ضرب نادي الاتحاد الرقم القياسي فيما يتعلق بتغيير المدربين هذا الموسم ليكون موسما استثنائيا بالنسبة له، فهذا الإسباني راؤول يتسلم الفريق كخامس مدرب في أقل من ستة أشهر، وهذا انعكاس سلبي لحالة البعد عن العمل المؤسساتي الذي من المفترض أن تنتهجه إدارة اللواء محمد بن داخل منذ بداية الموسم لإبقاء هوية البطل قائمة، إذ لا ترضى جماهيره إلا أن تراه في مكانته الطبيعية التي اعتادت أن تراه بها منافسا شرسا ودائما على كل البطولات محلياً وقارياً. أعلم جيداً أنّ تغيير المدربين ليس علامة مسجلة باسم الاتحاد بمفرده فهو ديدن معتاد في كثير من أنديتنا خصوصا عندما لا تستقر النتائج أو تتكالب الظروف من هنا أو هناك فإن هذا المدرب يكون الضحية الأقرب والأسهل وإحضار بديله فوراً وهو ما يبهج الجماهير في الغالب لعلّ وعسى أن تعود الأمور إلى طبيعتها ولكن عندما تكثر مثل هذه التغييرات دون الوصول إلى نقلة ايجابية فهذا دليل على أن الجرح لايزال غائراً ووصفة العلاج التي يتم اتخاذها لا تختص بمكان الجرح الذي يعاني منه أي فريق ! التغيير المستمر في المدربين في الاتحاد شهد تزامنا مع تغييرات شاملة في اللاعبين والإداريين والفنيين وحتى ربما في رجال الأمن الذين يقفون على مداخل ومخارج النادي وهو ما تسبب في كثير من الإرباك وعدم الاستقرار والتماسك وبالتالي جعلت الإستراتيجية غائمة كلياً وفي نهاية الأمر النتيجة "صفر" على الرغم من يقيني الكامل أن الاستمرار في تغيير المدربين حتى نهاية الموسم لن يغير في الأمر شيئا لأن الخلل يمكن معالجته في الاستقرار على مدرب وجلب محترفين "سوبر ستار" يستطيعون إنجاح عملية الإحلال الذي كان من المفترض أن تكون بتدرج وليس بعشوائية إضافة إلى فرض قانون انضباطي وفق لوائح الاحتراف على جميع اللاعبين النجم منهم قبل الصاعد! *اتهمني أحد الجماهير الاتحادية في رده على إحدى تغريداتي عبر "تويتر" بأن نظرتي دائماً تشاؤمية في إصدار الأحكام على عمل هذه الإدارة، فرددت عليه بأن عليه النظر إلى كثير من القرارات والخطوات التي تقدم عليها وهل كانت سبباً مباشراً فيما يحدث الآن ومن أهمها عدم الالتزام بما جاء في الملف الانتخابي الذي جعله يكتسح كل المرشحين بفارق كبير من الأصوات فيما يتعلق بالميزانية التي أعلن عنها والتي تجاوزت ال130 مليون ريال، إضافة إلى عدم توضيح الأسباب الحقيقية من توتر علاقته مع العضو "الداعم" وأسباب التوقف المفاجئ الذي استمر ما يقارب العقدين على الرغم أنه دعم إدارته بما يقارب ال30 مليون في بداية الموسم. * بعد التعاقد مع المدرب الاسباني راؤول يبدو انه من خلال معسكر "جبل علي" وضع إصبعه على طرف الجرح وكشف عن أن حلول العلاج الوقتية ليست كافية، ويجب دعم توجهه من قبل رئيس النادي والإدارة المشرفة على الفريق في تطبيق برنامجه على كل اللاعبين لضمان ختام موسم متوازن يمكن من خلاله أن يعود إلى شيء من وضعه الطبيعي قبل بداية الموسم المقبل، فما لقيه اللاعبون من استقبال حافل بالمطار بعد عودتهم من المعسكر الخارجي يمكن أن يكون حافزاً لاستئناف موسم مختلف عن الظهور السابق.