من العوامل المهمة التي ساعدت على اتساع حرية الرأي في برامج الرأي والبرامج الحوارية التلفزيونية عموماTalk shows ،الانعكاس غير المباشر بين طبيعة حرية الرأي الصحفية أو الإلكترونية على تلك البرامج. وذلك عندما يواجه مقدم البرنامج الحواري ضيفه على الهواء مباشرة بالاقتباس من بعض مشاركاته من سجل حياته الصحفية السابقة إن كان كاتبا أو صحفيا أو من خلال مشاركاته الإلكترونية الشخصية إن كان ذلك أو غيره وقد كان يتمتع بحريتها المتناسبة مع طبيعتها ومحاكمته العلنية في تلك البرامج. وينطبق هذا خاصة على البرامج الحوارية التي تبحث عن الإثارة بشكل رئيسي وهي الأغلب في عالمنا العربي. هذا التداخل أو النقل بين الوسيلتين يؤكد ما ذهب إليه الفيلسوف الكندي مارشال ماكلوهان عندما قال مقولته الشهيرة "الوسيلة هي الرسالة" ، فاستخدام الوسائل الأخرى بهذه الطريقة حقق الإثارة لكثير من البرامج الحوارية ومقدميها من جانب عندما أوقع الضيف ضحية لهذا التمازج غير العادل حسب طبيعة وخصائص الوسائل التي تستقل بها كل واحدة عن الأخرى، لكن في الجانب المقابل ومع مرور الوقت اكتسبت تلك البرامج الحوارية من هذا التمازج مع بعض العوامل الأخرى اتساعا كبيرا وملموسا في حرية الرأي في تلك البرامج التلفزيونية عن ذي قبل حيث أصبح الضيف والمقدم والمشاركون من الجمهور (أطراف عملية الاتصال) أكثر جرأة واقل تحفظاً من السابق وبالتالي أصبح من الممكن للمتخصصين في مجال الإعلام والاتصال عمل المزيد من الدراسات حول أثر الوسائل الأخرى على تطور اتساع حرية الرأي التلفزيوية والتي كانت تعد في السابق القريب من أقل الوسائل حرية على مقياس حرية الرأي الإعلامية للمجتمع ودراسة هذا الموضوع ضمن ما يسمى بالآثار المتبادلة بين الوسائل خلال تطورها. *مدير تحرير المجلة العربية للإعلام والاتصال