في كل عام تتكرر مأساة منسوبات المرحلة الابتدائية بتعليم البنات، حيث يطلب منهن العمل لما يقارب شهر كامل بعد نهاية أعمال الامتحانات وتسليمهن الشهادات لطالباتهن، فيترتب على تواجدهن بالمدرسة كثير من السلبيات - كما ذكرت بعضهن - استهلاك كبير في الكهرباء، والمساهمة في ازدحام الشوارع خصوصاً أثناء تأدية طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية لاختباراتهن، إضافة إلى أن أغلب منسوبات المرحلة الابتدائية لديهن طلبة وطالبات يؤدون اختباراتهم، ومن الأولى إعفاؤهن من الحضور لعملهن بتلك المدارس التي تخلوا من الطالبات إذا كان حضورهن عديم الجدوى، وناشد عدد منهن وزارة التربية والتعليم بالنظر إلى وضعهن، وعدم حرمانهن من الإجازة المبكرة، حيث أنهين أعمالهن بالمدارس الابتدائية. لماذا الحضور؟ وتتساءل الأستاذة "شرعا القحطاني" - مديرة مدرسة ابتدائية - لماذا نُحرم من الإجازة المبكرة عقب إنهاء كافة أعمالنا؟؛ فهذه الأيام نحضر للمدرسة ولا نمارس أي أعمال تذكر، علماً أن تسجيل الطالبات بدأ منذ بداية النصف الدراسي الثاني وانتهى، ومن يتأخر عن التسجيل يأتي للمدارس قبل بداية العام الدراسي باسبوع؛ فنحن وقتها نكون على رأس العمل. وقالت: "لقد تم منح معلمات الصفوف الأولية إجازة مع طالباتهن، أما نحن فننتظر الفرج، كما يوجد تعاميم توضح انه بمجرد انتهاء الأعمال ينتهي الدوام، فلماذا تقارن المدارس الابتدائية بالثانوي والمتوسط الذين لديهم اختبارات قد تستمر لفترة طويلة.. ما ذنبنا نحن؟". وأكدت الأستاذة "منيرة الحميضي" - مساعده - أنه لا يوجد ما يستدعي حضورنا، حيث لا يوجد لدينا أي التزامات تحتم علينا العمل الى ما يقارب شهر وأكثر، علماً أن فائدة جلوسنا في المنزل بهذه الفترة بالذات مهمة؛ فهي (فترة اختبارات أبنائنا والوقف بجانبهم مهم جداً)، وهذا أفضل من عمل بلا فائدة. إهدار للوقت أما "منيرة عبد الرحمن"، و"منيره التمامي" -مراقبات- قالتا: إن التسجيل يبدأ مع بداية النصف الدراسي الثاني، والطالبات تم تسجيلهن وانتهينا منه، علماً أن هذا العام يختلف عن السنوات الماضية؛ لأن التسجيل أصبح يتم عن طريق (برنامج نور)؛ فلا داعي للعمل بعد انتهاء الطالبات من الدراسة كما نفعله الآن، وذلك لأمور عدة، أهمها: توفير الكهرباء الذي تعاني معظم المدارس من مشاكل انقطاعه من شدة الحر، وقد عانينا هذه الأيام من كثرة الانقطاعات، وأيضاً عدم حضورنا يسهم في تخفيف زحمة الشوارع، فمنا من تأت من أحياء بعيدة جدا للعمل، وقد تستغرق للوصول للمدرسة مدة لا تقل عن ساعتين دون فائدة. وأضافت:"بالنسبة للتعاميم التي تخص هذا الموضوع؛ فإنها تأتينا بشكل متأخر وبالتقسيط؛ فهي في كل مرة توضح عمل فئة معينة، وسرعان ما يتم التعديل والتبديل بالتعاميم، ولا يكون هذا التعديل من صالح الموظفات غالباً، بل العكس قد يأتي منحنا الإجازة بعد أن نعمل لشهر كامل؛ فنكون قد خسرنا بعملنا شهراً كاملاً، وكان بالإمكان الإسراع بالتعاميم التي