من المؤكد أن رحيل النجم الجماهيري في الشباب، والمنتخب السعودي عبده عطيف حال حدوثه كما بدا في الأخبار الصادرة إعلامياً من البيت الشبابي يعد أمراً مزعجاً للغاية لكافة جماهير"الليث" الذي عشقت هذا اللاعب، والتصقت به مشاعرياً نظير ما قدمه لفريقها الكروي خلال سنوات طويلة ماضية كان فيها عطيف النجم الأبرز ليس على خارطة الفريق الشبابي فحسب بل على مستوى الكرة السعودية متفوقاً على أقرانه في الفرق الأخرى بما يمتلكه من مواهب عديدة، وإمكانات مهارية رفيعة لعل الأبرز من بينها المقدرة العالية على صناعة كرة الهدف، والتي باتت تحير الكثير من المدربين،والمسئولين في الأندية بل حتى الجماهير لأن من يمتلك هذه الخاصية وبتلك المهارة بات عملة نادرة على مستوى العالم فيما يبدو حتى باتت أنديتنا كافة تتنافس على استقطاب اللاعبين المحليين من مختلف الدرجات في الأندية الأخرى بل حتى من المحترفين من خارج الوطن لعلها تفوز بلاعب بارع يمتلك تلك المواصفات النفيسة الثمن التي تمكن الصف الأمامي في الفريق من التسجيل حين تتناثر الكرات أمام قدميه،ورأسه في مواجهة المرمى كما صنعها عبده،وكماتشو أيضاً في الكثير من المناسبات للشمراني حتى تمكن من إعتلاء قائمة الهدافين لأكثر من موسم، وحتى ارتفعت النسبة التسجيلية لخط الهجوم الشبابي بشكل ملحوظ مع وجود هذه النوعية من اللاعبين الماهرين في صناعة كرة الهدف. عطيف أيضاً كان له إسهامات بارزة في تحقيق فريقه الكروي العديد من البطولات خلال مشاركاته الطويلة كما أنه حمل شارة القيادة في العديد من المناسبات إلا أن تعرضه لإصابة مزعجة، ومؤلمة في ذات الوقت أثناء مشاركته مع المنتخب كانت السبب الرئيس في ابتعاده المؤقت والذي عاد بعد تشافيه بذات الهمة، والقيمة الفنية مهارياً ينثر إبداعاته على المستطيل الأخضر بما حباه الله من قدرات هائلة سخرها لخدمة فريقه حتى استحق التصفيق، والإعجاب من الجميع على روحه العالية، وإصراره الكبير على تجاوز ذلك المنعطف الصعب مهما كانت الظروف إلا أن حظه العاثر أعاده مرة أخرى لذات الإصابة بطريقة مؤلمة أجبرته على الابتعاد ليعود في رحلة علاجية أخرى طويلة وفي داخله صراع قوي بين ألم الإصابة، والرغبة الملحة في العودة مجدداً للركض الكروي مهما كلف الثمن. كله ما يحتاجه عطيف الوقوف إلى جواره، وتشجيعه للرفع من روحه المعنوية تحفيزاً له ليكون جاهزاً بنفسية عالية خالية من التفكير في أمور أخرى وأخاله يمتلك القدرة الكبيرة على كسر كل هذه الحواجز، وكسب الرهان إذا ما عرفنا أن عدداً من اللاعبين تعرضوا لذات الإصابة وبنفس الطريقة فخرجوا منها وعادوا كما كانوا بفضل الهمة العالية، والطموح الكبير، والتهيئة الجيدة التي أحاطتهم وأعادتهم للنجومية ولم يخرج حينها أي من المسئولين في تلك الأندية ليعلن إعارة ذلك النجم أو الاستغناء عن خدماته كما حدث مع عطيف في هذا التوقيت الصعب الذي كان يحتاج فيه لوقفة صادقة، وإعداد نفسي متخصص يقف على مشكلاته، ويعمل على علاجها فليست الإصابة العضوية كل ما في الأمر بل يظل الإعداد النفسي العالي من قبل أناس مهتمين بهذا الشأن هو السلاح الإجدى نفعاً والذي يساهم بحول الله، وقوته على إعادة النجم الموهوب عبده عطيف إلى معشوقته الغالية يداعبها بأقدامه الساحرة، ويطوعها بمهاراته الفائقة لخدمة فريقه، ويطرب بها عشاق تلك المستديرة على مختلف ميولهم.