من المؤلم حقاً لدى أنصار الشباب أن يكون نجمهم المفضل اللاعب الدولي الكبير عبده عطيف في عداد النسيان بعد معاناة كبيرة مع الإصابة التي لحقت باللاعب الموهوب وهي التي أبقته فترة طويلة بعيداً عن مداعبة معشوقته التي ارتبط بها ارتباطاً وثيقاً، وأبلى معها بلاءً حسناً خلال مسيرته الرياضية العامرة بالعطاء سواء كان ذلك مع ناديه أو مع المنتخب الوطني حتى ظل الاسم المهم، واللاعب الأكثر تميزاً في منتصف الملعب خلال سنوات انقضت بفضل إجادته صناعة كرة الهدف من مختلف الطرق، وبشتى الوسائل بل إنه كان صاحب المهارة الفردية العالية، واللمسات الفنية الساحرة، والكرات البينية الجميلة التي تضع المهاجمين في مواجهة المرمى كما فعل كثيراً مع ناصر الشمراني الذي سجل معه أهدافاً بالجملة بطرق متنوعة تعكس ما لدى عطيف من مهارة فائقة بصناعة الأهداف، وهي الخاصية التي قد لا تتوافر في الكثير من لاعبي الوسط وقتنا الحاضر. حكاية عطيف مع إدارة الشباب حكاية فصولها طويلة، وملابساتها تبدو غير واضحة لأن الصوت الرسمي للمسئولين بالنادي واضح، وعالٍ من خلال وسائل الإعلام المختلفة فيما صوت اللاعب ظل غائباً طوال هذه الفترة التي لم يقل فيها شيئاً، ولم يوضح خلالها شيئاً. مرة كان عطيف يتمرد على قرارات إدارية، وأخرى لم يتقبل لائحة الاحتراف الجديدة، هكذا تواردت الأنباء من البيت الشبابي المتماسك في الكثير من الأحيان ولكن كل هذه حدثت بعد تكرار الإصابة على اللاعب، والتي ربما قللت من فرص عودته سريعاً للملاعب وإن عاد قد لا تكون العودة بتلك الصورة المعروفة عن اللاعب وهي نظرة لا تبدو منطقية في ظل الشواهد المضادة التي تقول على أرض الميدان بأن اللاعب ربما يصاب مرة وأخرى ويعود نجماً كما كان وأفضل مما سبق مهما كان حجم الإصابة إذا ما توافر العلاج الجيد، والاستعداد البدني، والنفسي العالي بحثاً عن العودة السريعة والمتكاملة بعيداً عن المعوقات، والعقبات. في حكاية عطيف الطويلة ذات الفصول المتسلسلة، والأحداث المثيرة التي حيرت المتابعين، وأرقت عشاق"الليث الأبيض" نظير ارتباطهم الكبير بنجمهم الموهوب أظن تلك الحكاية تحتاج تدخل شرفي كبير يقف في منتصف الطريق سعياً لإصلاح ذات البين، والوصول لحل يرضي كافة الأطراف حتى لا يخسر الشباب نجماً لامعاً في سماء الابداع، والعطاء ما زال في جعبته الكثير، وحتى لا يخسر عطيف هو الآخر فريقاً نشأ فيه منذ نعومة أظفاره، وأظهره للملأ لاعباً متميزاً لا يشق له غبار ولا أخال المشكلة مهما اتسعت، وزادت مساحة الخلاف فيها تستعصي على رجال أكفاء يقفون على هرم النادي يهمهم مصلحته، ويهمهم حل كل المشكلات التي تعترض مسيرته، وتوهج نجومه، وأعتقد جازماً بأن عبده عطيف أحد هؤلاء النجوم إن لم يكن أكثرهم تميزاً وبروزاً ويستحق التوقف عند موضوعه كثيراً، والسعي الجاد نحو حله على وجه السرعة ليعود هذا اللاعب الكبير لمكانه الشاغر في قائمة فريقه الرئيسة بدلاً من تهميشه مرة بإعطاء قميصه للغيني ياتارا ومرة باستقطاب اللاعب عبدالمجيد الرويلي بديلاً عنه، ولا أظن أن الجماهير العاشقة التي ارتبطت بهذا النجم البارع ستنسى أو سترضى بمثل هذه الحلول والتي ربما تزيد الآلام داخل قلوبهم على الأقل.