادات تاور» لا يشعر برغبة المغادرة بل بطمع الإصغاء أكثر فأكثر الى ما يقوله «دولة الرئيس».
في لحظة الغليان الراهنة يفاجئ رئيس الحكومة الأسبق بهدوئه في مقاربة ملفات شائكة: هدوء العارف بمجريات الأمور والمدرك بأن أي خطوة ناقصة في السياسة تشعل البلد.
يعطي كلّ ذي حق حقه: لا مساومة على سلاح «حزب الله»، لكن العلاقة مع الشيعة اللبنانيين يجب أن يسودها العقل وهم «شركاء الوطن»، يحذّر من استغلال السلطة لتغيير النظام اللبناني متشبثا بإتفاق الطائف: « لم يعد هذا الاتفاق مرحليا يتم الانقلاب عليه ساعة تسنح الفرصة»، يعلن الدعم المطلق للجيش اللبناني ويرفض أي علاقة ملتبسة بين المؤسسة العسكرية و»تيار المستقبل» مستعيدا مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في هذا الشأن، ويحذر من انزلاق في المخيمات الفلسطينية نتيجة عبث سوري.
ابن صيدا الذي تولى رئاسة الحكومة بين عامي 2005 و2009، والذي عاش «الانقلاب» على حكومة الرئيس سعد الحريري يزن الأمور بحكمة نادرة:» لو كنت مكان الرئيس نجيب ميقاتي لاعتمدت سياسة النأي بالنفس ذاتها تجاه سوريا»، إلا أن هذه السياسة لا تنسحب على المواضيع كلها ، فلا « نرشّ شوية نأي بالنفس على كلّ شيء « كما يقول ساخرا .
« أهل مكّة أدرى بشعابها « يردد السنيورة مجيباً على سؤال الدعم الأميركي لحكومة ميقاتي ، ويردد الكلمة ذاتها في الحديث عن الشعب السوري الذي يعرف من يختار لحكم سوريا، لافتا الى أن نظام الأسد ضيّع فرصا ثمينة ومشيرا الى أن «الدول تقوم بالإصلاح عندما تكون قادرة عليه وليس عندما تكون مجبرة على القيام به».
تلقى الرئيس السنيورة أخيرا تحذيرا جديا من « شخصيات سياسية دولية لها وزنها» بأن مخططا يعدّ بإحكام لاغتياله، قرر المواجهة « وفضح» المخطط وبإيمان يردد الآية القرآنية الكريمة: « قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا «.
لن يغادر فؤاد السنيورة لبنان نزولا عند الرغبة الدفينة لدى كثير من خصومه السياسيين سيبقى ويشارك بالحوار مشاكسا حينا ومهادنا حين آخر ومتشبثا بمبادئه دوما، « إيمانا بلبنان وبالقيم التي ارتكز عليها».
في ما يأتي نص الحوار معه
الأمير سلمان له باع طويل في إدارة الشأن العام واتصالاته واسعة ويتمتع بثقافة عالية
- زرت المملكة العربية السعودية أخيرا معزيا في ولي العهد الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز (رحمه الله)، كيف ترى الى فقده والى تولي الأمير سلمان بن عبد العزيز لولاية العهد؟
* إزاء هذا الحدث لا يمكننا إلا القول أن لا اعتراض على مشيئة الله، وجميع البشر أتوا على شرط العودة، يتأسى الإنسان لفقد أشخاص كبار بمآثرهم وبالدور الذي قاموا به والنجاحات التي حققوها، ولما كان يمكن أن يتابعوه في مسيرتهم. كان الأمير نايف رجلا تمكن عبر أعوام طويلة أن يتولى مسؤولية ضخمة في المملكة ولا سيما في وزارة الداخلية. وتمكن من أن يحقق نجاحات، وعندما ازداد خطر الإرهاب، كان من أوائل الناس الذين تصدّوا لهذه العملية مستعينا في ذلك بمسارين اساسيين هما مسار الحكمة والحزم، وأعتقد أنه حاز نجاحا كبيرا في هذا الشأن واستطاع أن يوسع دائرة نشاطه وتعاونه واتصالاته ليس على صعيد المملكة فحسب وإنما على صعيد الدول العربية. لقد شهدته عندما أتى الى لبنان منذ حولي الأعوام الثلاثة حيث حضر مؤتمرا لوزراء الداخلية العرب وبالتالي نذكره ونترحم عليه ونسأله تعالى أن يسكنه فسيح جنّاته.
