قبل حوالي عقدين من الزمان , لم يكن من السهل أن نتحدث عن الاختراعات أو الابتكارات السعودية . كانت تلك الابتكارات السعودية قليلة جداً , وكان أغلبها مجرد تركيب أو تحوير لمبتكرات أجنبية سواء أكانت شرقية أم غربية . وعندما ظهرت مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع (موهبة) بدأت عهداً زاهراً في تنظيم اللقاءات العلمية للابتكار , ثم انطلقت هذه اللقاءات إلى آفاق إقليمية وعالمية من خلال معرضيْ ابتكار 2008 , وابتكار 2010 . ولقد كان لتشجيع ودعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الأثر الكبير في الوصول إلى العالمية من خلال دعم (موهبة) ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية , ودعم البحث العلمي والإبتكار في الجامعات السعودية وفي مقدمتها جامعة الملك سعود . وبالرغم من وجود عدد كبير من الاختراعات أو الابتكارات السعودية ( أكثر من 800 ابتكار واختراع) في شتى المجالات , إلا أن عدداً قليلاً منها يمكن إنتاجه , وعدداً أقل يتم تسويقه في المملكة . ويعود السبب في اعتقادي إلى ضعف ثقافة الاختراع والابتكار في المجتمع السعودي , كما أن بعض المبتكرين والمهتمين بالاختراع في المملكة لا يؤمنون بأهمية براءة الاختراع في حفظ حقوقهم , أو عدم قدرتهم على البحث العلمي , وشروط هذا البحث وكيفية إجرائه . كما أن بعض المخترعين أو المبتكرين يعشقون الإعلام , بينما نجد أن المخترع الحقيقي لا يحتاج إلى الظهور الإعلامي أو التصفيق من أجل اختراعاته أو ابتكاراته . المخترع الحقيقي هو الشخص الذي يحتاج إلى معمل او مختبر أو مكان يجري فيه تجاربه , وإلى قراءة عميقة , وإلى جهة علمية او اقتصادية تتبنى اختراعاته وتدعمه مادياً ومعنوياً . إن جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين , بالإضافة إلى دعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية , وموهبة , ومؤازرة الجامعات السعودية وغيرها من المؤسسات الرائدة سوف تسهم في تطوير مجالات العلوم والتقنية . والباب مفتوح على مصراعيه لدخول العصر الذهبي للاختراعات السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني . والمملكة تسعى بكل قوة لتكريم وتشجيع المخترعين والموهوبين , وتأسيس مجتمع معرفي يستثمر طاقاته البشرية لتأسيس قاعدة معرفية لتطوير المجتمع السعودي وبناء دولة قوية تنافس الدول المتقدمة في عصر العلم والتقنية والاقتصاد القائم على المعرفة ..