توقع الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة الجنوبية غدا الاحد اتفاق سلام نهائي يضع حدا لاطول نزاع في افريقيا وذلك في حفل يحضره العديد من رؤساء الدول والحكومات يقام في العاصمة الكينية. وسيوقع الاتفاق كل من الرئيس السوداني الفريق عمر البشير وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الكولونيل جون قرنق لانهاء الحرب المدمرة التي اسفرت عن مقتل 1,5 مليون شخص على الاقل وتشريد اربعة ملايين منذ عام 1983. وسيحضر حفل التوقيع وزير الخارجية الاميركي كولن باول، وفقا للمتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر الذي اكد ان باول سيكون شاهدا على التوقيع. كما دعا المتمردون الجنوبيون الزعيم الاسلامي المسجون حسن الترابي لحضور حفل التوقيع، وذلك في خطوة قد تلقي بظلالها على الحفل، وفقا لصحيفة سودانية. لكن من غير المرجح ان يحضر الترابي حفل التوقيع لانه مسجون لاتهامات منها التحريض على الفتنة والتخريب وزعزعة النظام. وكانت الخرطوم والحركة الشعبية بدأتا التفاوض في كينيا مطلع 2002 لوقف النزاع الذي زادت من تعقيداته وجود مخزونات هائلة من النفط في المنطقة. وقال جون كويتش وزير التعاون الاقليمي الكيني المكلف تنظيم الحفل ان «اهم تاريخ في عملية السلام السودانية سيكون يوم الاحد». وقد وفى الطرفان بالوعد الذي قطعاه لمجلس الامن الدولي في تشرين الثاني/نوفمبر للتوصل الى اتفاق بنهاية العام الماضي. ولا يشمل الاتفاق النزاع الدائر منذ 22 شهرا في منطقة دارفور غرب السودان والذي اسفر عن مقتل 70 الف شخص وتشريد 1,6 مليون اخرين. واهم عناصر اتفاق السلام الذي يشمل ثمانية بروتوكولات وافق عليها الطرفان منذ عام 2002، البروتوكول الموقع في تموز/يوليو 2002 والذي يقضي بعدم تطبيق الشريعة الاسلامية في الجنوب ومنحه ست سنوات من الحكم الذاتي يجري بعدها التصويت في استفتاء حول بقائه في السودان او الانفصال عنه. وبعد توقيع الاتفاق ستكون هناك فترة ستة اشهر يقوم خلالها الطرفان بعمل الترتيبات اللازمة قبل بدء فترة الانتقال ومدتها ست سنوات يبدأ فيها الجنوب بادارة شؤونه. ومن المقرر ان يتم تنصيب قرنق كنائب اول للرئيس وهي الوظيفة التي يشغلها حاليا علي عثمان طه بعد ان يقر البرلمان السوداني الدستور المؤقت الذي ستتم صياغته طبقا لاتفاق السلام. وبموجب ذلك، سيتواجد مراقبون اقليميون ودوليون وسيتم وضع ضمانات من بينها تواجد قوات اجنبية لضمان تطبيق اتفاق سلام نهائي على المدى الطويل. كما من المتوقع ان يتم بعد الاتفاق توسيع مشاريع النفط في السودان، اكبر دولة افريقية. ويتم حاليا انتاج حوالى 350 الف برميل يوميا معظمها من ابار تقع في جنوب البلاد. وستقدم الحكومة السودانية اول 50 بالمئة من عائدات النفط السودانية الاحد من اجل مساعدة المتمردين على بدء التخطيط للفترة التي تسبق الفترة الانتقالية، حسب سامسون كواجي المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان لوكالة فرانس برس، استنادا الى الوثائق التي تمت الموافقة عليها. ويتوقع ان توسع الاممالمتحدة عملياتها لتطهير المنطقة من الالغام قبل ان يبدأ مئات الاف المهجرين واللاجئين العودة الى قراهم. وكانت الحرب في السودان اندلعت عام 1983 عندما ثار المتمردون ضد الخرطوم لانهاء ما اعتبروه هيمنة عربية اسلامية وتهميش السود الارواحيين والمسيحيين في الجنوب.