نظام الأسد ضيّع فرصا ثمينة في أكثر من محطة في السير على طريق الإصلاح
أما بالنسبة الى الأمير سلمان فهو رجل من هذه العائلة الطيبة، وله باع طويل في إدارة الشأن العام في المملكة العربية السعودية، وله اتصالات واسعة ويتمتع بثقافة عالية وبمعرفة وثيقة في الأمور والناس ويخامرني بالتالي أمل وثقة كبيرين بأنه سيكون خير خلف لخير سلف.
مخطط الإغتيال
-كشفت أخيرا عن تلقيك تحذيرات من أكثر من جهة غربية واقليمية بالتنبه الى وجود مخططات لاغتيالك وتردّد أن هذه المخططات ترتبط بالتطورات والترتيبات الجارية في المنطقة على صعد مختلفة، ما حقيقة هذا الأمر وهل هي المرة الأولى التي تتلقى فيها تحذيرا مماثلا؟
*كانت تردني في الماضي أخبار وكلام من هنا وهناك، ومن الطبيعي أن يستمع الإنسان ويتخذ الاحتياطات اللازمة. الفارق بين ما كان يريد في الماضي واليوم أن ما تلقيته وردني من شخصيات دولية تتمتع بصدقية عالية، وتتمتع بمعرفة وبوزن وثقل وعلى مستويات عالية جدا.
_ هل هي شخصيات أمنية أم رؤساء دول؟
* لا ليسوا أمنيين بل مسؤولون سياسيون كبار. هذا الأمر دفعني الى اتخاذ مسلكين اثنين: بداية أن أتخذ المزيد من الاحتياطات والتحسّب، وثانيا قررت إعلان هذا الأمر لعلّ في ذلك ما يردع ويمنع من يفكر في ارتكاب هذا الأمر عن القيام به.
_ هل تفكّر في مغادرة لبنان؟
* لا، البتّة، لم أفكر في مغادرة البلد ولا في تغيير مساري وتفكيري فما بنيت أسلوبي وحياتي على أهواء عابرة بل هي نتيجة إيمان بلبنان وبالقيم التي ارتكز عليها. وهناك آية القرآن الكريم تقول :" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". وأنا أؤمن بذلك , بالطبع يتوكل الإنسان ويتخذ كل الاحتياطات، ثم يمارس حياته وقناعاته وواجباته أيضا. وثمة حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك ".
الحوار اللبناني - اللبناني
- ما كان انطباعك في الجلسة الحوارية الاولى في قصر بعبدا في 11 الجاري وخصوصا بعد حوارك الساخن مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد؟ وكيف تقرأون اعلان بعبدا وهل هو حبر على ورق ام انه سيؤسس لنقاش جدي حول النقاط ال17 التي ذكرها؟
* لم يكن بيني وبين النائب رعد أي حوار ساخن، بل عبّر كلّ منّا عن وجهة نظره، كما أنني لست من أنصار الحوارات الساخنة، لأنه لا طائل من ذلك على الإطلاق. نحن مؤمنون بالحوار وهو بالنسبة الينا فعل إيمان، ونتصرف على اساسه وقبل مشاركتنا في هيئة الحوار أعربنا أننا نشارك بقلب مفتوح وبيد ممدودة.
_ لكنّ مشاركتكم جاءت بعد تردّد؟
* قلنا إن لدينا تشكيكاً بإمكانية التوصّل الى نتيجة ما لم تحصل أمور أساسية. فالإنسان يتحاور مع أخ له في الوطن وثمة فارق بين الحوار والتفاوض , الإنسان يتفاوض مع خصمه لكنه يتحاور مع ابن بلده. لكن للحوار أمران اساسيان يجب احترامهما أولا ألا يلجأ أحد الى اعتبار الطرف الآخر خائنا بسبب وجهة نظره المختلفة بل يجب أن يكون الحوار بندية وبلا تخوين. الأمر الثاني الشروع في تنفيذ ما نتفق عليه فلا تبقى الافاقات على الرّف.
