أوقاتي بتحلو تحلو معاه وحياتي تكمل برضاه هذه الأغنية كانت الأخيرة في المشوار الفني الجميل للمطربة الراحلة أم كلثوم والتي كانت تجري بروفاتها النهائية مع الملحن سيد مكاوي وهي على فراش المرض وكانت أم كلثوم تأمل كما هو معروف عنها تقديم هذا العمل الفني بعد تماثلها للشفاء بعد الوعكة الصحية التي المت بها في بداية 1975م، سيد مكاوي كان يأمل في هذا العمل أن يقدم بصوت كوكب الشرق وذلك لتعزيز نجاحه معها في أغنية (يا مسهرني) التي كانت من أجمل وأحلى الأعمال في مشوار المطربة الكبيرة. لكن القدر لم يمهل أم كلثوم كثيراً وفاجأها الموت قبل أن تطل بالأغنية على جمهورها الكبير ولتروي عطش القلوب في ذلك الوقت لمشاهدة أم كلثوم تقف ولو لمرة واحدة على المسرح العريق الذي كانت تقدم عليه أغانيها الجديدة في أول خميس من كل شهر. بعد رحيل أم كلثوم احتار كثيراً الملحن والموسيقار سيد مكاوي بهذا العمل وقدمه بصوته في ألبوم سجله على العود فقط. لم يستطع أحد أن يتجاوز صوت سيد مكاوي وهو ذلك الملحن القادر على اعطاء الأغنية رونقها بالرغم من أن أم كلثوم كانت تعاني في حياتها من مواعيده المتضاربة والتي كانت تؤجل أم كلثوم البروفات الفنية التي تجمعه بها. ظلت هذه الأغنية قابعة في أدراج سيد مكاوي فترة من الزمن إلى أن شعر بأن عليه أن يقدم هذا العمل بصوت آخر يعيد اللحن والكلام الجميل هيبتهما ووقارهما وكان الحظ الجميل يقف في طريق المطربة وردة حيث طلبت من سيد مكاوي في إحدى اللقاءات الفنية بهم بأن تغني هذا العمل فقال لها سيد مكاوي: بالرغم من أن العمل جميل إلا أنني اعتبره نحساً حيث ماتت أم كلثوم وهي تعتزم غناءها في حفلاتها الفنية المقبلة فقالت له وردة: أنا راضية بكل ما سيقال وحقيقة شعرت بالأغنية منذ أن استمعت لها بصوت أم كلثوم المسرب الذي حرص سيد مكاوي على تسجيل جميع البروفات الفنية التي كانت تجمع بكوكب الشرق.. وماهي إلا فترة بسيطة حتى قدمت وردة هذا العمل فيحفل فني مباشر وسجل العمل لأول مرة على الهواء وقدمته وردة في بداية عام 1979م وكانت الأغنية من اجمل ما قدمته وردة حتى الآن وما زال الجميع يذكر وردة بهذه الأغنية حيث ارتبطت بعد ذلك بهذه الأغنية مع الجمهور بعد ان كانت حاضرة بأغنية أحبابنا يا عيني مع الملحن فريد الأطرش. هذه الأغنية اكدت الحكمة التي تقول «مصائب قوم عند قوم فوائد». وحققت لوردة الفن العربي الكثير من جمال الحضور وارتبطت مع الجمهور منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا هذا وما زلنا نردد ونقول كل ما رأينا وردة: أوقاتي بتحلو تحلو معاك..