سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قراء «كلمة الرياض» يتفاعلون.. وكتّاب صحف مصرية يدفعون باتجاه النظر بواقعية للأزمة مصريون: مهاجمة أي سفارة وتعطيل أعمالها وتهديد أمنها عمل غوغائي.. والخلاف لن يستفيد منه إلا أعداء الأمة
يدفع الإعلام العاقل في المملكة ومصر في اتجاه انتزاع شرارة الفتنة من أيادي بعض من يسمون أنفسهم «قادة رأي» والذين آثروا إبقاء أنفسهم دعاة للفتنة وأداة لإساءة العلاقة بين بلدين لم تفلح قضايا مصيرية ومحورية في إفساد صفاء العلاقة وقوة الرباط الأخوي. والمتتبع للإعلام في البلدين يجد أن بعض وسائل الإعلام المصري اندفع في طريق الإثارة «الصفراء»، واللعب على عواطف المواطن المصري البسيط الذي لا يمكن إلا ان يندفع في اتجاه الدفاع عن بني جلدته في مشهد فطري، لكن ان يسهم الإعلام بشكل مباشر او غير مباشر في الاعتداء على السفارة السعودية التي تعتبر وحسب القوانين الدولية أرضاً سعودية ويعرض أمن من فيها للخطر فهذا يحتاج من الإعلام المصري الشريف ان يسل قلمه المؤثر ليعيد ترميم الصورة ويقيم الحجة على «زملاء المهنة» الذين يجب ان يدركوا أهمية الكلمة ويتحملوا أمانة القلم. وفي المشهد الإعلامي السعودي المصري برزت مقالات أخذت على عاتقها تصفية التوتر الحاصل بين الجانبين. وكانت كلمة «الرياض» في عدد الأمس قد شهدت تفاعلاً من قرائها السعوديين والمصريين، حيث يبرز الرأي المتزن العارف بما وراء توتير الأجواء وهنا نرصد رد فعل لأحد القراء الذي كتب «أعتقد أن السعودية ومصر من اهم مصادر قوة الوطن العربي، وان المشاحنات والخلافات اذا وصلت لهما فهناك خلل عميق سيصاب به كيان الأمة العربية والإسلامية لن يستفيد منه الا أعداء هذه الأمة، لابد من الحكمة وتدارك المواقف على المستوى الشعبي والقيادات الدينية وغيرهم وبحكمة الملك عبدالله والمشير طنطاوي». الكاتب المصري سلامة أحمد سلامة يستغرب الاعتراض على توقيف شاب اعترف بأنه حمل اقراصاً مخدرة ولعل ذلك يتطابق بشكل ما مع ما كتبه بالأمس الدكتور سعيد اللاوندي في جريدة الأهرام عندما يقول:»ولاشك أن هناك من حاول أن يسكب الزيت علي النار ويطرب الآن من مرور العلاقات بأزمة.. لكن قيادة البلدين في مصر والسعودية قد حكما العقل وقاما بتفويت الفرصة على أعداء الداخل والخارج معاً وامتصا ما يمكن أن يسببوه من غضب، واحتويا معا تداعيات الأزمة وهذا يعني أنها أزمة مفتعلة والأساس في هذه العلاقات متين ولا تشوبه شائبة! « وبواقعية كتب عدد من الذين عرفوا أنفسهم بأنهم مصريون على « كلمة الرياض» معلقاً أحدهم «سلمت يداك يا أخي وكمصري أعلن أن مهاجمة أي سفارة وتعطيل أعمالها وتهديد أمنها عمل غوغائي حتى وإن كانت سفارة لدولة معادية كما أن الكلمة الطيبة قادرة على النقد والعتاب فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية وأكاد أن اجزم أن هناك قوى خارجية تحاول دس الوقيعة بين الدولتين اللتين تعاونهما يصب مباشرة في صالح العرب» . إن مسؤولية الكتّاب المصريين تستوجب دفع المواطن في مصر للنظر للأزمة والحدث بشكل عميق ومتزن وبتأنٍ وتحييد العواطف ومعرفة حدود الحرية وضوابطها، ومن هذا الجانب يدفع الكتاب سلامة أحمد سلامة رئيس مجلس تحرير جريدة «الشروق» باتجاه الواقعية ويقول «تضبط السلطات السعودية فى حقائبه كميات كبيرة من الحبوب المخدرة لتهريبها إلى داخل المملكة. وهو حادث عادي مثل عشرات الحوادث التى يضبط فيها سعوديون فى مصر بحيازتهم مخدرات أو مضبوطات ممنوعة، يتم احتجازهم والتحقيق معهم بواسطة سلطات الادعاء.. من غير أن تقوم في السعودية ثورة للإفراج عنهم دون محاكمة! ويمضي قائلاً.. ولكن فى مصر تقوم الدنيا ولا تقعد، لاحتجاز الشاب المصري والتحقيق معه. وبدلا من محاولة استجلاء الحقيقة وكشف غوامضها.. إذ يعترف الشاب بأنه حمل هذه الأقراص المخدرة فعلا لتوصيلها إلى شخص ما، وكتب إقرارا بذلك تحت رقابة القنصل المصري.. تنظم المظاهرات والاعتصامات حول السفارة السعودية بالقاهرة لإرغام السلطات السعودية على الإفراج عنه دون تحقيق..». وفي انتظار زوال التوتر نقتبس من «كلمة الرياض» استشهاد من التاريخ فلعل الشباب الذي قام بالأعمال غير المسؤولة لم يقرأه جيداً «في عز الخلاف بين المرحومين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر، وبعد هزيمة 1967م احتشد الصحفيون من كل الجنسيات لحضور قمة الخرطوم، وكيف ستكون المعركة بين الزعيمين، إلاّ أن الملك فيصل وقف ليقول: «الهزيمة لا تخص مصر، بل السعودية وكل العرب، والوقت ليس للمشاحنات والخلافات، بل بدعم المجهود الحربي للجيش المصري، وتبرع بما يصل إلى مئتي مليون دولار».