يفترض أن تمثل خسارة ثمنها الخروج من تصفيات أولية مؤهلة الكأس العالم صدمة كبيرة على وسط رياضي اعتاد على الإنجاز ويملك الطموح ولكن مع الواقع الذي تعيشه رياضتنا وفي ظل التخبطات والنكسات المتوالية وفي أكثر من استحقاق جعل الكثير يأخذ الأمور على أنها نتاج طبيعي للبدايات الضعيفة والتي جعلتنا نتأخر في حسم الأمور وننتظر نتائج وهدايا من الغير. هذا المشهد تكرر في أكثر من تصفيات وعلى أكثر من مستوى حتى تبلد معها إحساس الكثير في الشارع الرياضي جعلهم يتحسرون على أيام خالدة عاشت فيها الرياضة السعودية فترات جميلة كانت تمثل علواً وكبرياء. فلقد كانت رياضتنا مصدر فخر واعتزاز ومضرب مثل وعنواناً ومطلبا في كل محفل وميدان ولحضورها هيبة وعنفوان، فمنتخبنا بتواجده المميز والقوي مرشح فوق العادة لكل بطولة يشارك فيها فتوِّج ذلك بالإنجازات، حتى وصلنا لدرجة السيادة رياضياً واقتنع الآخرون بالفضة والبرونز تاركين الذهب لنا في الخليجية والعربية والآسيوية وبمقعد محجوز وثابت في نهائيات كأس العالم. وكانت أنديتنا تهز كل أرجاء القارة الصفراء والبلاد العربية وتقدم أجمل المستويات وترسم أروع اللوحات وتحصد مختلف البطولات ويعمل لها ألف حساب. وكنا نملك النجوم والمواهب بأسماء سطرت مجدا وتاريخا وأبدعت وأبهرت وقدمت اللمحات واللمسات وحققت كل الألقاب وتصدرت قوائم الاستطلاعات وبقيت خالدة في ذاكرتنا. وكانت خبرات كوادرنا وشخصياتنا الرياضية تشكل مصدر معلومات ومحل ثقة وتقدير وتعتلي المراكز والمناصب المرموقة في كثيرا من الاتحادات واللجان الإقليمية والدولية. وكان إعلامنا رافد حقيق للرياضة ويقوم بدور إيجابي ومتزن وببصمة واضحة في مسيرتها وداعم ومشجع ويعرف كيف يساند. فرياضتنا كانت في كافة جوانبها متفوقة ورائدة ومحل متابعة وتقدير ولها نكهة خاصة ومذاق فريد، فباختصار تميزنا في كل شيء. كنا نملك الأقلام المتزنة ولا نعرف المهاترات، ونؤمن بالميول ولا يطغى علينا التعصب، ومصدر للمواهب ولم نطبق الاحتراف، وملاعبنا مليئة بالإثارة والتنافس وبعيدة عن الشحن والتوتر، ونعطي كل لاعب حقه ولا نعرف المجاملات ونكافئ لاعبينا ولما نبرم العقود بعد، وتشدنا الأخبار الرياضية وليست هناك قنوات وصحف متخصصة، وكنا أكثر انضباط على بساطة اللوائح ونعمل بفكر ولا نعرف كثرة اللجان ونحصل على الدعم المادي والمعنوي ولا ننظّر بالاستثمار والخصخصة. ولكننا كنا نملك أمير الشباب فيصل بن فهد رحمه الله قائدا ورمزا لمسيرة رياضتنا أوصلها لمكانة مميزة ومرموقة وسمعة حسنة بمنهجية وزع من خلالها الصلاحيات حتى جعل من أحلامنا الرياضية حقيقة على أرض الواقع ومن بعده غطت غيمة سوداء وحاصرتنا أجواء متقلبة دخلت معها رياضتنا نفقا مظلما وتراجعت تراجعاً مخيفاً خلال فترة نعدها نكسة وواقعاً مريراً ومحزناً شكلت خيبة وحسرة في نفوس الرياضيين خسرنا معها الكثير من حضورنا وسمعتنا وانعكس ذلك على نتائج منتخبنا وحصاد فرقنا ومستوى لاعبينا لتنتهي معك حقبة من الزمن الجميل تأثر معها طرح إعلامنا وثقافة جماهيرنا فأصبحنا الحلقة الأضعف في كل موعد، وزادت مشاكلنا وتخبطاتنا، وتداخلت قراراتنا، وتشكل لدينا شارع رياضي محتقن تغيرت فيه الأفكار والأهداف وخرجت فيه الرياضة عن مسارها حتى وصلنا لدرجة الإفلاس الرياضي. فلم يبق إحساس بأمل بعد الله إلا في أبنك الشاب الطموح بفكره النير بحمل تلك الرسالة ورفع رايتنا عاليا والعودة برياضتنا من جديد إلى عهدها الزاهر من خلال رؤية ومنهجية عنوانها الطموح والعمل الجاد والصادق والبعيد عن المصالح والمجاملات والعاطفة في مرحلة بناء وتطوير وتحقيق الإنجازات وحصد البطولات من أجل سمعة رياضة الوطن وتحدٍ خاص لمعالجة الكثير من الأخطاء والتي شكلت عائقاً كبيراً، وإغلاق صفحة سوداء غيبت فيها رياضتنا وأحزنت شبابنا.