مؤلم أن تتخلى بمحض إرادتك عن الفوز وتتجه بكامل قواك العقلية نحو الخسارة بل ومؤلم جداً أن يكون النجاح تحت سيطرتك ثم تأبى أن تواصل معه وتفضل الفشل. والأشد إيلاماً أن تكون الأمور تحت سيطرتك ثم تتركها تذهب من بين يديك دون أن تحرّك ساكناً. هذا باختصار ما حدث مع منتخبنا الوطني بعد أن تلقى خسارة «مفاجئة غريبة» على يد «الأزيرق» الكويتي في مستهل مشواره في خليجي 17. وقد جاءت الخسارة بمثابة الصدمة والمفاجأة الأبرز، فبعد شوط أول سعودي الملامح والنتيجة، وسيطرة شبه مطلقة على أحداثه تمكن في بدايته «ياسر» من زيارة شباك «كنكوني». وفي الدقيقة العشرين بأ مسلسل الأخطاء «الفردية» التي تسببت في الخسارة. جاءت أولى الأخطاء من الشلهوب الذي فشل في تعزيز التفوق الأخضر المطلق بعد إضاعته لضربة الجزاء المرتدة من العارضة في انطلاقة سريعة كادت أن تحوّل المباراة منذ بدايتها لولا رعونة المطيري في التسديدة الأخيرة وهو مقابل الدعيع، في إشارة واضحة لعودة الروح للمنتخب الأزرق بعد أن كادت أن تصل لدرجة التجمد لو قدر أن سجلت ضربة الجزاء. ورغم تواصل الضغط الأخضر والهيمنة على المباراة في ظل استسلام المنافس وتقوقعه أمام مرماه خوفاً من زيادة الغلة جاء الخطأ الثاني والأكثر «فداحة» من محمد نور في الوقت بدل الضائع بعد نيله بطاقة حمراء غير مبررة للاعب دولي خبير وفي أوقات تنافسية حاسمة، إلا أن أخطاء لاعبينا تواصلت ف«تكر» نجم المباراة يرتكب خطأ مباشراً على رأس القوس لم يكن له داع ومنه تسددت الكرة باتجاه الخارج لولا ارتطامها بالدوخي في خطأ آخر حتى ولو كان غير مقصود ليلعب الحظ لعبته وتسير الكرة باتجاه شباكنا. ومن الأخطاء المتسلسلة التي أصبحت سمة لأداء الأخضر عدم استغلال حالة النقص التي اعترت الصفوف الكويتية بعد طرد المدافع «الشمري» وخروج المحور «البريكي» ليصبح عمق دفاعهم مفتوحاً وكذا الفرص السانحة ومحاولة لاعبي الكويت إضاعة الوقت. وكتأكيد لحالة الأخطاء الخضراء وقع لاعبونا في أربعة أخطاء في أقل من ثلاثين ثانية بدأت من قطع كرة كانت ستكون هجمة مرتدة لنا بعد أن تباطأ السويد في الوصول إليها «لنقص لياقة منه» ويمررها لتسقط خلف الدفاع ليجليها تكر وتذهب لبدر المطوّع المنفرد ورغم محاولة الدعيع ابعاد الكرة من على خط المرمى إلا أن استخدامه لقدمه في «الإبعاد» كان غريباً. الخطأ الرابع جاء في «تقاعس» لاعبي الدفاع عن معاونة الدعيع في الذود عن مرماه رغم ارتداد الكرة لثلاث مرات ولم يتحرك حيال هذا الأمر سوى لاعب الوسط «كريري» ليكون الهدف الثاني للكويت. ورغم إمكانية «التعويض» إلاّ أن برود السويد في كرته الانفرادية في الوقت بدل الضائع وطريقته الغريبة في التعامل معها ختم مسلسل الأخطاء الفردية التي كانت السبب الرئيسي والمباشر للخسارة العجيبة.