توضح ذلك". معلمة ابتدائية تتحمل الأجواء الحارة للحضور بدون عمل جهود لا تقدّر وقالت "حصة القاسم" - معلمة صفوف عليا: "نؤدي مع زميلاتي جهوداً أحياناً لا تقارن بجهود معلمات الصفوف الأولية، وذلك نظراً لتعدد المواد وكثرة المهارات ومتابعة الطالبات بطريقة مستمرة، وهذا الوضع مستمر من أول يوم دراسي شفوياً وكتابياً، ثم في نهاية العام نلزم بالملاحظة على طالبات المرحلة المتوسطة أو الثانوي في كلا الفصلين بعد انتهاء أعمالنا في الابتدائي، ثم بسبب هذا التعميم الذي لم ينصفنا ولا يقدر جهودنا بحوافز أو إجازات نعمل لفترة تقارب الشهر من دون أي فائدة تذكر"، متسائلة: لماذا لا يُنظر لجهودنا ونعفى من عمل هذه الأيام التي لا فائدة منها؟، مشيرة إلى أن ما نعانيه من زحمة الشوارع وضياع الوقت يذهب سدى من دون فائدة، مطالبة وزارة التربية بنظرة عطف للمعلمات اللاتي ضحين بصحتهن ووقتهن لبناء الأجيال، ولا يحسب لهن ذلك ولو بإجازة من المفترض أن تتمتع بها. تقليص العمل وقالت "هدى الهديب" - كاتبة - إنه نظراً لظروف الطقس وعدم توفر البيئة المناسبة في هذا الصيف، وعدم وجود عمل ملح وضروري في هذه الفترة؛ فنأمل تقليص فترة العمل بنهاية دوام الطالبات، وتوافقها الرأي "فوزيه السلطان" - مرشدة طلابية - و"نورة القحطاني" - معلمة صفوف عليا - متمنين أن يكون ذلك تقديراً لجهود المعلمة وتكريماً لها وتشجيعاً ومكافأة لها على عطائها لسنوات طوال، كما يجب منحها مكافأة ولو - على الأقل - إعفاءها من عمل لا يخدمها ويعكر صفو إجازتها مع ذويها، موضحة أن أغلب منسوبات الابتدائي يردن التمتع بإجازاتهن مع أفراد عوائلهن، حيث قد يكون لبعضهن حجوزات سفر وهذا العمل يعكر صفو تلك الإجازة، كما طالبن وزارة التربية بعدم مقارنتهم بالمرحلة المتوسطة والثانوية؛ لأن الأولى مقارنتهن بالروضة، وقلن بصوت واحد نعتقد أن عملنا أسبوعاً كاملاً قبل بداية العام الدراسي الجديد كاف لإكمال إجراءات من لم يتم إكمال إجراءات تسجيلهن. التسجيل الكتروني وكانت وزارة التربية والتعليم قد استحدثت مؤخراً نظاماً إلكترونياً (برنامج نور) يمكّن الأهالي من تسجيل أبنائهم في المدارس إلكترونياً، حيث أطلقته ابتداء من الفصل الدراسي الماضي، ويقدم خدمتين إضافيتين، وهما: قبول الطلاب والطالبات في الصف الأول الابتدائي، والانتقال من مدرسة إلى أخرى، إضافة إلى خدمة الدخول والاستعلام عن النتائج للمرحلتين المتوسطة والثانوية للمدارس، ويأتي اعتماد هذه الخدمة إلى منظومة من البرامج الإلكترونية التي تسعى إلى تطبيقها؛ كإحدى التوجهات المستقبلية للوزارة؛ لتحقق - بإذن الله - نقلة نوعية بالعملية التربوية والتعليمية، كما يتيح نظام "نور" للمدارس إدخال درجات الطلاب والطالبات وتدقيقها إلكترونياً، ومن مختلف مناطق ومحافظات المملكة، إضافةً إلى المدارس السعودية بالخارج، وهذا يعني أن هذا النظام اختصر كثيراً على المدارس والإدارة والمعلمات جهوداً كبيرة من البقاء في المدرسة دون عمل!.