اعتبر قائد الوحدة السابق والإداري والمدرب والناقد حاتم خيمي، الذي يقضي فترة دراسات عليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن ما ينقص الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص هو الفكر، مؤكدا أن دولا مجاورة أقل إمكانات استطاعت ومن خلال الفكر المتطور التقدم علينا وبمراحل كبيرة الأمر الذي جعلها تتحول إلى دول يشار إليها بالبنان في الرياضة من خلال التنظيم الجيد والمشاركات الفاعلة. الخيمي دافع عن آرائه التي ظل يطلقها وحلل وشخّص واقع الرياضة وانخفاض عطاء اللاعبين، مبينا الأسباب وراء كل تلك التراجعات، مشيرا في صلب الحوار الشيق الذي أجرته “الشرق” معه إلى أن هناك أشخاصا حاولوا تشويه صورته أمام الأمير نواف بن فيصل لأنه قال رأيه بصراحة ومن واقع حبه لوطنه، مؤكدا أن الأمير نواف سيقود الرياضة للأفضل متى ما اختار مفكرين وليس موظفين. وهنا نص الحوار معه من مقر إقامته في الولاياتالمتحدةالأمريكية.
اقتران الموهبة بالعلم * - بداية ماذا عن دراستك في أمريكا وأين وصلت ؟ أنا الآن أكمل دراستي العليا في أمريكا في تخصص الإعلام بعد أن كنت محاضرا في جامعة أم القرى، وأتمنى أن أعود وأخدم بلدي بفكر أفضل وعلم أكبر في هذا المجال، فنحن بحاجة كبيرة إلى الدراسة والتخصص أكثر في هذا العلم. * - كيف ترى واقع الإعلام الرياضي السعودي حاليا وهل بالفعل يحتاج إلى دراسة ؟ بالفعل الإعلام الرياضي يحتاج إلى دراسة وتخصص أكثر وتطوير إضافة إلى الموهبة التي أعتبرها أهم من الدراسة، فالموهبة عندما تقترن بالعلم والدراسة فإنها حتما ستزيد من التطوير في هذا المجال، وأنا بالنسبة لي فهي موهبة ودراسة وأخلاق. فالإعلام الرياضي بحاجة كبيرة إلى أخلاقيات المهنة التي نفتقدها بشكل كبير، نجد أحيانا الإعلام يرفع أناسا في مكانة عالية لا يستحقونها، ونجد العكس أيضا، إذن نحن بحاجة كبيرة وماسة لأن نحقق أخلاقيات المهنة في إعلامنا، ولا يمكن أن يُسمح لأحد من الصحفيين أن يمسك قلمه وبكل سهولة ويقوم بالتهميش لأناس أو المدح لأناس لا يستحقون، وللأسف القلة في إعلامنا مَنْ ينتمون لأخلاقيات المهنة والأغلبية لا.
ظهور المنافقين * - إلى أن يسير إعلامنا الرياضي بالرياضة السعودية وهل مازال شريكا للرياضة ؟ كما ذكرت لك سابقا قلة ممن ينتمون لأخلاقيات المهنة، وأنا في الحقيقة سعدت جدا من كلام الأمير نواف بن فيصل عندما ذكر أنه اكتشف حقيقة بعض الإعلاميين، وذكر أنهم منافقون في الإعلام، فالإعلام النزيه غير المنافق يفرح بهذا الاكتشاف لأنه يقودنا إلى الإصلاح أخيرا، ولكن المشكلة عندما تجد أن الإعلام الرياضي مرجعيته وزارة الثقافة والإعلام، والرياضة مرجعيتها للرئاسة العامة لرعاية الشباب. فهنا لابد من الوقوف حيال هذا الأمر ولابد من تنسيق مشترك بينهما في هذا الأمر، وأنا سبق أن تحدثت لوزير الإعلام وأكد لي أنه مهموم في هذا الأمر، فبالفعل هناك حالات تقهر وننتظر ما يؤول إليه هذا التنسيق بين الرئاسة ووزارة الإعلام للوصول إلى إعلام مثير والأهم محترم. * - هل الإعلام الرياضي ينّور الرأي العام أم العكس؟ مشكلات الإعلام الرياضي كثيرة جدا ومتعددة، فالأصل أن ينّور إعلامنا الرياضي الرأي العام ليستنير ويعرف حقائق الأمور، ولكن ما نجده الآن في بعض إعلامنا أنه يضلل الرأي العام بالكذب، وبالتالي فإن الرأي العام هنا وفي هذه النقطة يظلم وتبعا لذلك فإن الرأي العام والجمهور الذي ينجح في كل الأمور مظلوم بهذا الإعلام ومخدوع، فعندما تُقدم إليه مغالطات في بعض الأحداث فإنه لا يعطي رأيه في هذا الأمر بشكل صحيح وهذا هو التضليل، وبالتالي، فإن الجمهور يمشي في الظلام. والإعلام الرياضي كما كنا نردد في حال الإنجازات والبطولات الرياضية بأنه شريك لابد أيضا أن يكون شريكا في الانكسارات والإخفاقات، ويجب عليه أن يتحمل جزءا منه أيضا ولا يتهرب.
