عنوان فقط لمن يملك المال ليشتري أجهزة التقنية ويعيش في بحبوحة من الوقت يقضي معظم أوقاته في مجالسة ومسامرة الشبكة العنكبوتية بطريقة حكيمة واضعاً نصب عينيه حكمة هذا الزمان: «خير جليس في الزمان إنترنت» فتراه يبحث في كل موقع وباب عن كتب وأخبار وصور وأفلام وهي أصبحت حاجة ملحّة في زمن تبادل الثقافات. لربما يكون المرء محتاجاً حقاً لمعرفة ما خفي عليه من علوم ومعارف وضعتها الشبكة بين طياتها، فلا يجد صاحبنا عناء يذكر في كتابة اسم الكتاب أو أي كلمة متخصصة بعلم ما في خانة البحث، ثم يضغط بإصبعه على ما خط ب «إنتر» فينطلق «النت» سريعاً أو بطيئاً، المهم أن النتيجة واحدة بمعلوماتها ومعارفها، وقد يكون هناك أكثر من كتاب تشابهت في الأسماء واختلفت في المضمون وهي فرصة لاكتشافها، فيختار الباحث المسامر للإنترنت ما هو أصلح وأكثر فائدة في تحقيق المنشود ومعرفة ما تجب معرفته بعد مجالسة ومحادثة مع الشبكة، ولا أدري إن كانت هذه الشبكة صماء بكماء أم تصغي وتسمع لمن جالسها وحادثها، فتبوح بأسرارها بتقديم الغث والسمين من خلال سيل جارف من المعلومات. لا شك أن الفرق كبير بين الجليس التقليدي «الكتاب» والجليس العصري «إنترنت»، فمؤلف الكتاب يفرض على القارئ أفكاره وآراءه من دون إعطاء فرصة للمتلقي أن يناقش أو يبدي رأياً، فيشعر القارئ أنه يتعامل مع اللاموجود ومؤلف لم يعد له وجود، بعكس الجليس العصري الذي يتيح للباحث أن يحاور ويناقش الآخرين وما صدر عنهم من كتب ومعلومات ومهما بلغت بينهم من مسافات، فالعالم أصبح قرية صغيرة في ظل تطوّر العلم وإبداع العلماء. وفي رأيي الشخصي لا أرى أن مجالسة شبكة الإنترنت هدراً للمال والجهد والوقت في سبيل التصفح والاطلاع على ما هو مفيد وجديد في عالم متجدد تشهد ساعاته سقوط أمم وقيام أمم، والخير مذكور للجليس والشر ممنوع عند الحديث فتعالوا نردد: «خير جليس في الزمان إنترنت». * معلم تربوي