- هل تعتقد بأنّ إعلان بعبدا سيوضع على الرّف؟
* أعتقد أن ثمة 4 أمور أساسية طالبنا بها وبادرنا منذ البداية الى التعبير عن رأينا فيها وهو أننا ضدّ السلاح ومن حمل هذا السلاح خارج إطار السلطة الشرعيّة، ونحن ضدّ تهريب السلاح من لبنان الى سوريا وبالعكس، وضدّ تهريب المسلّحين من لبنان الى سوريا وبالعكس ونحن ضدّ منطقة عازلة في لبنان.هذه مواضيع محسومة. ومن الأمور التي تحققت أخيرا: إعادة الاعتبار من قبل جميع المتحاورين الى اتفاق الطائف، فهو الذي جمعنا وهو الذي أسّس لهذا السّلم الأهلي بين اللبنانيين. الأمر الثاني هو التأكيد على الالتزام بالقرارات الدولية والقرار 1701، والشروع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في هيئة الحوار الوطني، ورابعا هو تحييد لبنان عن هذه الصراعات وهذه المحاور الإقليمية والدولية.
_ خضعت النقطة الحادية عشرة من الاعلان المذكور الى تعديلات عدة بناء على طلبك، وهي التي تنص "على التمسك باتفاق الطائف ومواصلة تنفيذ جميع بنوده" يبدو بان اقتراح السيد نصر الله لمؤتمر تأسيسي لمناقشة كيفية بناء الدولة كان مخيما على اجواء الحوار؟
* نحن تخطينا هذه النقطة، فنحن جلسنا وتحاور كل اللبنانيين وانجزنا اتفاق الطائف، فهل نعاود الكرّة من جديد؟ لا تعقد المجتمعات هذه العهود يوميا في ما بينها بل هي عهود تتطلب مئة سنة ربما للقيام بها إذا اقتضى الأمر وقد لا يقتضي الأمر أبدا. نحن أنجزنا اتفاق الطائف ومن واجبنا اليوم تنفيذه بكامل بنوده لا أن نجترح نظرية جديدة في كلّ يوم. هذا لا يعني أننا ضدّ التكيف مع المستجدّات، لا البتة، لكن حين ننجز اتفاق الطائف بكامل بنوده، وترتاح النفوس وتهدأ، فيمكن دراسة قضية معينة إذا نشأت ونحن لسنا منغلقين البتة. لكن يجب أن يكون واضحا أنه عندما تتفق مكونات شعب معين فهي تتفق على الحلوة وعلى المرّة، ولا يتم الاتفاق على الحلوة ثم إذا برز أمر تعود الأمور الى نقطة البداية. لا يمكن أن يكون كل طرف ينتظر الطرف الآخر محاولا الكسب في لحظة ما. لقد توصّل اللبنانيون الى اتفاق ولم يعد هذا الاتفاق مرحلياً يتم الانقلاب عليه ساعة تسنح الفرصة، بل على العكس يجب أن يسود الوضوح والصراحة والتوافق والانفتاح والإقبال دون اي تردّد على احتضان بعضنا بعضا على "الحلوة والمرّة".
سلاح "حزب الله"
- هل ترى أن هذه الأرضية موجودة وهل من الممكن أن ينسحب "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار من جلسات الحوار كما تردّد؟
* نحن لا نريد الانسحاب، فطالما يسود العقل المنفتح وتتواجد اليد الممدودة والرغبة في التوصّل الى نتيجة، وطرح مواضيع النقاش والاتفاق على أن موضوع السلاح هو الوحيد الباقي. لأن هذا السلاح تتغير وجهته فعليا، ويؤدي الى "تفريخ" أسلحة هنا وهناك، وإلى استيلاد من يحمل سلاحا هنا وهناك، من أجل تبرير وجود هذا السلاح. يجب أن يكون هذا السلاح في النهاية حكرا على الدولة.
- دولة الرئيس لماذا استفزكم كلام الرئيس نجيب ميقاتي عندما قال :ان سلاح حزب الله مقدس بالنسبة إلي لمواجهة العدو الاسرائيلي وهو يمثل قلقا بالنسبة الى بعض اللبنانيين ولكن نطمئن اللبنانيين الى انه لن يكون ضدهم"؟
* لست ادري إن حصل الرئيس ميقاتي على تطمينات في هذا الشأن، وإن حصل فليطلعنا عليها.. نحن ندرك جيدا كيف جاء الرئيس ميقاتي الى السلطة وكيف حصل على التكليف عبر انقلاب ما يسمّى " بالقمصان السّود".
أبدينا له رأينا عند تكليفه أنه لن يصل الى أي نتيجة في حال عمد الى تأليف حكومة لا تأخذ في الاعتبار الظروف والأوضاع التي استجدّت بعد تكليفه في لبنان والمنطقة، ولا تأخذ في الاعتبار طبيعة اللبنانيين والظروف التي يعيشونها، حتى أننا قلنا له في وقت معين إنه ربما قد نعطيه الثقة إذا قام بتأليف حكومة من الحياديين والتكنوقراط. قلت له هذه الأفكار لكنه لم يأخذ بها، والآن يرى جميع اللبنانيين طريقة أداء هذه الحكومة والعثرات التي تتخبط بها.
