يكاد يتفق الخبراء والمتخصصون على أن التمارين الرياضية والنشاطات البدنية لجميع فئات المجتمع من رجال ونساء وكبار وصغار أصبحت من الأمور المهمة والأساسية، لأنها لا تعني الصحة السليمة والتكوين الصحيح لجسم الإنسان فقط بل تعني أيضا تحصين الجسم من الآفات والوقاية من الأمراض والقضاء على الكسل والفراغ وتحقيق الراحة النفسية ومواجهة الشيخوخة المبكرة. وتثبت الأبحاث العلمية والدراسات المتخصصة كل يوم أن الرياضة لها دور كبير في تحقيق توازن مثالي لمكونات الجسم "سوائل وعضلات وشحوم (دهون) ".. بمعنى آخر فإن للحركة والرياضة دوراً جيداً في الوقاية من أمراض العصر المزمنة مثل السكري والضغط وعلاج زيادة الوزن والحد من ارتفاع الدهون في الدم وبخاصة الكولسترول والدهون الثلاثية وغيرها. ولكن مع بداية دخول شهر رمضان الكريم وبدء الهجمة الشرسة على الأسواق والمحلات بغرض شراء وتخزين ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات يبدأ إهمال الكثيرين لبرنامجهم الغذائي اليومي وحدوث اختلال في صحتهم ولياقتهم البدنية، بل ويزداد النوم والسهر ويتضاعف الاعتماد على وسائل الراحة والرفاهية والخمول المترافق بتناول وجبات فطور وعشاء وسحور تتوافر فيها كميات زائدة عن الحاجة من الطاقة التي يحتاجها الجسم، وهو ما يتسبب في فوضى صحية وبدنية عارمة تتفاقم يوما بعد يوم. إن الإنسان يحتاج إلى عدد محدد من السعرات الحرارية يوميا والتي تعتمد على العمر والجنس ونوعية النشاط اليومي أو طبيعة العمل وبحسبة بسيطة تناول سعرات حرارية اكبر من حاجة الإنسان يفرض تحويل الكمية الإضافية منها إلى دهون تخزن في الجسم وتناول كمية اقل من حاجة الإنسان اليومية يتم تعويضها الباقي من دهون الجسم، لذلك تكون التمارين الرياضية أمرا واجبا وضروريا لحرق السعرات الحرارية اليومية الزائدة خاصة في الشهر الكريم، حيث يكثر تناول الأطعمة المليئة بالدسم والدهون والحلويات ذات الألوان والأشكال وتقل الحركة ويزداد الخمول. إن استثمار الإنسان الصائم لشهر رمضان إيمانياً ونفسياً ومعنوياً يتطلب النظر في بذل جهد أكبر لأداء الرياضة والنشاطات البدنية بكافة أنواعها حتى تيسر وتسهل عليه أمر أداء الطاعات في أوقاتها وفي هذا الجانب، يجب الحرص أن تكون مزاولة الرياضة بأنواعها وخاصة المشي في النوادي والصالات الرياضية لما يتوافر بها من مضامير مخصصة وتجهيزات ملائمة أو على أقل تقدير في أماكن ذات تهوية جيدة وبعيدة عن الازدحام والشوارع الرئيسة والتي يكون فيها نسبة التلوث عالية سواء من عوادم السيارات أو غيرها، لأن التلوث يساهم في زيادة إرهاق الجسم وبخاصة عند الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والأطفال وكبار السن والحوامل. ويبدو الحرص على استهلاك كمية جيدة من الماء والسوائل مثل الشاي الأخضر والعصائر الطبيعية والحليب في ليل رمضان أمر هام وضروري لأنها تعوض ما يفقد خلال النهار، لذلك يجب عدم تجاهل شرب السوائل في الليل بكميات كبيرة لإنجاح برامج الرياضة واللياقة وإنقاص الوزن الخاصة بكم. كما يجب النظر باهتمام لممارسة رياضة المشي أو إجراء بعض التمارين الخفيفة بعد وجبة الإفطار بأكثر من ثلاث ساعات. إن استثمار الإنسان الصائم لشهر رمضان إيمانياً ونفسياً ومعنوياً يتطلب النظر في بذل جهد أكبر لأداء الرياضة والنشاطات البدنية بكافة أنواعها حتى تيسر وتسهل عليه أمر أداء الطاعات في أوقاتها بتيقظ وانتباه وسعادة ولياقة عالية تواكب فرحتنا وسرورنا بطلة وعظمة الشهر الكريم. المدير العام التنفيذي لشركة الأندية للرياضة (بودي ماسترز)