قد يتغير اتجاه البوصلة في الموسم المقبل! هكذا تبدو ملامح العمل في الناديين الكبيرين الأهلي والنصر ، فالأول يعد العدة ليكون موسم ٢٠١٠ موعد العودة لتحقيق بطولة الدوري التي عاندته طويلاً، على الرغم من قربه منها في أكثر من موسم. لكنه أي الأهلي ظل صديقاً لمنصات التتويج في البطولات الأخرى، واستمر حضوره القوي محلياً وخارجياً من خلال حصوله على بطولات خليجية وعربية على مستوى كرة القدم. أما النصر، فمر بمراحل عدم توازن ساهمت في ابتعاده لسنوات عن المنافسة، قبل أن يعود موسم ٢٠٠٨ ويحقق كأس الأمير فيصل بن فهد بعد فوزه على الهلال بهدفين لهدف . وربما يلحظ المتابع، ومحبو الناديين طريقة العمل الجديدة التي تنتهجها الإدارتان الشابتان، وهو ما جعل النصر يصل إلى المركز الرابع في قائمة الترتيب، وقد يحتل الثالث، إذا ما نجح في الفوز بمبارياته المتبقية. ولا شك أن احتلاله لأحد المركزين الثالث أو الرابع، يعني ضمان مشاركته في دوري أبطال آسيا. وهو نجاح يحسب كثيراً لإدارة الأمير فيصل بن تركي. لكن الحال في الأهلي يبدو مختلفاً عنه في النصر، وساهمت البداية المتعثرة للفريق هذا الموسم في تراجع الفريق على المستوى الفني، مع استمرار خيبة الأمل التي تلاحقه منذ ثلاثة مواسم في اختيار اللاعب الأجنبي المؤثر. إلاّ أن الأهلي الذي نراه حالياً اختلف كلياً عن أهلي ما قبل المدرب الحالي فارياس، وهذا المدرب استطاع في فترة قصيرة جداً لا تتجاوز شهراً ونصف الشهر إعادة تنظيم الفريق، وتكوين شخصية جديدة لا تخلو من الجاذبية، وإن عانده الحظ في أكثر من مناسبة آخرها مباراته مع الاستقلال الإيراني، وقبلها نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال. ولو افترضنا جدلاً، أن الفريقين النصر والأهلي لم يحالفهما الحظ في الفوز بكأس الملك للأبطال، ولم ينجح النصر في الفوز بكأس الأندية الخليجية، ولم يوفق الأهلي في التأهل لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا، فإن هذا لا يلغي الحضور الرائع للفريقين، ولا يلغي الجهد الذي بذله مجلسا الإدارة في الناديين، ومن خلفهما مجلس هيئة أعضاء الشرف، وجمهور عاشق تشهد له ملاعبنا المحلية، يبقى علامة فارقة في مشوارهما الطويل. ولكم أن تتخيلوا لو أن \"السفير\" و \"العالمي\" لم يخسرا هذا العدد الكبير من اللاعبين المؤثرين بداعي الإصابة، وتحديداً في الأهلي، فكيف يمكن أن نتصور وضع الفريقين في الموسم الحالي، وأين يمكن أن يكون موقعهما في الدوري؟. تلك قضية كبيرة!، فلماذا هذا العدد الكبير جداً من المصابين في الأهلي، فيما ينهي الهلال موسمه الدوري دون أن يتعرض أي من لاعبيه إلى إصابة،فهل هناك سرّ، أو \"خلطة سرية\" لدى الهلال، ولا توجد في الأهلي؟ إن الأمر من وجهة نظري يعود إلى اللاعب نفسه في الهلال وفي الأهلي، وفي جميع الأندية، ويبدو أن اللاعب في الهلال حريص على تطبيق أساليب الاحتراف، والتقيد بكل التفاصيل التي تبدأ من تنظيم الوقت وتنتهي بالغذاء والالتزام العام كسلوكيات، وحرص ومواظبة على التدريبات. لا حظوا فقط أن الموسم لدينا يكاد ينتهي، وأغلب النجوم ما زالوا في إجازة بسبب الإصابة التي تنتج في أحايين كثيرة من سوء استخلاص الكرة، أو سوء تمركز، وهذا جزء من ثقافة اللاعب أيضاً. ما أكثر ما يتحدث الإعلام عن الثقافة الرياضية، وفي رأيي أن أي عمل ناجح لا بد أن يرتبط ارتباطاً كلياً بما يسبقه من تنوير وتوضيح وتوجيه، حتى لا نضطر في كل مشكلة تواجهنا إلى الحديث عن غياب الثقافة الرياضية. لذلك تبدو قضية لاعب الوحدة علاء الكويكبي مع المنشطات، هي إحدى هذه الإشكاليات التي صنعتها بعض لجان اتحاد الكرة \"القابعة في المكاتب\"، بإهمالها المستمر للكشف عن أعمالها ومهامها، قبل الكشف عن المنشطات وأخطاء الاحتراف .