- لكن يبدو بأن هذه الحكومة باقية لغاية اليوم فماذا ستفعلون حيال ذلك؟وهل ستغيرونها بالقوة مثلا؟
* نحن لم نلجأ يوما الى استخدام القوة، نحن لدينا سلاح الديمقراطية والكلمة والحوار والمواقف. نحن نعتقد بأن هذه الحكومة اليوم بأدائها وبالخلافات بين مكوناتها وبالمشاكل التي خلّفتها وبالتوتّر الهائل الذي نجم عن طريقة هذا الأداء قامت بأمور غير معهودة البتة...
- لكن يبدو أنّ الأميركيين لا يزالون يدعمون هذه الحكومة ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اتصلت بميقاتي في الاسبوع الفائت لتنقل له هذا الدّعم الأميركي؟
* مع احترامنا الكبير لوزيرة الخارجية الأميركية لكن " أهل مكّة أدرى بشعابها". نحن نعيش في بلد ديمقراطي ولكلّ رأيه، ولسنا مستعمرة لزيد أو لعمرو ولا لدولة من هنا ودولة من هناك.
- كيف يبني "تيار المستقبل" علاقته مع الشيعة اللبنانيين ومع "حزب الله" وهل من فصل بين الاثنين؟ علما بأن وثيقة " تيار المستقبل" التي صدرت تطرقت الى هذا الموضوع؟
* بيننا وبين أشقائنا في الوطن الكثير الكثير من القواسم المشتركة، نحن عرب ونحن لبنانيون ونحن مسلمون. قد تكون الاختلافات موجودة لكنّ الأمر طبيعيّ جدّا، ولا أريد تحويل الاختلافات الى خلافات. ولسنا نحن في وارد لا الهيمنة ولا السيطرة ولا استخدام لغة السلاح ولا لغة التخوين، نحن ضدّ هذه الأدوات كلها.
- لكن بيانات كتلة نواب "تيار المستقبل" تحوي الكثير من النقد القاسي للأطراف الأخرى وإلا لم الدعوة لعقد "طاولة حوار"؟
* هذا جزء من العمل الديمقراطي، أما أن نلجأ الى السلاح أو العنف فهذا غير وارد إطلاقا، لا ضدّ طائفة معينة ولا ضدّ فريق معين. وبالتالي لدينا الكثير الكثير مما يجمعنا.
- لماذا لا تتمتع بشعبية كبرى لدى الطائفة الشيعية في حين أنها واسعة جدا لدى السنّة في لبنان وهم يحبونك كثيرا؟
* أنا سعيد بطريقة عملي وبأنني لا أحاول أن أكسب من خلال مواقف متطرفة لأكسب من فريق من هنا وأخسر من فريق آخر. وارجو أن يكون الله قد وفقني بطريقة عملي وقد سعيت دوما الى أن أكون رجل دولة وأن أتصرّف فعليا بحسب ما تمليه عليّ رؤيتي للمصلحة العامّة. وبالتالي عندما يحاول البعض أن يشوّه وجهة نظري أوتصرّفاتي لا يمكنه أن ينجح. وهنا أسوق هذا المثل: قيل الكثير بأنني أريد جلب القوات المتعددة الجنسيات خلال حرب تموز 2006، وأنني كنت مع خيار " الفصل السابع"، وبأنني لا أرغب بعودة اللبنانيين الى الجنوب وسواها من الاتهامات، وما الذي حدث بعدها؟ كلّ ذلك تبينت عدم صحته وبمحض الصدفة عبر وثيقة لويكيليكس برهنت أن هذه الاتهامات كلّها عارية عن الصحّة. وتبين أنني الوحيد الذي طالبت بإعادة مزارع شبعا والوحيد الذي عملت من أجل عودة اللبنانيين الى الجنوب والوحيد الذي عارضت إصدار قرار تحت الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي، والوحيد الذي لم أكن أرغب بقوات متعددة الجنسيات. وبالتالي كل الكلام الذي طاولني إبان حرب تموز 2006 وبعدها كان يهدف الى تشويه السمعة فحسب.
