أطلقت الشرطة الماليزية الغاز المسيل للدموع واعتقلت أكثر من 1400 شخص في العاصمة كوالالمبور أمس، بينما تفادى آلاف النشطاء حواجز الطرق والأسلاك الشائكة؛ لتنظيم احتجاج في الشوارع ضد حكومة رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق. واصيب ما لا يقل عن عشرة اشخاص في المظاهرة التي نظمت في وسط كوالالمبور للمطالبة بالاصلاح الانتخابي. ولا توجد تقارير عن وقوع اصابات خطيرة لكن بعض المحللين قالوا إن الشرطة كانت تتصرف بشكل مبالغ فيه وانها ستضر بصورة نجيب. وقالت نور العزة أنور ابنة الزعيم المعارض انور ابراهيم للصحافيين بعدما اصيب والدها اثناء الفوضى التي نجمت عن القاء الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع عليه وعلى انصاره: «نحن لسنا مجرمين وانما نطالب بانتخابات حرة ونزيهة». واضافت: «كثير من الاشخاص الابرياء اصيبوا. ندين هذا التصرف الوحشي من جانب الجبهة الوطنية وحزب باريسان» في اشارة إلى حزب نجيب والائتلاف الحاكم. واحتجاجات الشوارع نادرة في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا ويشعر المستثمرون الاجانب بالقلق من أن الاضطرابات السياسية قد تؤجل الاصلاحات السياسية التي تعتبر ضرورية لجذب الاستثمارات. وربما يفكر نجيب اذا وضع تحت ضغط شعبي في اجراء انتخابات مبكرة وهو ما سيؤخر الاصلاحات مثل خفض دعم الوقود او تقليص برنامج عمل ايجابي لاغلبية سكان البلاد من عرق الملايو. وليس من المقرر اجراء انتخابات عامة قبل عام 2013 ولكن نجيب لم يستبعد اجراء انتخابات مبكرة بعد وصول النمو الاقتصادي إلى اعلى مستوى له منذ عشر سنوات في عام 2010. وقال شهود عيان انهم شاهدوا قذائف الغاز المسيل للدموع تطلق على مجموعات من المحتجين في وسط كوالالمبور بينما هتفت الحشود «يحيا الشعب» و«الاصلاح». وشوهد اشخاص ينزفون بعد اطلاق الغاز المسيل للدموع لكن الشرطة لم تعط تفاصيل عن الاصابات. كما فرقت الشرطة الحشود في محطة الحافلات الرئيسية بالمدينة باستخدام مدافع الماء. وقال المفتش العام للشرطة اسماعيل عمر ان 1401 شخص اعتقلوا لكن سيطلق سراح الكثير منهم بعد التحقيق معهم. وقال مسؤولون آخرون إن من بين المعتقلين ما لا يقل عن ثلاثة من كبار قادة المعارضة. وقال امبيجا سرينيفاسان رئيس تجمع (بيرسيه) الذي دعا للاحتجاج للصحافيين: «نحن نقاتل من اجل انتخابات حرة ونزيهة». الحكومة تستخدم القوة ونحن نستخدم حقنا. حقنا سينتصر في آخر الامر». وعرضت الحكومة في بادئ الأمر على تجمع بيرسيه استخدام الاستاد لتنظيم المظاهرة إلا أنها تراجعت عن منحه الاستاد الرئيسي في كوالالمبور مما دفع بيرسيه إلى التصريح بأنها ستتحدى الحظر. وتعهد بيرسيه بجمع عشرات الآلاف من المؤيدين إلا أنه لم ينجح في تحقيق ذلك. ولكن بعض المحللين ما زالوا يقولون إن الحكومة واجهت مشكلة.