"ما عليك .. لا تقلق .. مالك إلا تكون السيارة مفحوصة وجاهزة، وإذا ما نجحت ما أبي منك ريالا واحدا"، هذه العبارات ترن على مسامعك وأنت تدخل إلى منطقة الفحص الدوري بالرياض، ويستقبلك بها أصحاب الورش، مؤكدين مقدرتهم على تجاوز السيارة للفحص والإجراء الدوري مهما كانت بها من عيوب وإصلاحات، وذلك على الرغم من التشديد بالكشف على أكثر من 73 جزءا في السيارة الواحدة. ويبهرك أصحاب الورش بإجراء إصلاح بعض العيوب في السيارة موقتا وسريعا أو اللجوء لقطع الإيجار إلى حين خروجها من الفحص بنجاح، ومن ثم دفع مبلغ رمزي معين مقابل تغطية الأخطاء التي كانت بالسيارة قبل دخولها للفحص، ويشترطون عدم استلام المبلغ إلا بعد تجاوز السيارة وذلك ثقة بنجاحهم في إنهاء إجراءات السيارة. وأكد مدير العلاقات العامة بالفحص الفني الدوري عبدالكريم الحميد أن التلاعب الذي يحدث من قبل أصحاب الورش ليس لهم علاقة به نهائيا، مشيرا إلى أن العمالة التي تعمل في الورش هم عبارة عن متخلفين هدفهم الكسب المادي وإغواء المواطن بهيمنتهم على المقدرة في مساعدته في اجتياز الفحص، مشيرا إلى أن العمالة تستخدم أساليب الغش والخداع في عملية تمرير السيارة في الفحص بعدة طرق من ضمنها عملية تأجير الإطارات وقطع غيار السيارات الأخرى بغرض اجتياز الفحص. وأكد أن هناك العديد من حالات الضبط من المخالفات والتجاوزات غير الشرعية يتم إشعار المرور بها ومن ثم إلقاء القبض على صاحب الورشة وتسليمه لمركز الشرطة وأخذ تعهد خطي بعدم تكرارها مرة أخرى، مبينا أن العمالة ما زالت تمارس عملية الاحتيال والغش في خداع المواطنين بمعرفتهم بطرق وأساليب أنظمة الفحص، وذلك لأجل تحصيل مبلغ رمزي قرابة 150 ريالا. وأشار الحميد إلى بعض الحالات لمواطنين تركوا مبالغ رمزية للموظفين داخل السيارة أثناء عملية الكشف بحجة رشوتهم لتسهيل بعض الإجراءات التي قد تعيق عملية اجتياز الفحص، إلا أن الموظفين ينبهون بضرورة إبلاغ مدير المحطة في حالة كشفهم لأي عملية رشوة أو مساعدة أو تلاعب، على أن يتم إيقاف السيارة وإبلاغ المرور بذلك لاتخاذ الإجراء اللازم، في الوقت الذي تقوم فيه المحطة بتعويض الموظف الذي قام بالإبلاغ عن تلك العمليات بنفس المبلغ مع شهادة تكريم. وأكد الحميد أن أبرز البنود التي يتم الكشف عنها أكثر من 73 جزءا في السيارة الواحدة، وذلك طبقا للمواصفات واللائحة المنفذة للفحص الفني الدوري التي تتعلق بالنواحي الأمنية كالسيارات المصدومة، ومنها السلامة المرورية كالإطارات، ومنها المظهر كلون السيارة الباهت، فهذه جميعها عوامل مؤدية إلى عدم اجتياز السيارة للفحص، مشيرا إلى أن السيارات التي يحدث بها تزوير من تلحيم يعتبر مخالفة، وتحال إلى قسم المرور لحجزها نهائيا، حيث إنها معرضة للخطر في أي ضربة أو إعاقة في السير، مما قد يحدث انفصالا للسيارة لضعف مادة التلحيم المركبة. وشدد الحميد أن هذه ليست للفحص الدوري إنما للسلامة المرورية، ولو التزم المواطنون بالفحص الدوري، لما كان هناك أعطال في الشوارع وارتباك في الحالة المرورية، مشيرا أن الفحص الدوري يخفي السيارات المشوهة والمزورة مما يساعد على حركة انسيابية ويقلل الحوادث ويساهم في تقليل تلوث البيئة الناتج من الكربون. "الوطن" تجولت في منطقة الفحص والتقت مع العديد من العاملين في الورش، الذين يؤكدون مقدرتهم التامة في إنهاء ما يلزم من إجراء فحص السيارة ومن ثم استلام الأوراق الرسمية التي تؤكد ذلك، حيث إن معظم العاملين في الورش ليس لهم دور إلا تغطية العيوب التي تعاني منها المركبات وقيادة السيارة نيابة عن صاحبها وإنهاء ما يلزم ذلك، فيما تملأ المركبات التي تعاني من بعض المشاكل الميكانيكية والعيوب الخارجية مواقع هذه الورش. وحول مصداقية العاملين، أوضح أحدهم أنهم لا يستلمون أي مبلغ إلا بعد تخطي السيارة للفحص بنجاح، مؤكدا قدرتهم على تغطية العيوب في السيارة.