أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا الى حب التسامح والبعد عن الانتقام والتشفي فيه. وقال في خطبة الجمعة في المسجد الحرام يوم امس ان سلامة الصدر وخلوة من الغشش وبراءة النفس من نزعة التشفي في معالجة الخطا وحب الانتصار من المخطئ وتلبية لرغبات النفس المنتشية في معالجة الخطا بالقوة الضاربة لهي سمة المؤمن الصالح الهين اللين الذي لا غل فيه ولا حسد موضحا بان ما قيمة عيش المرء على هذه البسيطة وقلبه ملبد بحب الذات والفظاظة والغلظة يعزز من خلالها قسوة قلبه فيصبح سيئ الطبع يأنفه الناس عند كل مرصد مشيرا الى أنهم كثير الذين يبحثون عن مصادر الفرح والفلاح مع كثرتها وتنوع ضروبها وقلة ألوانه في تحصيلها وبين فضيلته بان ركابها شئ من تحصيل الارادة وزم للنفس وحسن الظن بالآخرين وقبول الاعتذار وكظم الغيظ والعدل في النصب فكلها معايير نقاء وصفاء وعلامات للنفس الراقية المتشبثة بهدي الاسلام الراقي للتعامل مع النفس ومع الآخرين موضحا انه متى ما خرج الانتصار للنفس مما أخطأ في حقها او ظلمها عن الصور والمعايير فانه الولوج في دائرة حب الانتقام ولا شك. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام انه إذا اسطبرت النفس بحب الانتقام فان الغلظة والجبروت والبطش والاسراف هي العلامات البارزة التي تحكم شخصية المرء الذي سوف يشار اليه بالبنان على انه رمز الظلم والنذالة والوحشية لانه المعروف عن الانتقام انه انزال العقوبة مصحوبة بكراهية تصل الى حد السخط والحقد وحب القمع وبين فضيلته بان الانتقام يذكر بمعرض الدم لكونه مقرونا بالقسوة والغلظة وموت الضمير وأكد ان الانتقام مع ما فيه من قسوة فإنما هو علامة ضعف لا قوة والضعف هنا يكمن في ان الغلظة والتشفي لهو السيطرة في قلب المنتقم على التسامح والاعتدال ومن هنا صار المنتقم ضعيفا لان سجية الشر والحمق والهوى هي الغالبة أمام نزوته ورغبته، وهذا سبب الضعف لدى المنتقم لان التشفي طرف من العجز. وأكد ان المنتقم كالأعمى لا يدرك ولا يحس الا بنفسه وهو ليس أهلا للعدل ولا للانصاف لان همه في تحقيق هدفه وشفاء غيظه وهو عدو عقله فهو بليد الاحساس وقد تجرد من العاطفة ودعا فضيلته بان يكون التعامل مع من أساء الينا ان تكون ردة الفعل لدينا ليست مثلهم حتى يزدادوا حقارة في أنفسهم لان لذة العفو أطيب من لذة التشفي.