تمر ساعات ذكرى زواج "نرجس حسن" -متزوجة قبل نحو ثلاثة أعوام- من دون أن يتذكر زوجها أي شيء عن المناسبة التي جمعتهما تحت سقف واحد، وهو ما يمثل نوعاً من الاجحاف والتنكر، وعدم الاهتمام بتلك الفترة المليئة ب"الرومانسية المفرطة"، فهي لحظات من أروع لحظات العمر، و"نرجس" التي تعد إحدى النساء المفجوعات بتصرفات أزواجهن، تعاني من فتور في العلاقة الزوجية، يعززها نسيان المناسبات السعيدة، إذ تقول: "لم يعد يتذكر المناسبات، أو يأتي لي بالهدايا كما كان في بداية حياتنا الزوجية"!. ويُعد الفتور في العلاقة الزوجية، وعدم الاهتمام بالطرف الآخر، أحد أهم أسباب الطلاق، من خلال تسرب الملل إلى أحدهما، ليصبح الطرفان كما لو كانوا غرباء ولكن تحت سقف واحد، لينتهي الأمر بطلب الزوجة الطلاق. ذكرى لا تنسى وبعيداً عن حالة "نرجس" وقريناتها، يحتفل بعض الرجال بذكرى زواجهم، بتقديم الهدايا الثمينة وبشكل ملفت، خاصةً أن الهدية مقترنة بذكرى لا تنسى بالنسبة للمرأة، والتي ترى أن يوم زفافها هو بمثابة يوم ميلادها، باختيارها شريك حياتها الذي سيبقى معها مدى الحياة، بيد أن "أشرف العباس" الذي يحتفل بذكرى زواجه يُعد خارجاً عن نطاق أغلبية الرجال الذين لا يتذكرون تلك المناسبة، والذين مثّلوا (75%) حسب استطلاع "الرياض"، كما أن (50%) من المشمولين بالاستطلاع تمت معاتبتهم من قبل زوجاتهم اللاتي شددن عليهم بأهمية الهدية في مثل هذا اليوم. أثر إيجابي وقال "العباس": لم أكن أنسى تلك المناسبة، فهي تترك أثراً إيجابياً في أسرتي، فيما تقف "نرجس" في الجانب الآخر، وتقول: تحول اليوم السعيد في حياتي إلى حالة من الإحباط، مشيرةً إلى أنها أصبحت تعيش من أجل ابنتيها فقط، ولا تشعر بحنان الزوج كما في السابق، مبينةً أن الزواج الحقيقي الذي تكون فيه المحبة، يجب أن يعبر عن مشاعره، خاصةً أن الزوجة تعمل طوال اليوم في المنزل، وهي تنتظر من يشيد بها، وينظر إلى ما تعمله في المنزل لصالح الأسرة"، لافتةً إلى أنها تعشق بيت الشاعر المصري الراحل "أحمد شوقي": "الأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق"، ذاكرةً أنه من المهم أن يعي الزوج أهمية ذكرى الأيام التي أسست لزواجه، وبناء أسرته. إحباط وملل وقال "أشرف العباس": أنه من المهم أن تشعر المرأة أنها تحت ظل رجل يحبها ويخاف عليها، مشيراً إلى أنه لا يفوت الاحتفال بالذكريات الجميلة، فكما تفعل الأوطان باحتفالها باليوم الوطني ليفرح الشعب، على الزوج الفرح بيومه المميز مع زوجته وأطفاله، مبيناً أن ذلك منسجم مع تعاليم ديننا الحنيف، وعن أصدقائه من الرجال أكد على أن بعض الأصدقاء لا يكترث بالاحتفال بيوم الزواج أو الخطوبة، بل ينسى ذلك، وهذا أمر غير صائب، فهو يدخل الإحباط والمملل للحياة الزوجية، كما أن العكس يتحقق، موضحاً أنه ربما يغفل الزوج عن تقدير المرأة بسبب انشغالاته العملية، بيد أنه من المهم أن نكسر الروتين ولو في يوم مميز، ذاكراً أن هناك من يهدي زوجته مبالغ كبيرة أو ذهب أو مجوهرات، بيد أنه لابد أن يكون الحب موجودا، فالمرأة تطلب الحب وليس الماديات المنتهية بزوالها، مضيفاً أن بعض الأصدقاء يصر علي بالحضور معه، وحين أقول له إنني في مناسبة عائلية لها طعمها المميز، يستنكر علي الاهتمام بتلك المناسبة. وقود الأُلفة وأكد الشيخ "محمد الجيراني" -قاضي في دائرة الأوقاف والمواريث- على أن من أسباب الطلاق المنظورة في الدائرة التابعة لوزارة العدل، تعود إلى النقص الحاد في العاطفة، مضيفاً أن بعض الأزواج لا يهتم بما يعزز العلاقة الزوجية، ومن المعروف أن تقدير الزوجة بأي شكل لا يخالف الدين وتعاليمه أمر محبب عند الله سبحانه وتعالى، مشيراً إلى أنه جاءت للدائرة إحدى النساء اللاتي تطلب الطلاق بسبب أن زوجها لا يهتم بها، بل ولا يتذكر أي مناسبة جميلة في زواجهما، حيث كان جُل اهتمامه بالطيور فقط، وينفق عليها أكثر مما ينفق على زوجته، مبيناً أنه بعد محاولة نصح الزوج لم نفلح معه، فحصل الطلاق مع الأسف، مشدداً على أهمية عدم التهاون بعاطفة المرأة، فهي الوقود الذي يصنع الألفة والمحبة والعشرة الحسنة بين الزوجين.