يستمتع البعض بالتدخين منذ أن اكتشف الإنسان التبغ على أيادي الهنود الحمر في الأمريكتين حتى صُدرالى أغلب شعوب العالم دون الدراية بأضراره وخطورته . وتطور شكل هذا التبغ من شكله الاصلي وهو (السيجار) الى شكل السيجارة التي ترونها اليوم وتعني (السيجارة) بالفرنسية (السيجارالصغير).. وخلال تلك السنوات اخترع أحد الأطباء الهنود (النارجيله) والتي تسمى في مناطق أخرى (شيشه) ظناً منه أنها تسمح بالاستمتاع دون التورط بالضرر وذاع صيت هذه الآلة (الشهرزادية) حتى وصل لتركيا ثم انتشرحول العالم. أحبت أغلب شعوب العالم التدخين لدرجة أن الكثير استكثر على (هتلر) كرهه لتلك العادة، وكان هو أول من أمر بمنع التدخين في جميع المرافق الحكومية ، وكان في كل قاعة ملصق يرسم قطن السيجارة على شكل تمساح يبلع المدخن في فمه دون أن يضع المدخن السيجارة هو في فمه. بعكس المدخن الشره (تشرشل) والذي كان دائما يفتخر بحمل السيجار في أي مناسبة. ومع تطور المفاهيم الطبية وظهور آثارالتدخين بدأت تتفوق شركات على أخرى وتزداد حصتها في السوق مثل شركة (فليب مورس) والتي تنتج ماركة (مالبورو) والتي اشتهرت في دعايتها بأنها تبغ رعاة البقر(كاوبوي) والتي كانت في الأصل ماركة تبغ خاصة للنساء لذلك كان لون الشعار أحمر وكانت أولى شركات التبغ التي تضع القطن في خلفية السيجارة والدعاية تقول : هذه المساعدة من أجل شفتيك، وبعد شيوع الأبحاث التي تتهم التدخين بسرطان الرئة هرع الكثير من المدخنين لتدخين (المالبورو) ذي الفلتر القطني وتتحول شخصية المنتج لتكون لرعاة البقر وهذا يدل على قدرة شركات التبغ على التشكل والتحول في دعاياتها وأضيف إن إدارييها يتقاضون أعلى الرواتب مقارنة بجميع الصناعات، والسبب أن مسؤوليها دائما في مواجهة القضايا المرفوعة من المتضررين وأضيف أيضا الهم ّ النفسي والأخلاقي حيث تعلم أنك تدير شركة منتجها سبب رئيسي في كثير من الأمراض.. أضرار التدخين - أعاذكم الله منه - تعرفونها جيداً من أنواع عديدة من السرطان وأضيف لها أمراض القلب والجلطات ولا ننسى تدني مستوى جودة الصحة من ضعف جنسي ومشاكل هضم، وضيق تنفس. ورغم ذلك يظل التدخين من مصادر الدخل الكبيرة للدول بسبب قلة تاركيه مهما ارتفع سعره ما يشجع بعض الدول على رفع الضرائب ، ففي فرنسا مثلا تشكل الضرائب على علبة التبغ 400%ولا يزال قرابة ثلث الر جال والنساء من المدخنين هناك. وهناك دول أخرى تحتكر بيع التبغ على المواطنين لما فيه من عائد عال. نحن في السعودية ننفق أربعين مليار ريال على التبغ (السجائر والمعسل) وتعد السعودية من أرخص دول العالم بأسعار تبغها فماذا يضر لو رفعنا الضرائب على التبغ ب20% ؟ فجأة سوف تهطل على ميزانية الدولة ثمانية مليارات ريال كافية لتأسيس مراكز مختبرات يشتغل بها المئات من السعودين لحل وفهم سبب إصابة مليوني طفل سعودي بالربو أعاذ الله أبناء الجميع من هذا المرض. انتشار الربو منذ الثمانينيات الميلادية يستلزم الفهم والبحث وممكن تمويل هذه المهمة بكل بساطة من ضرائب التدخين. ولا أنسى بجوار الربو أن أغفل حالات السرطان المكلفة والتي لا تتولاها شركات التأمين. توجد الحلول ولكن من يضعها؟