رجح تقرير اقتصادي متخصص أن يصل عدد زوار المملكة إلى 15.8 مليون زائر بحلول 2014 مقارنة ب13 مليونا في 2010، وذلك لأغراض سياحية مختلفة، بما فيها السياحة الدينية. ونما قطاع الضيافة في المملكة وفقا لتقرير " مزايا القابضة " بوتيرة متصاعدة، مدفوعا بتنامي أعداد الزوار القادمين لأغراض سياحة الأعمال أو السياحة الدينية أو البينية، ومن المتوقع أن يشهد القطاع دخول 381 ألف غرفة فندقية جديدة بحلول 2015 بزيادة 63 في المائة عن عدد الغرف المتوفرة في 2010. وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة أن ترتفع مساهمة قطاع السفر والسياحة بشكل مباشر إلى 14.9 مليار دولار أميركي في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية أو ما يعادل 2.9 في المائة في 2012 مقارنة ب10.4 مليارات دولار اميركي أو ما يعادل 2.7 في 2009. وتشكل عوائد السياحة في المملكة نحو 3.6 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي، فيما تواصل المملكة التركيز على خطط تطوير السياحة وتنويع روافدها بعيدا عن الاعتماد على النفط. وكانت الفنادق السعودية حققت نتائج ايجابية بالنسبة لمعدلات الإشغال والأسعار وإيراد الغرف المباعة، على الرغم من تداعيات أحداث الربيع العربي. وارتفعت معدلات الإشغال بنسبة 6.8 في المائة إلى 58.2 في المائة، في حين قفز معدل إيراد الغرف المباعة بنسبة 17.4 في المائة إلى 120 دولارا أميركيا، ومتوسط الأسعار اليومية بنسبة 8.1 في المائة إلى 206 دولارات. تطوير مكة وذكر التقرير ان مشاريع تطوير مكهالمكرمة ، خصوصا مشروع الملك عبدالله لتطوير مكة سيؤدي إلى نقل المدينة مرحلة جديدة تسمح باستيعاب أعداد أكبر من الحجاج والمعتمرين وأيضا وبشكل أكثر أهمية توفير خدمات ايواء وضيافة أفضل تواكب أهمية المدينة وتجعل من زوار البيت الحرام أكثر راحة. وأشار التقرير الى أن أمانة العاصمة المقدسة بدأت في إزالة 200 عقار في منطقة الغزة، حيث ان هذه العقارات تقع ضمن مشروع تطوير الساحات الشمالية للحرم الشريف والطريق الدائري الأول، الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين، واغلب هذه العقارات هي فنادق ومرافق ايواء للحجاج والمعتمرين، حيث تم تعويض ملاكها بحسب التقدير السوقي لسعر الأرض في مكةالمكرمة التي تعد من أعلى الأسعار في العالم، حيث قدرت جهات رسمية سعودية سعر متر الأرض في المناطق المحيطة بالحرم الشريف في مكةالمكرمة بنحو 550 ألف ريال، وهو ما يجعله أغلى سعر للمتر المربع على مستوى العالم . في وقت قدر مسؤولون في مكة ان المدينة تستقطب استثمارات ستبلغ 200 مليار ريال خلال عامين، منها مبلغ كبير لأغراض تطوير قطاع النقل وتوسيع المرافق، حيث لفت تقرير المزايا القابضة الى أن جملة من المشاريع التطويرية يجري الاعداد لتنفيذها في مكةالمكرمة، ومنها مشروع مترو مكة والذي رصد له نحو 20 مليار ريال لتنفيذ المرحلة الأولى لشبكة القطارات داخل مكةالمكرمة، في وقت تبلغ المشاريع القائمة الحالية مستوى 100 مليار ريال حسب تقديرات رسمية. اهتمام حكومي ولاحظ التقرير أن الدولة تولي مشاريع تطوير الحرم المكي أهمية قصوى لزيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين، حيث ان مشروع تطوير مكة المكرّمة يحمل أهمية إسلامية و لزيادة الساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف عملاً على تخفيف الضغط داخل الحرم وساحاته الأخرى، والمساهمة في انسيابية حركة السير من وإلى المسجد الحرام للمشاة والمركبات، مما ينعكس إيجابا على المواطن والمقيم والحاج. وقال تقرير المزايا القابضة: ان التكاليف الضخمة للتطوير في مكةالمكرمة تعود اسبابها إلى ضخامة المشاريع، لكنها في الوقت ذاته تعود إلى ضخامة كلفة استملاك ونزع ملكية الأراضي المحيطة بالحرم والقريبة منه، حيث تتضاعف اسعار العقارات في مكةالمكرمة بشكل مستمر، مما يولد ضغطا على الجهة المنفذة، بالإضافة إلى انتشار العشوائيات في مكةالمكرمة التي تجعل من عمليات التطوير أكثر صعوبة، خصوصا في ما يتعلق بنقل الخدمات والأفراد. ودعا التقرير الأسبوعي للمزايا إلى وضع مخطط تطويري شامل للمدينة المقدسة، يعطي المستثمرين والجهات التنظيمية رؤية مستقبلية أشمل للمدينة والمشاريع القائمة والمخطط لها، والتقديرات المتعلقة بالمشاريع الأخرى المرتبطة، وبالتالي فتح الباب امام الاستثمارات المتخصصة من قبل شركات ومؤسسات ضخمة تسعى للمشاركة في التطوير والتقدم في المدينة المقدسة وخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين، الذين يقصدون المدينة طوال العام. واعتبر التقرير ان الاستثمار في المشاريع التطويرية في مكة يعد من الاستثمارات الأكثر أمنا والاقل مخاطرة، حيث تعتبر المدينة المقدسة ملاذا آمنا للاستثمار لوجود تدفق متصاعد من المعتمرين والحجاج كل عام، وبالتالي يمكن استيعاب استثمارات ضخمة تدر عوائد مجزية على اصحابها ومستثمريها. وقال تقرير المزايا القابضة ان الحكومة السعودية تواصل طرح المشاريع والمبادرات لتطوير البنية التحتية لتوفير خدمات أفضل لحجاج بيت الله، بما فيها تطوير المناطق المحيطة بمناطق الحج، وتوسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة ومطار المدينةالمنورة، وتطوير قطار الحرمين الذي سيربط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وبينهما وبين مدينة جدة، وصولا إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة. وتركز المملكة حاليا على تطوير بنيتها التحتية الضرورية لقطاع السياحة، مثل المطارات، بهدف تشجيع السياحة الدينية والبينية وسياحة الأعمال، حيث تنفق أكثر من 500 مليون دولار على توسيع المطارات الحالية، وتخطط لبناء مطار جديد في جدة بكلفة 7 مليارات دولار.ولاحظ التقرير أن المملكة تهدف إلى استقطاب 88 مليون زائر بحلول 2020 في إطار خططها التي تهدف إلى تطوير قطاع السياحة الداخلية والدينية وسياحة الأعمال، وبحسب الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية. وفي السياق، أصدرت السعودية 9.5 ملايين تأشيرة دينية في العام الماضي بزيادة 11.3 في المائة عن 2010، وفقا للموقع الإلكتروني لوزارة الحج، فيما ارتفع عدد التأشيرات الصادرة لأداء العمرة بنحو مليون تأشيرة عن 2010، مما يشير إلى تصدر السياحة الدينية باقي السياحات الأخرى.