تصاعدت حدة الخلافات بين إدارة القادسية برئاسة عبدالله الهزاع وما يعرف بجبهة المعارضة التي انضم إليها القدساويون بعد أن ساءت أوضاع النادي وتدهورت نتائجه بشكل مخيف، ولعل الواضح أن الهزاع لا يكترث بما يريده القدساويون من ناديهم وكأن الوضع لا يعنيه حتى خرج بعد مباراة هجر بتبريرات لا يقبلها المشجع القدساوي، فيما يخص الحارس منصور النجعي والمهاجم سعيد بوشوك والمدافع عبدالله القرني بعد سحب سياراتهم وإخراجهم من مسكنهم، وليته كان واقعيا ويكشف حقيقة ما يدور داخل النادي من قرارات عشوائية وتخبطات أضرت بالفريق؟! والتعاقدات الشتوية التي أنهكت القادسية وحولته إلى حمل وديع لم يجمع بعدها أكثر سوى ست نقاط، إنها سياسة التخبط والتفريط بالنجوم المفيدين للفريق بالتنازل عن بوقاش للنصر والتعاقد مع ريان بلال الذي لم يحقق أي فائدة فنية منذ مشاركته مع الفريق، بل وصل الأمر بالمدرب الى أن يبعده عن القائمة الرئيسة ولم يشركه في آخر مواجهة أمام هجر!! القادسية أصبح ساحة صراع بين من يريدون الدفع بالنادي إلى ساحة المنافسة وتخليصه من أيدي الإدارة الحالية التي منذ وصلت لم تضيف إنجازا واحدا، بل بدأت بالتنازل عن النجوم بداية بمحمد السهلاوي وعبدالعزيز فلاته للنصر وحكمي للرائد وصالح الغوينم للحزم وجابر حقوي للفتح وهاني العويض للخليج، هذا بخلاف اللاعبين الآخرين في الألعاب المختلفة. كان الجميع يتعشمون خيرا بكلام المدرب ماريانو ويتطلعون إلى تحقيق واقع مختلف بفرض سياسة البناء والعودة بفريق لا يقهر، عندما أعلن التحدي وعشقه لهذا المبدأ وان الفريق سيشهد سياسة مختلفة وأسماء واعدة، غير أن هذا الأمر لم يدم طويلا بداية مشجعة ثم تراجع مخيف وأخيرا نهاية مؤسفة، حالها لم يختلف عمن سبقوه وبقي القادسية يعاني ويبحث عن نجاة من الهبوط وحبل يتعلق به لإيجاد مخرج من عنق الزجاجة. ولا غرو فيما يحدث للقادسية، فالإدارة نفسها خلافاتها تلتهب نارا، ووصل الحال إلى نشر الغسيل فوق أعمدة الصحف، ولعل الأغرب من ذلك الخلاف الحاد بين أصحاب القرار بسبب الأزمة المالية بعد أن سحب المشرف العام على كرة القدم عبدالعزيز الموسى مستحقاته لدى النادي ما أثار حفيظة الرئيس وبقية الأعضاء ليزيد من عمق الصراع والخلاف وانعكس ذلك على أوضاع النادي برمته وخصوصا كرة القدم. أخيرا مواجهة النصر ستحدد أشياء كثيرة داخل القادسية، وربما تفتح النار في كل الاتجاهات لقراءة مختلفة عما قدمته الإدارة وما سببته من آلام لمحبي النادي، لأنها لم تستفد من دروس الماضي فبقيت الأزمة المالية عنونا واضحا على تدني المستويات والبحث عن البقاء لثالث موسم العنوان الأبرز بين العناوين التي يشهدها القادسية في ظل ابتعاد عشاقه بعد احتدام صراعهم مع الإدارة الحالية التي أبعدت أبناء النادي من إداريين ومدربين!!