في خضم استعدادات لندن لاستقبال ملايين الزوّار المُقرر توافدهم من كافة أنحاء العالم لحضور فعاليات أولمبياد لندن 2012، تستضيف بريطانيا في الوقت ذاته آلاف الفعاليات الثقافية والفنية في الفترة المؤدية إلى انطلاق شعلة الأولمبياد.. وستختتم فعاليات الأولمبياد الثقافي معلنة انطلاق HYPERLINK "http://www.london2012.com/cultural-olympiad"مهرجان لندن 2012، الذي سيُقام في الفترة ما بين 21 يونيو وحتى 9 سبتمبر 2012م حيث سيشتمل الأولمبياد الثقافي على مجموعة واسعة من الفعاليات والأحداث الثقافية والفنية والموسيقية والمسرحية التي تلبي اهتمامات جميع أفراد العائلة، وتتضمن العديد من المعارض الفنية والحفلات والمهرجانات، والعروض الموسيقية، والمسرحيات الأدبية. وفي هذا السياق قالت مديرة هيئة السياحة البريطانية في الشرق الأوسط كارول ماديسون: مكنت آلاف الفعاليات الثقافية التي تم تنظيمها في بريطانيا خلال الأربع سنوات الماضية آلاف الأشخاص من اكتشاف جوانبهم الإبداعية لاسيما من الشباب.. مشيرة إلى أن البرامج والفعاليات الثقافية ستزداد تنوعاً وإمتاعاً مع اقترابنا لانطلاقة الشعلة الأولمبية. وبانطلاق فعاليات مهرجان لندن 2012 سيكون أمام الزوّار من منطقة الشرق الأوسط العديد من الخيارات لحضور آلاف الفعاليات التي تتراوح ما بين عروض ثقافية ومعارض فنية وحفلات موسيقية وعروض أزياء ومسرحيات ومهرجانات تتناسب مع مختلف أذواقهم واهتماماتهم. ومن أبرز فعاليات الأولمبياد الثقافي التي من المتوقع أن تستحوذ على أكبر نصيب من الاهتمام العالمي هو HYPERLINK "http://www.worldshakespearefestival.org.uk/" مهرجان شكسبير العالمي، وهي احتفالية تنطلق في 23 أبريل 2012 في ذكرى وفاة الكاتب الكبير.. كما يحتفل مهرجان شكسبير العالمي بالإرث الأدبي الوفير الذي تركه شكسبير باعتباره أحد أهم كتاب المسرحيات وركن مُهم من أركان الأدب الإنجليزي.. إذ لن يجد محبو أعمال شكسبير الأدبية أفضل من هذا المهرجان ليرووا عطشهم الشكسبيري، حيث سيجتمع آلاف الفنانين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في تقديم أكثر من 70 إنتاجاً مسرحياً من روائع شكسبير مثل: هامليت، مكبث، كوميديا الأخطاء، يوليوس قيصر، الملك لير، روميو وجولييت، هينري الرابع، ترويض النمرة، تاجر البندقية، وغيرها من روائع شكسبير المسرحية، هذا بالإضافة إلى فعاليات ومعارض وورش عمل ومؤتمرات تسلط الضوء على روائع وأعمال شكسبير وجوانب من حياته الشخصية. مسرحية روميو وجولييت في بغداد ولتمكين أكبر عدد ممكن من المهتمين من الاستمتاع بإرث شكسبير الأدبي، ستعرض أعمال شكسبير المسرحية ب 37 لغة عالمية، أخذت اللغة العربية حيزاً كبيراً منها من خلال أربع مسرحيات.. حيث ستؤدي فرقة مسرح العراق مسرحية " HYPERLINK "http://www.worldshakespearefestival.org.uk/london/lift-at-the-riverside-studios/romeo-and-juliet.aspx" روميو وجولييت في بغداد" بالعربية وهي نسخة مُحدثة من الملحمة الرومانسية ممزوجة بالتراث والشعر والموسيقى العراقية، يحاول من خلالها المخرج العراقي، مناضل داود، تسليط الضوء على معاناة عاشقين عراقيين في بلد تعمه الصراعات الطائفية. ومن أرض البوعزيزي تأتي HYPERLINK "http://www.worldshakespearefestival.org.uk/newcastle-gateshead/northern-stage/macbeth.aspx" المسرحية التونسية "ماك بيث: ليلى وبن علي – تاريخ دموي" حيث سعى المخرج التونسي، لطفي عاشور، إلى تجسيد شخصيات شكسبير الديكتاتورية بهيئة ليلى الطرابلسي وزوجها الرئيس السابق زين العابدين بن علي، دامجاً نصوص شكسبير بالفيلم والتغطية الإعلامية ليعطي انطباعاً عن وسائل القمع التي تفنن بها بعض الحكام العرب وكيف استخدموا نفوذهم قبل الإطاحة بهم لزيادة سلطتهم وبطشهم على شعوبهم للتأكد من استمرارية حكمهم الدكتاتوري. كما يؤدي مسرح عشتار الفلسطيني، الذي تأسس في القدس في العام 1991، HYPERLINK "http://www.worldshakespearefestival.org.uk/london/shakespeares-globe/richard-ii.aspx" مسرحية "ريتشارد الثاني" التراجيدية، حيث تقوم الفرقة المسرحية بطرحها برؤية مختلفة تتناول فيها هموم الفلسطينيين. ولأول مرة في التاريخ، يُقدم مهرجان شكسبير العالمي أولى مسرحيات شكسبير بلهجة "عربي جوبا" شائعة الاستخدام في جنوب السودان، إذ قام الكاتب تابان لو ليونغ بكتابة HYPERLINK "http://www.worldshakespearefestival.org.uk/london/shakespeares-globe/cymbeline.aspx" مسرحية "سيمبيلين" التراجيدية بلهجة جنوب السودان المحلية، مضيفاً عنصر الثقافة والأساطير المحلية لإنتاج عمل درامي يعكس الحياة الاجتماعية والسياسية المعاصرة في جنوب السودان.. كما جعل المهرجان للصم والبكم نصيبا من هذه الاحتفالية أيضاً، حيث ستقوم فرقة "ديفينيتلي ثياتر"، ولأول مرة على الإطلاق، بأداء كامل ل HYPERLINK "http://www.worldshakespearefestival.org.uk/london/shakespeares-globe/loves-labours-lost.aspx" مسرحية "عذاب الحب الضائع" (Love's Labour's Lost) بلغة الصم والبكم. وقالت منال نقلي، التي تقيم في بريطانيا منذ سنوات: ضمن دراستي الجامعية للأدب الإنجليزي درست عدداً من مسرحيات شكسبير. ومنذ ذلك الحين قرأت المزيد من مسرحياته، وشاهدت عدداً منها عبر شاشات التلفزة، كما حضرت عروض حية على المسرح لعدد آخر منها. وإنني أتشوق الآن لمشاهدة هذه المسرحيات من أعمال هذا الكاتب الكبير بلغتنا العربية الغنية". ويُعد مهرجان شكسبير العالمي الذي يُقام حتى شهر نوفمبر 2012 أكبر احتفالية بالموروث الأدبي الوافر للشاعر والكاتب الذي ألف مئات الأعمال الأدبية تتراوح ما بين مسرحيات وقصائد. الناطقة الرسمية باسم الحكومة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روزماري ديفيس، قالت في هذا السياق: عندما نتحدث عن الآداب والفنون البريطانية، لا يُمكننا إلا أن نتحدث عن أديبنا الكبير ويليام شكسبير، لذا لا شك لدي أن المقيمين في بريطانيا وزوارها من كافة أنحاء العالم سيستمتعوا بحضور مسرحيات شكسبير في موطنه وبلغتهم المفضلة.. مشيرة إلى أنها بوصفها الناطقة الرسمية باسم الحكومة البريطانية باللغة العربية، فأنها شخصياً سعيدة بأن عدة من روائع شكسبير الأدبية سيتم تمثيلها باللغة العربية، ما سيكون حافزاً للآلاف من السياح العرب في تلك الفترة للاستمتاع بتراثنا الأدبي بلغتهم الأم، وأتوقع أن تلاقي هذه الاحتفالية نجاحاً كبيراً نظراً لأنها تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية".