توهج لاعب نادي حراء السابق، عبدالخالق برناوي (26عاماً) مع فريقه الجديد «الوحدة» مطلع هذا الموسم، وتحديداً عندما لجأ إليه المدرب الفرنسي لانج وأتاح له فرصة اللعب كلاعب اساسي، فقدم وأقنع وأبدع أمام فرق كبيرة، فبدأ في جذب الأنظار لأدائه النشط في منتصف الملعب من زار شباك الهلال في مباراة الفريقين هذا الموسم أكد بأن طموحاته عالية جداً في عالم كرة القدم، وألمح إلى فكرة انتقاله عند تقديم العروض المبهرة مع فريقه أولاً، وتحدث برناوي في حوار مع «الحياة» عن لاعبي فريقه لهذا الموسم، وأشار إلى شعورهم باستقرار الأجواء الإدارية دائماً كلاعبين ... فإلى تفاصيل الحوار: انتقلت من نادي حراء إلى الوحدة، كيف تصف ذلك التحول في مشوارك الرياضي؟ - البداية كانت مع فريق حراء الذي يتميز دائماً بتفريخ المواهب، ما يجعل مبارياته دائماً تشهد حضور عدد من «الكشافين»، وفي إحدى المرات وقع علي اختيار أولئك المتتبعين للفريق وبالفعل حدثت المفاوضات التي لم تأخذ وقتاً طويلاً للانتقال لنادي الوحدة، وسعدت كثيراً لفرصة اللعب لفريق مثل الوحدة ومن الطبيعي أن تكون الإمكانات والأجواء مختلفة بين حراء والوحدة فبمجرد التوقيع مع فريقي الحالي شعرت بمعنى الاحتراف الحقيقي وأن تكون دائماً تحت الأضواء، خصوصاً في مباريات الدوري مع الفرق الكبيرة ذات الصخب الإعلامي. هل تفكر في الانتقال لفرق المنافسة على لقب الدوري؟ - أولاً فريق الوحدة ليس بالفريق العادي الذي يطمح اللاعب للانتقال من صفوفه لآخر، وقبل سنوات عدة كان الفريق في المعترك الأخير للحصول على لقب الدوري، أي أنه من المحتمل عودته للمنافسة فهو في النهاية فريق كبير، أما الانتقال لفريق ينافس هذه الفترة على اللقب فنحن نعيش الاحتراف بحذافيره واللاعب يبحث دوماً عن القرار المناسب لما يضمن مستقبله المهني والمعيشي وهذا أمر طبيعي جداً يحدث مع أي محترف كرة قدم، فأنا رسمت لوحة طموحاتي وأبحث عن تلوينها ببلوغ الأهداف حتى النهاية، وأتمنى أن أحظى بشرف تمثيل المنتخب الأول وهذا يتطلب الموهبة والأجواء الصحية للعطاء داخل المستطيل الأخضر، وذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمور المتعلقة بالمصير داخل النادي، لذلك مسألة الإبحار في الطموح بعيداً عن النادي الحالي أمر مشروع ولكن بضوابط، أي أن للنادي الفضل في تبني مواهب اللاعبين، وأنا أعيش أياماً جميلة في الوحدة. انتقال لاعبين من الوحدة لأندية أخرى وتألقهم بشكل لافت، كناصر الشمراني وأسامة هوساوي وعيسى المحياني، ألا يزيد ذلك من رغبتك في الانتقال؟ - ذكرت أسماء لاعبين كبار قدموا العطاء الفني بسخاء للوحدة، فاستحقوا أولاً الإعجاب والخروج من النادي والجميع يقدم الشكر له ثانياً، هكذا قصدت بالضوابط في الطموح في الانتقال خارج النادي، فيجب خدمة الفريق أولاً وبعد ذلك ستتغير الموازين، وأؤكد بأن اللعب في الوحدة أمر جميل ومريح ولولا ذلك لما رأيت النجوم تظهر دائماً في «فرسان مكة»، وأشبه بالحلم أن تعيش تجربة ثرية كما حدث مع الثلاثي الذي ذكرت، فهم لم يعودوا مجرد نجوم نادٍ بل نجوم وطن بل نجوم قارة. كيف تشخص حال فريقك بعد مضي أكثر من منتصف الدوري؟ - في بداية الموسم حدت الظروف التي لاحت في أفق النادي من خطورة الفريق في مبارياته الأولى، لذا حد تعثرنا في عدد من المباريات التي كنا أحق كسب في نقاطها، وأعتقد بأن ذلك التفريط كان بمثابة المكابح التي اقتصت من سرعة انطلاقتنا لتحقيق نتائج يتناولها الجميع كإيجابية، خصوصاً أن الأسماء في قائمة الفريق ليست بالعادية أو محدودة الفائدة والحديث هنا يشمل اللاعبين المحليين وأيضاً الأجانب منهم، ولم يكن من السهل علينا أن نسير في بدايتنا بخطى أكثر بطئاً مما خططنا ولكن حدث ما حدث وهكذا يكون عالم كرة القدم في بعض من الأحيان غامض وبعيد عن المنطقية. وماذا تقصد بالظروف، هل هي فنية أم إدارية؟ - لا أقصد بكلمة «ظروف» أن العمل الإداري كان ناقصاً، بل على العكس تماماً كلتا الإدارتين سواء التي سيرت النادي مع بداية الموسم برئاسة عبدالمعطي كعكي أم الإدارة التي تم تنصيبها أخيراً وتسير معنا حالياً برئاسة جمال تونسي، وإذا ما تحدثنا عن الأمور الفنية فكل شيء يسير على ما يرام ولا مشكلات في العمل مع المدرب الفرنسي لانج، وأقصد بالظروف قلة الحظ في البداية، إضافة إلى تغيير البرنامج كاملاً في شهر رمضان ثم العودة للبرنامج الذي سبقه، أضف إلى ذلك إصابة عدد من ركائز الفريق مثل كامبوس وعصام الراقي بجانب غياب أحمد الموسى، وربما الأمور الآن تسير بشكل أفضل والعطاء بدأ في التوازن. تقول ان التوازن بدأ يظهر عليكم، إلا انكم خسرتم آخر مباراة لكم من الفيصلي؟ - نعم خسرنا في لقائنا الأخير، ولكن لم نكن سيئين لدرجة أن ننسف مجهوداتنا وتماسك الفريق في الملعب، أيضاً لم نقابل خصماً سهلاً، فنحن واجهنا الفيصلي الذي يقدم عطاءات جيدة هذا الموسم وأحرج النصر والاتحاد وكسب الأهلي، وهذا ليس بعذر ولكن هناك بعض المباريات التي لا تعكس أداء الفريق وفي الأساس لا تكون سهلة بشكل كافٍ لرمي اللوم على الفريق في حال خسرها أو تعثر من خلالها، ناهيك عن بعض الغيابات التي صاحبتنا في تلك المباراة، وأظن أن الوحدة وصلت لمرحلة التوازن على الجوانب كافة وسترى ذلك عما قريب. هل أثر توقف الدوري في تحسنكم الذي طرأ في الجولات الماضية؟ - لم نتأثر بالتوقف وخضنا مباريات ودية عدة في تلك الفترة أفادتنا كثيراً، ولا تعني خسارتنا أن الفريق عانى من توقف الدوري، ولو كان الأمر كذلك لسلكنا معمعة التأثر السلبي عند كل فترة توقف. في لقاءاتكم التحضيرية أثناء التوقف تلقيتم خسارة قياسية ب 8 أهداف من نجران، هل أدى ذلك لتثبيط همتكم في المباريات الرسمية؟ - هي مباراة تجريبية لا تعني الكثير في عالم كرة القدم، والنتيجة لا تليق بفريق كبير مثل الوحدة ولكن في نهاية الأمر هي لا تتصف بالطابع الرسمي ولا حتى تأخذ حيز المباريات الودية التي تشكل أهمية كبرى لدى المتتبعين، والمدرب كان يحاول تجربة أكثر من تكتيك في تلك المباراة، إضافة إلى سعيه إلى الزج بعدد كبير من اللاعبين، ولا تتصل نتيجتنا مع الفيصلي بنتيجة لقائنا الودي، ولو كان الأمر كذلك لما خسر نجران في مباراته التي تلتها بنتيجة كبيرة، فالأمر لا يتعلق بعدد معين من الأهداف في لقاء تحضيري، بقدر ما يرتبط بعزيمة اللاعب وطموحه وقوته أثناء اللقاءات ذات الصفة الرسمية. إذاً إلى ماذا تخططون له هذا الموسم؟ - جراء تعثرنا في مطلع الموسم ارتسم طموحنا ربما على عكس ما نشاء، إذ نهدف حالياً إلى ضمان التأهل لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في المقام الأول، وبعد ذلك نفكر باللحاق بالركب وسنسعى لخطف المقعد الرابع في دوري أبطال آسيا وهو حق مشروع لنا، ولا يزال هناك الكثير في دوري زين بعد زيادة الأندية خصوصاً، ولكن الأكثر وضوحاً الآن هو ضمان خانة ما بين أول ثمانية فرق في سلم الترتيب. ستواجهون الاربعاء المقبل فريق الرائد وبعد ذلك الهلال هل لديكم الجاهزية لإلحاق الخسارة بالمتصدر على أرضه؟ - نحن نفكر أولاً في مواجهة الرائد والتي لن تخلو من القوة والصعوبة ونأمل أن نخطف النقاط حتى تكون أوضاعنا أكثر استقراراً، وبعد ذلك سنفكر بالهلال، إذ سيكون موعد اللقاء معه بعد شهرين من الآن، ما يعني اختلافاً في بعض الأمور الفنية التي من شأنها صنع فارق في اللقاء ذلك الحين، وأيضاً نملك القدرة على مقارعة المتصدر الهلال أو غيره فنحن تفوقنا على النصر في عقر داره وتعادلنا مع الاتحاد في ملعبه وخسرنا من الشباب في أرضه بعد سجال مثير، لا خوف على الوحدة عندما يقابل فرق المقدمة. تغيير رئيس النادي أثناء الموسم، هل خلق هذا التغيير اختلافات جذرية في النادي؟ - الإدارة السابقة بقيادة عبدالمعطي كعكي قدمت عطاء وافراً للوحدة، وأتحدث عني شخصياً فلم أشعر في يوم من الأيام بوجود مشكلات من شأنها هز الفريق، ومع انعقاد الجمعية العمومية وتنصيب جمال تونسي كرئيس جديد للنادي يحصل على ذلك للمرة الثانية، لم تختلف الأمور إطلاقاً وما انتهاه كعكي واصل من عنده تونسي والأجواء تبدو صحية في سماء النادي، وأشكر كعكي على كل ما قدمه للوحدة، وأهنئ عشاق الوحدة كافة على عودة رئيس مميز مثل تونسي لدفة القيادة مرة أخرى. أخيراً المساحة لك... ماذا تقول؟ - سعيد جداً في خدمة شعار الوحدة هذا الفريق العريق، وأكون في قمة المتعة حينما العب في حضرة عشاق «الفرسان»، إذ وجدت الفرصة هنا وسأرد الجميل أيضاً لمن أعطاني ثقته هنا، وأناشد جماهيرنا بالوقوف مع الفريق فنحن قادرون على رسم السعادة على محياهم كما يفعلون دوماً.