إعلاميون مستفيدون ماليا * - هل يوجد في نظرك إعلاميون مستفيدون في الإعلام الرياضي بتمجيد أندية أو أشخاص بسبب الميول مثلا؟ لا أستطيع أن أدخل في الذمم، فالذمم عانينا منها في نادي الوحدة بشكل كبير وفي الاتهامات بدون أدلة، ولكنّ هناك إعلاميين قد لا ينتمون للأندية، ولكنهم يقومون بالتمجيد لها خاصة الأندية الكبيرة، وبالتالي نجدهم بعد فترة مغتنين ماليا، بالهدايا ونجد في الطرف الآخر صحفيين يميلون للأندية الصغيرة مثلا، وبالتالي نجد حياتهم جدا عادية، إذن بالفعل هناك إعلاميون مستفيدون من هذا الإعلام إما بتشويه صور أناس محترمين أو بالتمجيد لأناس لا يستحقون، وهذا موجود بكل تأكيد في إعلامنا، فالأهم في الإعلام وكما ذكرت سابقا هي أخلاقيات المهنة. وهنا الدراسة تنمي هذه الأخلاقيات. كما أن الميول من أحد الأسباب أيضا التي نعاني منها في إعلامنا الرياضي مع الأسف.
مستبشرون بإدارة داوود * - كيف ترى الوحدة حاليا مع رئاسة علي داوود؟ وهل انتهت مشكلات النادي؟ نتمنى أن يقودوا الوحدة إلى النجاحات ونحن مستبشرون بهذه الرئاسة التي يقودها الأستاذ علي داوود وطاقم أفراد إدارته، فجميعهم أسماء جميلة بوحدة زمان، وسبق أن عملت معهم سواء في الوحدة أو المنتخب السعودي، ولكن نسمع من المروجين ممن يذكرون أن الرئاسة الجديدة للوحدة عليها انتشال الوحدة من الضياع، وهم لا يعلمون أو قد يتجاهلون العمل الكبير الذي قُدم في الرئاسات السابقة كرئاسة جمال تونسي عندما حل الوحدة وصيفا لكأس ولي العهد وحققت قبل سنوات مركزا متقدما في الدوري، وحقق الفريق الأولمبي نتائج جدا مميزة، إذن عليهم ألاينخدعوا، وعليهم الحذر من مثل هذه الأقوال، وعلى علي داوود ألا يشعر بأنه يرأس ناديا من الدرجة الثانية أو الشارع، لا بل هو يرأس ناديا من المفترض وجوده بين أندية الممتاز لولا هبوطه الذي كان بقرار وليس بنقاط، وعليه الحذر من بعض الأعضاء الذين هم موجودون بالبشوت ويصرحون بأنهم أعضاء الشرف وحين يُطلب دعمهم لا يجد ريالا واحدا كل ما نتمناه أو نطلبه من علي داوود أن الوحدة في الموسم المقبل تصعد للممتاز بأي حال من الأحوال.
الفكر غائب * - تراجع الكرة السعودية على صعيد المنتخبات والأندية إلى ماذا تعزوه؟ ما ينقصنا هو الفكر ولا غير، فالفكر غير موجود ويوجد لدينا في الاتحادات والرئاسة موظفون فقط، وليسوا مفكرين، ما نحتاج إليه ويتطلب وجوده في رياضتنا صدقني هو الفكر الذي هو غائب عنا حاليا، فالفكر الذي يعمل سابقا لا يتعايش مع العصر الحالي، وعلينا البحث عن الفكر المتجدد والمتطور الذي يسعى لنجاح رياضتنا السعودية للأفضل، حتى هيئة دوري المحترفين نتمنى أن يعملوا بعيدا عن التقليد، فالبوابات الإلكترونية والتذاكر وكراسي الملاعب جميعها قديمة لايمكن أن نسميها إبداعا في عملهم، وعليهم البحث عن التميز والتقدم على الآخرين، كما أن المثل الشهير “أن تصل متأخرا خير من ألا تصل” لايمكن أن نعمل به، فهل من المعقول أن نتأخر دائما. أليس بإمكاننا أن نصل أول الناس ولو مرة واحدة ؟، دول صغيرة ومجاورة تفوقت علينا وأصبحت شهيرة في هذا المجال بفضل الفكر الذي يقود الرياضة لديهم، فكل ما نبحث عنه هو شوية تفكير فقط. فالموهبة موجودة والكثافة السكانية موجودة وبالتالي لدينا قاعدة صلبة جدا يجب أن نعمل بتفكير فيها.