برقية خادم الحرمين
- دولة الرّئيس كيف قرأت برقية خادم الحرمين الشريفين الى رئيس الجمهورية وخصوصا لجهة تحدثها عن مسلمي لبنان؟
* أعتقد أن خادم الحرمين شعر بظلامة واقعة، أنا من القائلين بأن المسلمين السنة ليسوا طائفة بل أمّة، نحن جزء مكون من الشعب اللبناني واساسي ولكن لنا ما لغيرنا ولا نريد محاولة السيطرة أو الهيمنة، نحن قوم اعتدال ونريد أن نتعاون مع الجميع على اساس القيم التي ارتضيناها نحن في لبنان أي قيم الحرية والديموقراطية والانفتاح واحترام حقوق الإنسان والتداول السّلمي للسلطة واحترام الدّولة، إنها قيم سنظلّ ندافع عنها. هذا ما شعر به خادم الحرمين الشريفين فحثّ على الحوار ونحن كنا ولا زلنا مع الحوار. شككنا ولذلك وضع فريق 14 آذار ورقة وقدّمها الى رئيس الجمهورية اللبنانية، وعبرنا عن التزامنا بهذه الورقة، إلا أنه نشأت وجهة نظر لدى البعض بأن هذا الحوار لا يؤدي نتيجته المتوخاة إلا إذا توافرت عوامل أفضل من أجل إنجاحه.
- هل من المعقول أن يؤدي فشل الحوار الى خراب في لبنان كما يتوقّع البعض؟
* نحن سنبذل كلّ جهد ممكن لإنجاح الحوار لكن لا أحد يمكنه ضمان هذا الأمر ونتمنى أن يسود العقل والمنطق والحرص على الوطن وعدم الدخول في عملية تكاذب وتضييع للوقت وأن نجتر أنفسنا، بل أن نمشي بالطريق الذي يؤدي الى نتيجة حقيقية بحيث يستطيع المواطن أن يشعر بالأمن والأمان وهذا أمر لا يمكن أن تؤمّنه إلا الدّولة، نحن في هذه الفترة في مسار انحداري وخطر على الصعد الوطنية والأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية وخصوصا على صعيد احترام الدّولة.
الجيش اللبناني
- التقيت اخيرا قائد الجيش العماد جان قهوجي بم تحدثتما وخصوصا بعد العلاقة الملتبسة التي حكمت تيار المستقبل ومؤسسة الجيش اللبناني اثر حوادث طرابلس ومقتل الشيخ أحمد عبد الواحد في عكار؟
* ليس لنا اي علاقة ملتبسة مع أحد ولا مع المؤسسة العسكرية، وبالتالي لنر الأمور بوضوح. نحن أعلنّا منذ اليوم الأوّل حتى في البرنامج الذي خرجت فيه الى الناس كمرشح للانتخابات النيابية عن مدينة صيدا، حيث ضمّ بندين أساسيين: عودة الدّولة الى مدينة صيدا، وهي امتداد لعودة الدولة الى لبنان وهذا يعني عودة الدولة بمؤسساتها الدستورية وبهيبتها ولكن أيضا بأدواتها والجيش هو إحدى الأدوات الأساسية. وبالتالي إن موضوع الجيش بالنسبة إلينا موضوع أساسي ولا يمكن أن يسود الأمن والأمان في لبنان إذا لم توجد دولة، وإذا لم يكن لهذه الدولة أسنان، وهذه الأسنان هي مؤسساته الأمنية والعسكرية.
بالتجربة، في زمن كنّا فيه في رئاسة الحكومة وجرى آنذاك التعدي على الجيش اللبناني وكان الرئيس رفيق الحريري رحمه الله كان في المعارضة خارج السلطة في نهاية العام 1999 وبداية سنة 2000 حين وقعت حوادث في الشمال وانبرى الرئيس الحريري ووقف الى جانب الجيش اللبناني والحكومة معا، وسأله البعض لم يتخذ هذا الموقف وهو في المعارضة؟ لكنه تصرف بحسب ما تمليه عليه رؤياه وتقديره لمصلحة الدّولة ومصلحة لبنان. في العام 2007 جرت حوادث مخيّم نهر البارد، وحينها وضعت لنا الخطوط الحمر وجرى تخويفنا واتخذنا الموقف الذي يمليه علينا ضميرنا وتحسسنا بالمسؤولية وتصدّينا لهذه المجموعة الإرهابية. وأخيرا عندما وقعت الحادثة المزدوجة التي طاولت الشيخين أحمد عبد الواحد وحسن مرعبي، بعدها بساعتين أصدرت بيانا كذلك أصدر الرئيس سعد الحريري بيانا قال فيه إنه إذا وقعت أخطاء فهذا لا يعني أن نأخذ موقفا من المؤسسة العسكرية. ثم توجهت شخصيا الى بلدة الشيخ في عكار وخاطبت النّاس، واجتمع المصلون بعدد كبير وقلت إننا نقدر الآلام والمعاناة التي تمرون بها لكن ذلك لا يعني أن نتخذ موقفا من المؤسسة العسكرية. نحن مع المؤسسة العسكرية وبالتالي يجب أن تدركوا كأهل عكار أنكم أكثر ناس موجودين في المؤسسة العسكرية وبالتالي أنتم عمادها. وصدر أخيرا بيان كتلة تيار المستقبل وهو يؤيد الجيش.
