فرقت قوات الأمن اليمنية "مسيرة الحياة" الراجلة والقادمة من تعز أمس بالرصاص الحي وقنابل الغز المسيل للدموع والهراوات بعد أن كان التحم بها مئات الآلاف من معارضي الرئيس علي عبدالله صالح. وقال ناشطون في المسيرة التي قطعت قرابة 270 كم سيرا على الأقدام وانطلقت من تعز الثلاثاء الماضي أن قوات الأمن المركزي برئاسة ابن شقيق الرئيس صالح انتشرت بكثافة ومنعت المسيرة من الدخول إلى شارع تعز وحاولت إجبارها على التوجه إلى شارع خولان خشية من اتجاه المسيرة إلى منطقة السبعين بالقرب من القصر الرئاسي وسط انتشار كثيف لقوات الأمن في محيط دار الرئاسة من جهة شارع الخمسين. وقال عبد الناصر الكمالي احد الشباب المشاركين في المسيرة إن قوات الأمن استخدمت خراطيم المياه والغازات والرصاص الحي بكثافة لتفريق المسيرة وأدى الهجوم إلى إصابة العشرات بينهم شخصين على الأقل بالرصاص وإصابة عدد من النساء بالاختناق جراء استخدام الغازات بكثافة. وكان عشرات الآلاف قد خرجوا إلى ضواحي العاصمة صنعاء وسط حماس شديد لاستقبال مسيرة الحياة والتي انضم إليها عشرات الآلاف من المناطق التي عبرت فيها وهي اب والقاعدة وذمار ومعبر ومن مناطق أخرى مثل السدة والبيضاء ورداع ودمت لتكون بذلك اكبر وأطول مسيرة في ثورات الربيع العربي. و قالت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية إن «مسيرة الحياة» تعد اكبر مسيرة في ثورات الربيع العربي والتي انطلقت لتجسد أروع الملامح الثورية ولترسخ قيم و معاني ثورتنا السلمية. وأضافت أن المسيرة "هي التعبير الصادق عن الدولة المدنية التي ننشدها وتفرض علينا تأصيل التمسك بثقافة السلم والتعايش فثورتنا اليوم تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها وكل يوم تحقق تقدماً على كافة الأصعدة وتحدث تغييراً شاملاً في مفاهيم الشعب وتعمق مزيداً من الوعي لدى قطاعات واسعة في المجتمع". واعتبرت اللجنة التنظيمية أن الاستقبال الشعبي الكبير للمسيرة في خط سيرها يعد "تعبيرا شعبيا عن انتصار الثورة وتأييداً لأهدافها"، وأضافت أن المسيرة هي "إعادة اعتبار للحياة التي خرجنا من اجل استعادتها ودحضت ما حاول البعض ترويجه عن تعز أنها معقلا للعنف وحاولوا جرها لحرب أهلية." ورحبت اللجنة بالمشاركين في مسيرة الحياة، مؤكدة أن المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء "سيقاسمونكم رغيف الخبز وستسعكم قلوبهم قبل خيامهم. وتهدف المسيرة إلى توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي برفض منح الرئيس صالح ومعاونيه الحصانة والمطالبة بمحاكمتهم وانجاز أهداف الثورة وبناء الدولة المدنية الحديثة". من جهة أخرى، تعرض أنبوب النفط في محافظة مأرب شرق اليمن لعملية تفجير جديدة الليلة قبل الماضية . وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن أنبوب النفط الخام الذي يمتد من منطقة صافر النفطية في مأرب إلى ميناء رأس عيسى في البحر الأحمر تعرض بمنطقة الدماشقة لعمل تخريبي نفذه أحد سكان المنطقة . وأشارت إلى أن منفذ الهجوم لاذا بالفرار بعد تفجيره الأنبوب واصفة الاعتداء على أنبوب النفط بالعمل التخريبي .