لعل من أهم أهداف خطط التنمية في المملكة هو التحول إلى مجتمع قائم على اقتصاد المعرفة . وقد قامت المملكة بجهود متواصلة من أجل إقامة مؤسسات الأبحاث ودعمها وتشجيع البحث العلمي ، ومنها إنشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، والكشف عن المواهب وصقلها من خلال إنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ، والتوسع في إنشاء الجامعات في مختلف مناطق المملكة ، ومنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ، وتعزيز ميزانيات الجامعات لتحسين بيئة البحث والإبداع والابتكار في المملكة . كما أن قرار خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على تأسيس جمعية المخترعين السعوديين سيكون له دور في ثقافة الإبداع والابتكار في المملكة العربية السعودية ، وخاصة بين فئة المخترعين السعوديين . وتظهر أهمية ثقافة الإبداع والابتكار من خلال الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار التي رسمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة.وسوف تؤدي رؤية المملكة بعيدة المدى إلى التوجه بقوة إلى اقتصاد المعرفة بحلول العام 1445ه . ويحرك هذا التوجه استثمار المواهب الوطنية سواء كانت مواهب علمية أو تقنية ، من خلال الاختراع والإبداع والبحث العلمي والتقني . وتقوم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتوفير البيئة المناسبة لإجراء البحوث التطبيقية ، وتنفيذ المشروعات الخاصة بالتقنيات الإستراتيجية ذات الأهمية ، أما مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للإبداع والموهبة فتقوم بالكشف عن الموهوبين وصقل مواهبهم الإبداعية من خلال العديد من البرامج والمشروعات ، وبالتعاون مع المدارس والجامعات . ولا شك أن النمو السكاني ، وما ينتج عنه من زيادة العرض في سوق العمل والمنافسة الشديدة ، بالإضافة إلى عدم استكمال برامج سعودة القطاع الخاص ، وتحدي العولمة ، يجعل قضية الإبداع والابتكار مطلباً استراتيجياً مهماً في المملكة. وبالرغم من الاهتمام بثقافة الاختراع والابتكار إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي تنسيق واضح بين الجهات المعنية بخدمة الموهوبين والمخترعين والمبدعين ، عدا بعض المبادرات الفردية القليلة . ومن أجل تفعيل ثقافة الإبداع والابتكار في المملكة لا بد من تنفيذ خطة زمنية لنشر هذه الثقافة لدى كافة قطاعات المجتمع ، كما أن تفعيل دور الأسرة والمدرسة والجامعة والقطاع الخاص مهم جداً لرعاية المبدعين والمبتكرين . إن تكريم الموهوبين والمخترعين من خلال الدعم المالي والمعنوي ، بالإضافة إلى الجوائز التكريمية وخاصة جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين يمكن أن تؤدي إلى مزيد من نشر ثقافة الإبداع والابتكار، والتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة ،والاعتماد على المواهب والطاقات الوطنية لحل المشكلات التقنية والبيئية والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة ......