شاهدت خلال أسبوع واحد حوارين –أحدهما تلفزيوني والآخر إذاعي- أجريا مع الشاعر المعروف نايف صقر، وقد استمتعت جداً بهما وزاد يقيني بمكانة الشاعر واستحقاقه للشهرة التي نالها وللأضواء الإعلامية التي تُسلط عليه منذ سنوات، وزادت قناعتي أيضاً بأنه نموذج رائع للشاعر الشعبي الذي يجمع بين الموهبة الشعرية الكبيرة وبين مستوى الثقافة والوعي اللذين يؤهلانه للتعبير عن صوت الشاعر الشعبي بثقة ووضوح، فلطالما ظل الشاعر الشعبي في نظر الآخرين محصوراً في صورة نمطية هي صورة الإنسان البدائي الذي لا يُجيد شيئاً غير نظم الشعر في أمور محدودة لا تتجاوز إطار البيئة المُحيطة به، وفي مواضيع صغيرة لا تشغل سوى ذهن البدوي في الصحراء..! وفي مُقابل هذه الإشادة بالمبدع نايف صقر وظهوره الإعلامي المُميز والمُقنع لا يُمكننا تجاهل الإشارة إلى نماذج أخرى لشعراء يأتي خروجهم في الحوارات الإعلامية ضعيفاً ومرتبكاً ويُذكر بالمثل العربي الشهير: (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)، ففي مثل هذه الحوارات –لاسيما المُباشرة منها- تنكشف شخصية الشاعر على حقيقتها ويتضح للمُتلقي مدى ثقافته وذكائه من خلال قدرته على التعامل مع أسئلة المُحاور وأسئلة الجمهور التي توجه إليه بشكل مُباغت وغير متوقع، وكم من شاعر مبدع تُعجبنا أشعاره جازف بالظهور في حوار مُباشر فتورط بعدم تمكنه من مُجاراة مُحاوره أو في وقوعه في فخ أسئلة لا يمتلك إجابات مُقنعة لها أو تأتي إجاباته عليها ركيكة ومُخجلة وتدل على جهل مركب، وحينها يكون للقاء الذي خرج فيه أثر عكسي وسلبي يسهم في خفوت شعبيته وصرف إعجاب الجمهور عنه بدلاً من قيامه بالدور المتوقع وهو لفت الانتباه إلى تجربته والمساهمة في نجوميته وتوهجه. ومما يؤكد على أهمية دور الحضور الإعلامي الجيد في خدمة تجربة الشاعر وجود شعراء كان لثقافتهم وذكائهم في التعامل مع اللقاءات المباشرة تأثير إيجابي في زيادة جماهيريتهم وترسيخ أسمائهم في ذاكرة المتلقين، ولعل اسم الشاعر المعروف ياسر التويجري –كما سبقت الإشارة في مقال سابق- أوضح نموذج لهذا النمط من الشعراء ممن خدمهم حضورهم الإعلامي الجيد بنسبة توازي أو تفوق نسبة حضورهم الشعري. أخيراً يقول المبدع حمد البريدي: الجو يسرقني من الناس وآغيب الا أنت سارقني من الناس والجو يا أجمل غلا وأجمل حفاوة وترحيب من أولٍٍ غالي، وزاد الغلا تو