المخيمات الفلسطينية
- كيف تنظرون الى زيارة محمود جبريل الى الرئيس بشار الاسد وهل تتخوفون من وضع المخيمات في لبنان ولا سيما بعد التوتر السائد في مخيم نهر البارد ومخيم عين الحلوة؟
* أعتقد أنه يوجد عمل دؤوب تقوم به أجهزة النظام السوري وبعض الأطراف المتعاونة معها وأيضا من لها مصالح بأن يسود التوتّر في لبنان ولكي يعمّ الصدام والفتنة بين اللبنانيين. هم يحاولون أن يعكسوا ما يجري في سوريا في لبنان وعلى اساس الصورة التي يحاول أن يعطيها النظام السوري لما يجري.
يقول النظام السوري إن من يتظاهرون ليسوا جماعة ديمقراطية وطلاب حرية بل مجموعة إرهابيين يريدون الإمساك بالحكم في سوريا ولهم امتدادهم في لبنان وهؤلاء جماعة إرهابيين ايضا، ولبنان بدوره مرتع للإرهاب لذا نحن نواجههم في سوريا والمطلوب أن نواجههم في لبنان وبالتالي هم يعطون هذه الصورة الخطأ، إلا أن العكس صحيح، فنحن نقول بأننا لا نريد التدخل في الشأن السوري الداخلي من دون أن يعني ذلك ألا نبدي رأينا وهذا حق لنا.
- هل هذا يعني أنك تؤيد سياسة النأي بالنفس؟
* قلتها أكثر من مرّة وحتى في هيئة الحوار الوطني أنني لو كنت مكان الرئيس ميقاتي لاعتمدت ذات السياسة بالنأي بالنفس لكن هذه الوصفة السحرية لا تستخدم في كل ما نقوم به، ولا " نرشّ" حفنة من النأي بالنفس على كلّ عمل نقوم به! غرض استخدام النأي بالنفس هو عدم التدخّل في الشأن السوري وإن كان ذلك لا يؤثر في حقنا في قولنا لرأينا. نحن لا نتدخل لكنّ ذلك لا يعني بأننا غير مبالين بما يجري في سوريا. يحاول البعض استغلال ما يحصل شمالا بين جبل محسن وباب التبانة وهو جرح نازف أبدا واستخدامه عندما يريدون والتنقل به من مكان الى آخر. وتندرج زيارة أحمد جبريل في هذا السياق وهي تثير حولها علامات استفهام، السلاح خارج المخيمات كان يجب أن يصار الى إنهائه وهذا ما لم يحصل، وهكذا بتنا نرى كيف تنتقل التوترات من مكان الى آخر، وبات واضحا أن من أطلق النار في مخيّم عين الحلوة في صيدا ليس الجيش اللبناني وليس من المخيّم.
الأزمة السورية
- دولة الرئيس هل تعتقد بأنّ الأزمة السورية ستطول؟
* كما سبق وذكرت لجأ النظام السوري الى استخدام القوة والعنف، بينما لو تعامل مع الموضوع بطريقة أخرى لما وصلنا الى ما وصلنا إليه. هو أضاع على نفسه فرصا كثيرة منذ قدومه الى الحكم في العام 2000، ثم بعد خروجه من لبنان ثم بعد بدء الحوادث في سوريا، أضاع النظام فرصا ثمينة جدا في أكثر من محطة في السير على طريق الإصلاح. الدول تقوم بالإصلاح عندما تكون قادرة عليه وليس عندما تكون مجبرة على القيام به. بالنسبة الى الشعب السوري فأعتقد بأن " أهل مكّة أدرى بشعابها"، هذا الشعب وحده قادر على معرفة ما يريد تحقيقه وكيف، ونحن مع الشعب السوري وسنبقى معه لما يربطنا وإياه من صلات عميقة في التاريخ الى صلات لها علاقة بالمصالح المشتركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.