خطط واستراتيجيات * - كنت عضوا في لجنة تطوير الرياضة السعودية. إلى أين وصلتم فيها وهل رفعتم توصياتكم للرئاسة؟ كنت سعيدا جدا بمشاركتي في هذه اللجنة وعملنا عملا مميزا بالإضافة إلى العديد من المدربين والخبراء العالميين معنا، وكانت اجتماعاتنا جدا إيجابية ووضعنا خطة عمل واستراتيجيات للفترة الزمنية القريبة المدى والبعيدة أيضا، ولو طبقت جميعها لنقلنا الرياضة السعودية نقلة نوعية وكبيرة، ولكنها تحتاج إلى ميزانيات ومنشآت وطالبنا بوجود أكاديميات، واليوم نجد العديد من الأندية مهتمة بهذا المجال، وبالتالي أعتقد أنها ستطبق ولكن على مراحل وحسب الميزانيات.
هدوا السقف * - اللاعب السعودي كيف ترى مستواه حاليا.. وهل أنت مؤيد لتحديد سقف لرواتبه ولانتقالاته؟ اللاعب السعودي يلعب الآن بالموهبة فقط دون أي تقدم بالفكر أو الاحتراف يلعب بسجيته، ولكن الموهبة والفكر حتما ستقودان إلى نجاح اللاعب، فاللاعب الآن لا يتطور وكل الأجواء المحيطة به لا تساعده على التطور كصقل موهبته مثلا، وبالتالي فإن مَنْ طالب بتحديد أسقف أعلى لرواتب أو انتقالات اللاعبين للأسف تفكيرهم سطحي وسريع، وهذا التفكير من الأمور التي تقودنا إلى الخلف وليس إلى الأمام، فاللاعب أولا هل يقصد في اللعب عدم العطاء فبكل تأكيد لا؟ وكيف ستتعامل معه الأندية في حال تطور مستواه؟ هذا اللاعب سيهدم السقف مثلا، إذن اللاعب بحاجة إلى تثقيف ووعي، فتفكير اللاعب الذي يجعله يحصل على الملايين وينخفض مستواه يجب أن تعمل الأندية على العمل على القضاء على هذا التفكير ليكون تفكير اللاعب أكثر تطورا، وبالتالي على رؤساء الأندية أن يعملوا على توعيته ليصل بفكره إلى الأمام وليس تحديد سقف لرواتبه فيجب أن نهدّ سقف الرواتب ونرفع سقف طموحات اللاعبين من خلال التوعية التي يحتاج إليها اللاعب، فاللاعبون في أوروبا نجدهم كل موسم يحصلون على مال أكبر من الموسم الذي قبله. * - أخيرا كابتن حاتم: هل من كلمه أخيرة في نهاية الحوار؟ أخيرا، أنا مواطن سعودي تهمني رياضة بلدي وأشعر بالاحتراق ومن أجلها سأحارب وأناضل، سأذكر الحقيقة على أكمل وجه، أعشق الأمير نواف بن فيصل وأثق تماما بأنه سينجح في عمله ويقود رياضتنا للأفضل متى ما اختار أشخاصا مناسبين للعمل في الرياضة، هناك أناس حاولوا تشويه صورتي أمام الأمير نواف بن فيصل، وأنني أعمل ضد الرياضة وهذا للأسف لم يحدث، سأذكر رأيي بكل وضوح في كل الأمور، سأقول لا، متى ما كانت الأمور تسير بشكل خاطئ وسأقول نعم، متى ما سارت الأمور بالشكل الصحيح، رسالتي للأمير نواف أن يأخذ بعين الاعتبار مَنْ يقول لا، ويكشف حقيقة من يقول نعم، وسم طال عمرك، فالرياضة السعودية سيقود نجاحها الأمير نواف، ولكن متى ما اختار مفكرين، وليس موظفين . حاتم خيمي