قالت صحيفة "هآرتس" امس إن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس يعارض هجوما عسكريا إسرائيليا ضد المنشآت النووية الإيرانية وأنه سيبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما بموقفه هذا خلال لقائهما في واشنطن بعد عشرة أيام. وأضافت الصحيفة أن بيرس قال لعدد من المسؤولين الإسرائيليين مؤخرا إن التهديدات التي تصدر في إسرائيل ضد إيران بوتيرة وقوة متصاعدة هي "تحريض على الحرب لا داعي له" وأن على إسرائيل أن تبقي إدارة الأمور في الحلبة الإيرانية للدول العظمى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. ويرى بيرس أيضا أنه لا داعي لما يصفه ب "إخافة الذات من دون توقف" من جانب مسؤولين إسرائيليين في ما يتعلق بإيران. وقالت الصحيفة أن بيرس يعتزم طرح موقفه في هذا السياق أمام أوباما خلال لقائهما في واشنطن بعد عشرة أيام على هامش المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك" ، اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، وقبل يوم واحد من لقاء أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. وأشارت الصحيفة إلى أن لقاء بيرس مع أوباما سيتمحور بالأساس حول إيران كما سيتناولان العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين التي وصلت إلى طريق مسدود. ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما يلتقي أوباما مع نتنياهو سيكون مطلعا على موقف بيرس وسيستخدمه خلال اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقالت الصحيفة أنه في ما يتعلق بالعملية السياسية فإنه يتوقع أن يقول بيرس لأوباما ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما زال أفضل شريك فلسطيني يمكن إجراء مفاوضات معه والتوصل إلى اتفاق سلام وأنه على ما يبدو لا يوجد لإسرائيل ولن يكون شريكا أفضل من عباس في الجانب الفلسطيني. ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين سياسيين وحزبيين إسرائيليين الذين يعرفون مواقف بيرس ويشاركون في الإعداد لزيارته إلى واشنطن قولهم إن الرئيس الإسرائيلي سيصل إلى لقائه مع أوباما بعد اطلاعه بشكل عميق على كل المعلومات الحساسة والسرية المتعلقة بالوضع في إيران. وأضاف المسؤولون نفسهم أن مواقف بيرس أقرب إلى مواقف نتنياهو اليوم في الشأن الإيراني بينما وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك يعتبر، بنظر الأميركيين على الأقل، كمن يدفع باتجاه مهاجمة إيران. وذكرت "هآرتس" في بداية الأسبوع الحالي أن تقديرات الإدارة الأميركية تشير إلى أن باراك يدفع باتجاه هجوم إسرائيلي ضد إيران فيما نتنياهو ما زال مترددا وأن الأميركيين يتحسبون من احتمال تمكن باراك من إقناع نتنياهو بموقفه في هذه القضية. وفي ذات السياق، يصل إلى إسرائيل الخميس رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر لإجراء محادثات مع القيادة الإسرائيلية ويتوقع أن تكون مهمته مطالبة إسرائيل بعدم الإقدام على عمل عسكري ضد إيران وعدم مفاجأة الولاياتالمتحدة بهذا الخصوص. وزار مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي توم دونيلون إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي وذكرت تقارير إسرائيلية أنه أبلغ نتنياهو بأن الولاياتالمتحدة تعارض هجوما ضد إيران في هذه المرحلة وأن تأثير العقوبات الاقتصادية سيبرز في الفترة القريبة المقبلة وطالب بأن تنسق إسرائيل كافة خطواتها بهذا الخصوص مع الولاياتالمتحدة. الى ذلك نفى السفير الأميركي لدى روسيا، مايكل ماكفول، امس إمكانية أن تستخدم بلاده قاعدة ماناس الجوية في ضواحي العاصمة القيرغيزية في حال وقوع نزاع عسكري مع إيران. وكتب ماكفول على صفحته في موقع التدوين المصغّر "تويتر" ان "مركز ماناس للترانزيت يساهم في المساعدة لتحقيق استقرار أفغانستان وضمان أمنها ولن يتم استخدامه سوى لهذا الغرض". وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قال الأربعاء انه لا يستبعد أن تستخدم الولاياتالمتحدة قاعدة "ماناس" لاستهداف إيران. وكانت السلطات القيرغيزية أعلنت في وقت سابق أن القاعدة الأميركية لن تبقى في مطار "ماناس" بعد عام 2014. وأوضحت أن مفعول اتفاقية استئجار الولاياتالمتحدة للمطار سينتهي في عام 2014 وأن بشكيك لا تنوي تمديد الاتفاقية.