كانت أشبه بمباراة في افتتاح مسابقة الدوري جمعت حامل اللقب بالصاعد الجديد ولم تكن توحي أبداً أن من واجهه الاتحاد هو (النصر) فارس نجد الفريق الكبير بجماهيره وأعضاء شرفه ونجومه وتاريخه الحافل على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والقارية بل والعالمي، حين تفرد بالحضور دوناً عن فرق آسيا مع أندية (ريال مدريد ومانشستر يونايتد وفاسكو ديجاما...) في مونديال أندية العالم (2000م). كارثة قصمت ظهر النصراويين وهزت هيبة المربع الذهبي، أكدت جدارة الاتحاد القوي وصادقت على وهن النصر المريض الذي دخل غرفة الانعاش منذ زمن وتضاعفت آلامه ست مرات. لا أدري على من تلقى اللائمة؟! على الإدارة التي قبلت بالمهمة الصعبة وأخفقت في اختيار القائمين على الفريق، أم في صعوبة توفيرها لمكافأة فوز بمبارة لا تتجاوز ألف ريال لكل لاعب بينما وعد كل نجم اتحادي مائة وخمسين ألف ريال في حال هزموا النصر!! أم نتحدث عن مرتبات الأشهر الخمسة المتأخرة للاعبين المحترفين والثلاثة للجهاز الفني فضلاً عن المكافأة التي وعدوا بالحصول عليها ليلة المباراة ولم يجدوا من يسلمهم إياها؟! ومن المسؤول عن ما حدث في مباراة الطائي التي خسرها الفريق بصورة مخجلة وكان التعادل فقط كفيلاً بإنقاذ النصراويين من معركة جدة ومن وراء التشكيل الرئيسي لمباراة الستة التي لم يعلن عنها إلا قبل انطلاقها بساعة واحدة؟! أعضاء الشرف وما أدراك ما أعضاء الشرف تفننوا بالظهور في القنوات الرياضية الفضائية وعبر وسائل الإعلام المختلفة للضغط على الإدارة النصراوية دون الوقوف مع الفريق أو التكفل بأبسط الالتزامات لإدارة ضربت على صدرها في اجتماع أعضاء الشرف مؤكدة تحمل المسؤولية ثم وجدت صعوبة في توفير مكافأة فوز؟! غاب النظام في النصر وشاهدنا كيف تسبب رحيل المشرف على الفريق بداية الموسم في ظهور مشاكل غريبة هي من صنع ضعيف الخبرة، فقبل مواجهة القادسية بالدمام في نصف نهائي كأس ولي العهد نشب خلاف بين حارس المرمى الخوجلي وأحد المسؤولين ثم شاهدنا الحارس متوتراً في المباراة وكان أهم أسباب الخسارة التي أقصت النصر من المسابقة، وبعد مباراة (أحد) الشهيرة بالمدينة اتهم المدافع هادي شريفي بالتخاذل وصرح بعدم الرغبة في تجديد عقده ثم استدعي عنصراً أساسياً في أقوى المباريات!! وإضافة إلى مشاكل الخوجلي الذي انقطع عشرة أيام دون أي عقاب وهادي شريفي وكذلك منصور الثقفي الذي ترك النصر ولم يصدق (ديمترويف) أن فريقاً كبيراً لا يستطيع حل مشكلة أحد أهم الركائز الأساسية التي يعتمد عليها منذ بداية الموسم وبدلاً من أن يكون الثقفي مع الفريق تابع المباراة مع أصدقائه تلفزيونياً في الطائف ولم يكن فيصل سيف ولا بدر الحقباني بعيدين عن مشاكل سببها الإدارة والجهاز الإداري بالدرجة الأولى. دموع ماجد عبدالله التي حبسها في محاجر عينيه كانت عنواناً معبراً لكل جماهير ومحبي نادي النصر الذين عايشوا أفراحه وبطولاته وإنجازاته وكانوا شاهدين ليلة الثلاثاء على الكارثة السداسية في المربع الذهبي. واليوم وقد أعلن الأمير ممدوح بن عبدالرحمن الرئيس المكلف رحيله النهائي عن منصبه وعدم ترشيح نفسه وسط صيحات جماهيرية غاضبة حملته وحده المسؤولية وبرأت ساحة أعضاء الشرف أتساءل ألم يحن وقت الغيورين على هذا الكيان الكبير للتدخل بشجاعة والتعامل مع هذه المرحلة التاريخية من أعضاء الشرف الذين ظلوا سنوات طويلة في خلاف مع الإدارة وآثروا الابتعاد بحجة عدم الاستماع لآرائهم وحرمانهم من حقوقهم في المشاركة في صنع القرارات بعد أن ترك لهم ممدوح كل شيء ورمى الكرة في مرماهم بتصريحات مباشرة على مرأى الجميع؟! الأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف كل الحقائق أمام الجماهير الرياضية والنصراوية خاصة التي تنتظر تحرك أعضاء الشرف الذين حصلوا اليوم على ما يطالبون به منذ سنوات.