هل هناك علاقة بين ممارسة الرياضة والشيخوخة ؟ وهل يمكن تأجيل الشيخوخة عند مزاولة الرياضة ؟! لقد أجاب على هذين السؤالين العالم الأمريكي (ج . ل .هود جسن) في جامعة بنسلفانيا , حيث قام بدراسات أثبت من خلالها أن الأشخاص الذين تعدوا السبعين من أعمارهم , ولا يقومون بأي نشاط , ثم بدءوا نشاطاً معتدلاً , فإن قدرات أجسامهم على نقل الأوكسجين تعود كما كانت من 15 عاماً . وإذا استمر هؤلاء الأشخاص في تدريباتهم حتى يحققوا مستوى رياضياً جيداً فيمكنهم استعادة حوالي 40 عاماً من قدرة اجهزتهم على نقل الاوكسجين , والتمتع بكثير من التغيرات البدنية والفسيولوجية التي تعيد لهم الشباب . أما عن إعادة الشباب للجسم من خلال التمارين الرياضية المنظمة , فقد أثبتت دراسة اجريت على حوالي ( 300)رجل وامرأة تراوحت أعمارهم مابين الستين والسبعين , بأنه يمكن ان تكون لديهم طاقة حيوية ولياقة بدنية تماثل تلك التي لدى من هم أصغر سناً بثلاثين عاماً إذا استمروا في ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة . ويذكر بعض من أجريت عليهم تلك التجربة بأنهم يشعرون بطاقة أكبر من تلك الطاقة السابقة , وأنهم شعروا بأنهم كلما زادت لياقتهم البدنية , زادت طاقتهم الحيوية , أما الأشخاص الذين لم يتعودوا على النشاط , فإنهم يشعرون بالتعب عند بذل أقل مجهود . وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الشيخوخة المبكرة هي نتيجة لعدم الحركة . ومن أعراضها ضعف القلب والرئتين , والإصابة بأمراض العضلات وهشاشة العظام ,كما أن الجلد يتجعد , ويصبح رقيقاً , وتصاب المفاصل بالتيبس . وتعود أعراض الشيخوخة المبكرة إلى انخفاض معدل الأوكسجين الذي يستنشقه الإنسان بسبب ضعف أداء الأوعية الدموية لنشاطها المتأثر بالخمول وقلة الحركة . وتشير تلك الدراسات أيضاً إلى أهمية المشي اليومي الخفيف كأحد العوامل التي تساعد على الوقاية من الأمراض كما أنها تزيد من حيوية الجسم وصفاء الذهن . إنها دعوة لممارسة الرياضة بشكل مستمر , وخاصة رياضة المشي اليومي الخفيفة . إنها دعوة لصحة أفضل لتأجيل مظاهر الشيخوخة التي تؤثر في نفسية الإنسان بشكل يجعله في الماضي بدلاً من الحاضر المتجدد . إن الحياة أجمل من أن نعيشها في المرض والقلق والمعاناة!!!