تعتبر القراءة من أهم المنافذ الثقافية التي تؤدي إلى الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي والتعليمي، كما أنها رافد مهم للاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى المفكرين والأكاديميين وأصحاب الخبرات المهنية والحرفية، هذه الخبرات إذا ما كتبت وصيغت ضمن كتاب، فإنها تكون خير معين على رفع مستوى الحالة الثقافية لدى القارئ، وهذا ما يعطي القراءة الأهمية الكبيرة التي يؤكد عليها علماء التربية والتعليم، إذ ان القراءة هي الباني الفعلي للهرم الثقافي للفرد، وهي المزود الحقيقي للفرد بالعلوم والمعارف والخبرات. القراءة في مفهومها العام هي التي تطور مدارك الإنسان وتنمي معارفه، ولهذا فيجب علينا أفراداً ومؤسسات أن نعي أهمية القراءة، ربما يقول قائل إن القنوات العلمية والانترنت والإذاعات الموجهة العلمية منها والتثقيفية والترفيهية تغني عن القراءة كون القراءة تضر بالعيون من كثرة التركيز على الكتاب، وهذا كلام مردود على صاحبه فالقراءة هي السبيل الأول والأوحد في نظري لسبر أغوار الثقافات والوقوف على العلوم والمعارف. حين تؤمن المؤسسات الثقافية بأهمية الكتاب وتعتبره المصدر الأهم في التثقيف، حينها فقط ستلتفت له وتخصص له البرامج والفعاليات والأنشطة التي تحفز بها الناس على القراءة، أما غير ذلك فإن فاقد الشيء لا يعطيه مقدمتي هذه كتبتها وأنا أقف متعجباً من حال بعض المؤسسات الثقافية والعلمية في بلادنا الغالية، مؤسسات لا عذر لها في التقصير، ومن حقنا أن نحاسبها وبشدة على تدني مستوى أبنائنا الثقافي والعلمي، فالدولة حماها الله أمدتها بكل ما تحتاجه من مال ودعم؛ لكي تقدم المفيد للنشء، وعلى رأسها تعويد الجيل على القراءة من خلال تبني برامج واضحة المعالم ترفع من حالة الثقافة العامة. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الشأن، هل ما زال الكتاب خير جليس في الزمان؟ أم أن هناك خيرا منه حل مكانه، هناك الانترنت، هناك البلاك بيري، هناك القنوات، وهناك وهناك؟ لدرجة أن المؤسسات الثقافية لم تعد تتذكر يوم الكتاب، ولم تعد تهتم فيه، ربما هو الحلقة الأضعف في العملية الثقافية...ربما؟ أقول هذا الكلام وأنا في ذهول من مقال قرأته في جريدتنا العامرة «اليوم» في عدد يوم الاثنين المنصرم الحادي والعشرين من جمادى الأولى في الصفحة الثقافية للزميلين فاطمة عبد الرحمن وحسين السنونة، جاء تحت عنوان»يوم الكتاب.. مر في صمت ولم تتذكره المؤسسات الثقافية» في نظري يجب أن يكون هذا المقال صك إدانة ضد هذه المؤسسات التي تناست دورها الثقافي والإعلامي تجاه الكتاب، يتم بموجبه محاسبتها ومعرفة أسباب تجاهلها ليوم الكتاب، حيث لم يتذكره من منظومة المؤسسات الثقافية المعنية في المنطقة الشرقية إلا مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية وجمعية التوعية حسب الخبر خصصا له بعض الفعاليات. خلاصة قولي... حين تؤمن المؤسسات الثقافية بأهمية الكتاب وتعتبره المصدر الأهم في التثقيف، حينها فقط ستلتفت له وتخصص له البرامج والفعاليات والأنشطة التي تحفز بها الناس على القراءة، أما غير ذلك فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وأختم مقالي بقول الشاعر»وخير جليس في الزمان كتاب»