يضم مجلس النواب اللبناني الجديد، الذي انبثق عن اول انتخابات تجري بعد انتهاء الوصاية السورية، وجوها عدة ورثت نفوذها السياسي اضافة إلى اخرى عادت مجددا لتمثل بين المشرعين.ويضم المجلس 128 نائبا يتوزعون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين تربط نحو عشرين منهم على الاقل علاقات قربى مباشرة مع شخصيات لعبت قبلهم دورا رئيسيا في الحياة السياسية اللبنانية. ابرز هؤلاء واشهرهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط نجل القائد الوطني اليساري كمال جنبلاط الذي طبع سياسة لبنان الحديث رغم انتمائه إلى عائلة من الاقطاع السياسي، والزعيم السني الجديد سعد الحريري نجل رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري رجل الأعمال الثري الذي قاد مسيرة اعادة اعمار لبنان بعد الحرب (1975-1990). واغتيل كمال جنبلاط عام 1977 قرب حاجز للقوات السورية في منطقة الشوف الجبلية (جنوب - شرق بيروت) واغتيل رفيق الحريري في 14 شباط - فبراير الماضي في عملية تفجير هائلة استهدفت موكبه عند الواجهة البحرية لوسط بيروت. ثالثهم هو النائب بيار الجميل نجل رئيس الجمهورية السابق امين الجميل وحفيد مؤسس حزب الكتائب اللبناني المسيحي الذي حمل اسمه النائب بيار الجميل. وأُعيد انتخاب بهية الحريري شقيقة رفيق الحريري ممثلة لاحد المقعدين السنيين عن مسقط رأسها صيدا كبرى مدن جنوب لبنان. وتتابع ثلاث نائبات مسيرة ازواجهن السياسية هن نائلة معوض وصولانج الجميل وستريدا جعجع. نائلة معوض هي ارملة رئيس الجمهورية الاسبق رينيه معوض الذي اغتيل عام 1989 وصولانج الجميل ارملة بشير الجميل مؤسس القوات اللبنانية الذي اغتيل قبل تسلمه مهام رئاسة الجمهورية عام 1982. اما ستريدا جعجع فتكافح لتأمين اطلاق سراح زوجها سمير جعجع قائد حزب القوات اللبنانية المسيحي المحظور والقابع في السجن منذ 11 عاما.ويفسر فوز هؤلاء النواب في الانتخابات، التي وصفها عدة مراقبين بأنها «حرة»، اهمية العلاقات العشائرية والعائلية التي تربط منذ استقلال لبنان عام 1943 بين الناخبين وممثليهم في السلطة التشريعية. ويقول المختص في علم السياسة جو بحوط «كرست هذه الانتخابات عصر العائلات الكبرى والاقطاعيات السياسية. وقد انضمت عائلات اخرى إلى هذه الاقطاعيات مع دخول الحريري مؤخرا وقبله مع نبيه بري» رئيس المجلس النيابي المنتهية ولايته. رغم الانسحاب العسكري في نيسان - ابريل بعد وجود في لبنان استمر 29 عاما وبعد «انتفاضة الاستقلال» التي اطلقها اغتيال رفيق الحريري فقد شهدت الانتخابات النيابية (من 29 ايار - مايو إلى 19 حزيران - يونيو) عودة وجوه قديمة مقربة من دمشق. عاد نبيه بري زعيم حركة امل الشيعية الذي قاد المجلس النيابي منذ عام 1992 بدون انقطاع والذي اعيد انتخابه في جنوب لبنان ويتوقع المحللون ان يستمر في مهامه لولاية جديدة تستغرق اربع سنوات.كما فاز في الانتخابات عن المتن (جبل لبنان) ميشال المر (روم ارثوذكس) المقرب من سوريا والذي شغل عدة مرات منصب وزير وكان مؤخراً نائباً لرئيس المجلس النيابي.يضم المجلس الجديد 61 نائبا جديدا منهم من امضى سنوات في الحياة السياسية قبل ان ينجح في الوصول إلى داخل المجلس. ويقول بحوط «دخلت وجوه جديدة إلى البرلمان لكن اللعبة البرلمانية ستتركز اكثر فأكثر على الكتل النيابية التي تضم نواباً من مختلف مناطق لبنان» في اشارة إلى تحالفات مثل التحالف بين زعيم جبل الشوف الدرزي وليد جنبلاط وممثلة بشري في الشمال ستريدا جعجع.ويضيف بحوط «سياسة الكتل البرلمانية تشكل عنصر تحديث حتى وان ائتلفت حول زعامات فردية وعائلية». يستفيد النواب الجدد كما العائدون من مخصصات يتمتع بها المسؤولون في المراتب المشابهة ومنها لوحات خاصة للسيارات باللون الازرق. بعبارات ساخرة كتبت صحيفة «السفير» «بسرعة اتصل عدة نواب بسكرتاريا المجلس لحجز لوحة زرقاء وقد قام بذلك عدد منهم منذ ثلاثة اسابيع».