مرت خمسة عشر عاما أو ربما أكثر على صدور قرار منع التدخين في كافة مرافق مطاراتنا، وكنت نشرت مقال في جريدتنا الغراء الرياض بتاريخ 17/4/1418ه العدد 10659، بعنوان: "القرار أتخذ.. ولكن من هي الجهة المسئولة عن التطبيق؟- صالات للمدخنين اقتراح يحمي غير المدخنين". السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يترجم هذا الحرص من الهيئة في مطار الملك خالد بالرياض لوحات ممنوع التدخين بارزة عند بوابة المطار وعلى الجدران أما مطار جدة اختفت هذه اللوحات الثابتة واستعيض عنها بشاشات "ممنوع التدخين" متعاقبة مع غيرها من إعلانات عن الرحلات في اللوحات الالكترونية عند بوابات السفر!! وهذه مدعاة ليتحجج بها بعض المدخنين بأنه لم يراها، وللأسف ورغم تخصيص المطارات أماكن للتدخين، إلا أن الأغلب يستسهل التدخين في مكانه، والبعض الآخر يظن أن المنع لا يشمله إذا جلس في كرسي مطعم أو وقف بجانب سلة المهملات!!!، في مطار الملك فهد بالدمام قال أحد العسكريين عند نقطة التفتيش الناس غير ملتزمين بمنع التدخين في المطار لأن هؤلاء يستسهلوا التدخين في أماكنهم وأكد لي أن العاملين أيضا غير ملتزمين متمنيا أن تطبق غرامة على المخالفين، وعند لوحة تؤشر إلى مكان خاص للتدخين رأيت أحد منسوبي الخطوط السعودية يمشي وبيده السيجارة!! وذكرته بأنه يجب أن يكون قدوة للانضباط والإلتزام بتعليمات المطار وأن لا يدع أن يؤخذ تصرفه حجة من قبل المسافرين كي يدخنوا في المطار، الرجل تقبل كلامي بروح طيبة ولعله يلتزم مستقبلا ولكن أشك في ذلك في غياب الرقابة والمحاسبة. أقدم فيما يلي مقترحات نحتاج لتطبيقها من قبل الجهات المعنية وهي على سبيل المثال وليس الحصر: تبني ونشر الهيئة العامة للطيران المدني لتصريح يعمم عبر وكالة الأنباء السعودية، تؤكد فيه بأن مراقبة وتطبيق منع التدخين في كافة مرافق مطاراتنا من صلب مسئولياتها. وأن تعلن أن التطبيق سيشمل إجراءات صارمة علي المخالفين من المسافرين وكافة المتواجدين في مختلف مرافق المطارات لأي سبب كان. إعادة صياغة وتركيب اللوحات الثابتة وإبرازها ويكتب عليها "ممنوع التدخين مع العلم أنه هناك أماكن مخصصة للتدخين " والمخالف سيطبق عليه غرامة مالية لا تقل عن مائة ريال لكل واقعة، ومن يكرر المخالفة تتضاعف الغرامة عليه، الممانعة وعدم الانصياع للنظام قد تحرم المخالف من السفر أو حجزه لتحرير محضر وتعهد خطي في قسم شرطة المطار، وغير ذلك من إجراءات صارمة، وأن توجه الغرامات المحصلة لجمعيات مكافحة التدخين. من يخالف ويدخن على متن الطائرة تطاله عقوبات صارمة وأولها إلقاء القبض عليه فور نزول الطائرة وفتح أبوابها، هل تفتقر شرطة المطار لمثل هذا الإجراء الصارم ضد من يخالف تعليمات المطار لنفس المخالفة؟ المخالف من الموظفين الرسميين سواء مدنيين قطاع خاص أو حكومي أو عسكريين سيسجل ضدهم الغرامة المالية والكتابة للجهات التابعين لها لاتخاذ اللازم حيالهم حسب المتبع في أنظمتهم. تخصيص مكتب خاص في كل مطار لاستقبال بلاغات عن المدخنين المخالفين، وهاتف أو جوال لتقديم الشكوى من المتضررين أو المتطوعين، لنتحاشى الاصطدام مع المدخنين الذين لا يقبلون أن يذكرهم أحد بتعليمات المطار. يلزم تواجد مكثف من قبل منسوبي هيئة الطيران المدني لضبط المخالفين وتحرير الغرامة تجاههم، ويا حبذا أن يتعاون العسكريين في نصح وضبط المخالفين. الحذر من وضع لوحات تتوعد بغرامات أو إجراءات لا تطبق، لأن ذلك غير مجدي وله مردور سلبي يساهم في تعويد الناس على المخالفة وعدم المبالاة والاستهتار. إصدار تعليمات خطية لكافة العاملين في المطارات عن طريق إداراتهم أو جهاتهم الرسمية بوجوب عدم التدخين داخل المباني والتعهد خطيا بذلك بأنه في حالة ضبط مخالفا سيخصم من راتبه الغرامة المالية. نشر طفايات سجائر مكتوب عليها ممنوع التدخين ليتخلص المدخن من سيجارته فورا ليتحاشى الغرامة المالية، وذلك في أماكن معينة وفي مقدمتها مداخل المطار. تكثيف المراقبة عند صالات الوصول حيث يكثر المدخنين المتشوقين لسيجارة بعد رحلة طويلة كانت أم قصيرة ويضروا غيرهم عند منطقة استلام العفش المزدحمة. والله من وراء القصد ،،،،