أكد فرنسوا هولاند، الذي تقدم بأكثر من 13 نقطة منافستَه مارتين اوبري في منافسات الحزب الاشتراكي التمهيدية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أيار (مايو) 2012، وحصل على 56 في المئة في مقابل 43 في المئة لأوبري، بعد مشاركة نحو 3 ملايين ناخب في التصويت، انه تلقى «تفويضاً حازماً لتحقيق الفوز لليسار». وقال مخاطباً الناشطين في مقر الحزب الاشتراكي بباريس: «سأكرس كل قوتي وكل طاقتي للتحضير للانتخابات الرئاسية، وسننتصر. لم يعد الفرنسيون يحتملون سياسة الرئيس نيكولا ساركوزي، معدداً مشاكل البطالة والسكن والصحة واختلال المالية وتجاوزات العولمة وقصور اوروبا وإتلاف البيئة». وزاد: «اريد أن أقدم لشباب فرنسا حياة افضل وأعيد الى الحلم الفرنسي بريقه»، مؤكداً انه سيكون «مرشح الاحترام والحوار والديموقراطية الذي سيعطي وجهاً آخر للرئاسة». وتلقى هولاند تهاني جميع منافسيه السابقين في الحزب خلال الجولة الاولى من الانتخابات التمهيدية، وبينهم صديقته السابقة وأم اولاده ومرشحة الحزب السابقة للانتخابات الرئاسية عام 2007، سيغولين رويال، والتي جيَّرت له 7 في المئة من الاصوات التي انتخبتها في الجولة الاولى. هبوط شعبية ساركوزي وفيما سيحاول هولاند الافادة من هبوط شعبية ساركوزي الذي يُلقي كلمة عبر التلفزيون في 24 الشهر الجاري حول الازمة الاقتصادية، تساءل جان فرانسوا كوبيه، الأمين العام لحزب «اتحاد الحركة الشعبية» الحاكم، عن كيفية توفيق هولاند بين التيارات المختلفة التي صوتت له في الحزب الاشتراكي وبين برامجهم المتباعدة. وأعطى مثالاً على ذلك الاختلاف بين برنامج ارنو مونتبور، اليساري المناهض للعولمة والذي يريد فرض رقابة الدولة على المصارف، والنائب مانويل فالس الذي نافسه في الجولة الاولى ويمثل الوسط في الحزب اليساري. ووصف كوبيه الاشتراكي هولاند بأنه «شخص يجد صعوبة كبيرة في اتخاذ قرارات صعبة»، فيما اعتبره الرجل الثاني في الحزب الحاكم مارك فيليب دوبريس «رباناً بلا خبرة خصوصاً على الصعيد الدولي، «لذا من الخطر تسليمه دفة مركب فرنسا وسط العاصفة الاقتصادية والمالية العالمية». اما الأمينة العامة لحزب الجبهة الوطنية مارين لوبن، فرأت ان اختيار هولاند يؤكد معاناة الاشتراكيين من فراغ ايديولوجي، علماً ان ناشطين من المعسكر الاشتراكي نفسه انتقدوا سابقاً تمثيله «يساراً متراخياً» ملزماً بالتحالف مع «اليسار المتشدد». خبرة سياسية ويعمل هولاند (57 سنة)، النائب عن منطقة كوريز (وسط)، في مجال السياسة منذ نحو 30 سنة. وهو انضم في بداياته الى فريق عمل الرئيس الراحل الاشتراكي فرانسوا ميتران، لكن الاخير فضل اختيار رويال وزيرة حينها على حساب هولاند الذي لم يشغل منصباً وزارياً حتى الآن. وفي مرحلة لاحقة، عمل هولاند الى جانب وزير المال والمفوض الأوروبي السابق جاك دولور، والد مارتين اوبري، ثم تولى في عهد حكومة التعايش الاشتراكية التي ترأسها ليونيل جوسبان خلال رئاسة شيراك، منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي لمدة عشر سنوات. وهو يعتبر من الوسطيين في الحزب الاشتراكي، علماً انه نجل طبيب يميني أيد بقاء الجزائر فرنسية. وتلقى هولاند دروسه الثانوية في مدرسة الفرير، وهو خريج مدرسة «اينا» الفرنسية للادارة التي خرّجت كبار السياسيين والديبلوماسيين الفرنسيين اليمينيين واليساريين. ويعيش هولاند منذ عام 2006 مع الصحافية في مجلة «باري ماتش» فاليري تريرفايلر. ويملك هولاند علاقات واسعة بالمسؤولين الاشتراكيين في العالم، ويرتبط على رغم اختلافهما السياسي بصداقة مع الرئيس السابق شيراك الذي انتخبت زوجته برناديتالتي في مجلس منطقة كوريز. وقبل شهور، صرح شيراك علناً بأنه يؤيد ترشح هولاند للرئاسة. لكن كلود، ابنة الرئيس السابق، زارت ساركوزي وأبلغته بأن والدها أتعبه المرض، ما جعله يدلي بهذا التصريح.