اعتقد ان من هو من جيلنا في الثمانينات الهجرية ومارس كرة القدم يتذكر تلك المعسكرات التي تقام قبل اللقاءات المهمة عاش اللحظات الصعبة قبل وأثناء المباراة وصارع تلك الرعشات وحالة الارتباك وهموم المباريات وهو يعسكر في الصحراء ورمال «خشم العان» في الخيم المنصوبة لهذه المناسبة وكل منا يأتي بفراشه وكل مستلزماته البسيطة ليس من بينها معجون الأسنان أو مناشف وكلونيا حيث لم يكن بمقدورنا تأمين هذه الأنواع. الوجبات تقتصر على أبسط المأكولات مما تيسر الحمد لله على تلك النعمة المصحوبة بالبركة مع القناعة بما قسم الله. لم نكن نعرف الإصابات التي ظهرت في هذا العصر بمسمياتها الكثيرة مثل الرباط الصليبي والعضلة الضاغطة والتمزق وغيرها التي يسافر اللاعب الآن إلى أشهر أطباء الإصابات الرياضية. كان مدربنا هو الطبيب والمدلك ومدرب الحراس واللياقة وكان راتبه ثمانمائة ريال أما اللاعب فحدث ولا حرج الحذاء على حسابه الخاص أحياناً. لعبنا مباراة الكأس أهلي الرياض وأهلي جدة في شهر شعبان عام 1385ه والتي انتهت بهدف سجله اللاعب إبراهيم عشماوي (الكلجة) في الشوط الأول من الوقت الإضافي وكان حكم المباراة صلاح الليثي من مصر الشقيقة. بعد المباراة أعطاني محمد الصائغ (أبو عبدالله) عليه رحمة الله خمسين ريالاً مناصفة بيني وبين اللاعب إبراهيم الشايب وقد كنا نتسلح بالاخلاص وحبنا بلا حدود لنادينا الذي نعتبره جزءاً من حياتنا ونحظى بالتالي بذلك الانتماء لمدرسة الوسطى. اليوم يا سادة كل شيء تبدل ولم يبق من الماضي شيء. اللاعب يركب سيارة بنصف مليون وأكثر وراتبه الشهري مئات الألوف. اللهم لا حسد بل ندعو الله ان يزيدهم. بس لدي نصيحة لبعض اللاعبين الذين يتمردون على هذه النعمة وقليل منهم الشاكر لهذه النعمة ورغد العيش والرفاهية التامة والتي لا يحلم بها قبل النقلة لمجال الاحتراف والذي بدأ عام 1413ه . الجيل السابق والذي هو الأساس يعسكر فوق الرمال ووسط الخيام أما اليوم وبعد التوقف تتم دراسة المكان المناسب للمعسكرات الخارجية في المدن الراقية وفنادق خمس نجوم وكل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين مع العناية الصحية التامة وكذلك الطبيب النفساني. اللهم زد وبارك من هذه النعم في ظل قيادة والدنا وحبيبنا أبو متعب الله يمتعه بالصحة والعافية ويديمه ذخراً لشعبه ويمد في عمره ليكمل مسيرة الاعمار والتصحيح.. إنه سميع مجيب،،، * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم