أطلقت الشرطة الماليزية امس السبت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على المحتجين المطالبين بإصلاحات انتخابية في العاصمة كوالالمبور. وكان المحتجون ، الذين قدر عددهم بما يتراوح ما بين 25 الفاً الى 30 الف شخص ، قد احتشدوا منذ صباح امس في متنزه عام في وسط العاصمة الماليزية كوالالمبور على الرغم من قرار اصدرته احدى المحاكم يمنع استخدام هذه المنطقة في اغراض التظاهر. وفي الوقت الذي تدخلت فيه الشرطة ، فر المحتجون من المتنزه بينما لجأ البعض الى المحال القريبة. وهتف آخرون "الاصلاح .. الاصلاح" لدى هروبهم من دخان القنابل المسيلة للدموع. وقال اوجوستين لورثوسامي ، رئيس المنظمة الكاثوليكية الدولية لوسائل الإعلام (سيجنيس) "الناس غاضبون بشدة. إنهم يريدون رحيل هذه الحكومة". وتابع "يجرى اطلاق الغاز المسيل للدموع على النساء والاطفال بدون تحذير". وقال لورثوسامي ، الذي اشتكي من انه مازال يشعر بألم في عينيه ووجهه جراء تعرضه للغاز المسيل للدموع ، ان المظاهرة كانت تنفض وكان المحتجون يتفرقون بالفعل عندما اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والمياه التي كانت مخلوطة بمواد كيماوية. وصرح لوكالة الانباء الالمانية "احترمنا الامر الصادر من المحكمة بعدم اختراق الطوق الامني الذي اقامته الشرطة حول المتنزه" وتابع" الاجراء الذي اتخذته الشرطة لم يكن ضروريا على الاطلاق". واشتكى النائب البرلماني الاسترالي نيك اكسينوفون الذي كان يراقب المظاهرة كجز من مجموعة من المراقبين الاجانب ، من تصرفات الشرطة. وصرح لوكالة الانباء الاسترالية "ايه ايه بي" في مقابلة هاتفية "الشرطة اطلقت بالفعل عبوات للغاز المسيل للدموع الواحدة تلو الاخرى .. الناص اصيبوا بجروح.. الناس يصابون بالاغماء". والاعضاء الاخرون في بعثة تقصي الحقائق من المانيا والهند وباكستان والفلبين وتايلاند وجنوب افريقيا وتركيا وتونس. وقال فيل روبرتسون ، نائب مدير ادارة آسيا في منظمة هيومان رايتس ووتش ان حملة الشرطة ضد الاحتجاج السلمي تظهر ازدراء الحكومة الماليزية "للحقوق والحريات الاساسية للشعب". وقال في بيان "رغم كل الحديث عن الاصلاح على مدار العام الماضي ، الا اننا نشهد تكرار الاعمال القمعية من جانب حكومة لا تتردد في استخدام القوة عندما تشعر انه يتم الاعتراض على الامتيازات التي تتمتع بها". واضاف "الشركاء الدبلوماسيون والتجاريون لماليزيا والمستثمرون الاجانب يجب ان يطالبوا الحكومة بتغيير اساليبها وتعترف بحق المجتمع المدني في الإعراب عن اهتمامه العميق باحترام الحقوق والحكم الرشيد". ولكن وزير الاعلام الماليزي رئيس يتيم قال إن المتظاهرين هم الذين لم يحترموا القانون من خلال تنظيم فعالية جماهيرية في منطقة حظرتها المحكمة. وقال "انهم لا يبدون الاحترام للقوانين ، ولايحترمون قرارات المحكمة". وقال رئيس الوزراء نجيب رزاق ان الحكومة لاتمنع اي احزاب من تنظيم مظاهرات طالما تنظم في اماكن مناسبة. وفي يوليو الماضي فرقت الشرطة عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، واعتقلت 1600 منهم. متظاهرون ماليزيون يطالبون برحيل رئيس الحكومة نجيب زراق امس. (أ.ف.ب)