تعقد الحكومة الفرنسية الجديدة أول اجتماع لها في قصر الأيليزيه، وقد أعلن عن تشكيلها مساء أمس بعد تسلم جان مارك آيرولت مهامه كرئيس للوزراء خلفا لليميني فرانسوا فيون. وهي تضم اثنين وثلاثين وزيراً وزيرة وزعوا على الحقائب الوزارية حسب مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء طبقا لالتزام قطعه الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند على نفسه خلال حملته الانتخابية الرئاسية. وأهم ما يطبع تركيبة الحكومة الفرنسية الجديدة غياب مارتين أوبري أمينة الحزب الاشتراكي عنها، وكانت هذه الأخيرة التي تبلغ من العمر الواحد والستين تطمح من قبل لتكون مرشحة اليسار إلى الانتخابات الرئاسية الماضية، ولكن الحزب الاشتراكي وأنصاره اختاروا هولاند ليكون هذا المرشح، وبعد فوز هذا الأخير في أعقاب الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الماضية على نيكولا ساركوزي أصبحت مارتين أوبري تطمح لتعين رئيسة للحكومة، ولكن الرئيس الجديد فضل جان مارك آيرولت عمدة مدينة نانت ورئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب لهذه المهمة، وعلقت مارتين أوبري على غيابها في الحكومة الجديدة فقالت إن ما كان يعنيها هو تعيينها رئيسة للحكومة. بيد أنها أثنت على رئيس الوزراء الجديد وقالت إنها ستبذل قصارى جهدها حتى يكسب اليسار الفرنسي الانتخابات التشريعية التي ستجري الشهر المقبل. ومن الحقائب الوزارية التي شهدت تنافسا بين عدة مرشحين لتوليها تلك التي تتعلق بالسياسة الخارجية الفرنسية، وقد نجح لوران فابيوس في إقناع رئيس الدولة ورئيس الوزراء بتعيينه وزيراً للخارجية الفرنسية، وكان تقلد من قبل عدة مهام وزارية من بينها رئاسة الوزراء في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران وذلك في الفترة الممتدة من العام 1984 إلى العام 1986. وكان بيار موسكوفيتسي أحد قياديي الحزب الاشتراكي يرغب هو الآخر في تولي وزارة الخارجية. ولكنه عين في منصب الاقتصاد والمالية. من الوزارات السيادية الأخرى التي منحت لشخصيات مهمة في الحزب الاشتراكي الذي قاد اليسار إلى العودة إلى السلطة وزارتا العدل والدفاع. فوزارة العدل كلفت بها كريستيان توبيرا ووزارة الدفاع تسلمها جان إيف لودريان ريس منطقة " لابروتانيو" وأحد أصدقاء الرئيس الجديد. وأما وزارة الداخلية فتسلمها مانويل فالس عمدة مدينة إيفري والمسؤول الإعلامي عن حملة هولاند الرئاسية. وكان يرغب فعلا في الحصول على هذه الوزارة شأنه في ذلك شأن ستيفان لوفول وزير الزراعة الجديد الذي كان رئيس مكتب فرانسوا هولاند قبل الحملة الانتخابية وإحدى الشخصيات الأساسية التي اضطلعت بدور مهم في الحملة الانتخابية الرئاسية.