الثقافه الأخذ من كل شيء بطرف، وهي معلومه عن كل شيء ، ويقال إنها معرفة مالا منه بد ، وهي دلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات، وهي نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة اجمالا ، وهي الوجه المميز لمقومات الأمه التي تُميز بها عن غيرها من الجماعات والأمم والشعوب وهي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والفنون والقوانين ، وهي القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي والثقافي، تعمل على تعديل المهارات الضرورية للانسان لاسيما من خلال التربيه والتعليم والتنمية العقليه والروحية ويقيني أنها مالا يسع الانسان جهله لمعرفة واجباته الدينية والاجتماعية والصحية والاخلاقية وتعامله مع الاخر، وهذا يقودنا الى اهمية مادة ثَقَفَ في حياتنا اليومية وأنها تكاد تكون من الضرورات للفرد والمجتمع، كنا في الأمس في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) وكان يرنو إلى ترسيخ مفهوم الثقافة من خلال مبادئنا وقيمنا وتراثنا، تواجدت الوزارات والهيئات والمؤسسات تعرض بضاعتها وتنشر ثقافتها وتؤسس لمفاهيم وقيم وأخلاقيات وسلوكيات ومبادئ ، والتعريف بما يتطلبه الانسان وما يحتاج إليه ، اهتم المهرجان بربط الحاضر بالماضي واتصالهما بالمستقبل وما يتطلبه اليوم الذي نعيش فيه ، وما إن أوصد المهرجان أبوابه إلا وفتحت نافذة أخرى وشُرع باب آخر على الثقافة لينهل منها ويغترف من معينها ، فالمعرض الدولي للكتاب أو مهرجان الكتاب أو عرس الكتاب وما احتواه من العلوم والمعارف وما كان على ضفافه من محاضرات وندوات وصورة مرئية ومسموعة ، إلا زاد ثقافي طيب المذاق ، تواجدت كتب ذات قيمة دينية وعلمية وأدبيه طبعت بطريقة جذابة تجعل من القراءة متعة ومن الاقتناء لذة فالكتاب خير جليس وخير أنيس. خير مكان في الدنى سرج سابحٍ وخير جليس في الزمان كتاب ومن خلال هذا المعرض تسابقت المؤسسات لنشر ثقافتها وعلومها ، وما اوشك المعرض أن يشد رحاله إلا وتسطع ثقافة أخرى للتوعية والتعريف والتثقيف بقيادة المركبة والتمتع بها من خلال المعرض الخليجي للمرور فالتوعية والتثقيف أمران ضروريان يحتمان على قائد المركبة أن يلم بأهم مقوماتها . وها نحن نستمتع بمعرضٍ آخر أو مهرجان اخر من مهرجانات الثقافة ، مهرجان ربيع الرياض الثامن إذ ينشر أزهاره ووروده ورياحينه ويبث عطر الخزامى والشيح والقرنفل، منذ أيام كان مهرجان جائزة الملك فيصل للعلوم وما صاحبها من استقطاب عقول في الطب والأدب وكان هناك أيضا مهرجان حفظ كتاب الله وتلاوته وتفسيره ومهرجان لحفظ السنة وعلومها ومهرجان لجائزة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ كتاب الله وشقيقتها جائزة الملك عبدالله لحفظ القرآن الكريم ، مهرجانات متتالية من أجل ثقافة الانسان وبنائه روحياً ونفسياً وسلوكياً وأخلاقياً، كانت هيئة حقوق الانسان متواجدة في تلك المهرجانات تبث عبيرها ونسائمها وثقافتها من خلال كتبها وكتيباتها ومطبوعاتها للتعريف بثقافة حقوق الإنسان ، فتلك المعارض والمهرجانات التوعوية والتثقيفيه تضفي على الانسان معرفة وتجعل منه بانٍيا لحضارة ومخلداً لأمة.