يأمل سكان منطقة نجران أن تتضافر الجهود السياحية والثقافية والحكومية في المنطقة لتحويل آثار الأخدود إلى اكبر متحف آثار وتراث حضاري مفتوح على مستوى العالم. ويراهن النجرانيون على نجاح منطقتهم في استقطاب القوافل السياحية المهتمة بالتراث والثقافة والآثار والموروث الشعبي إلى منطقتهم في حال أعطي الضوء الأخضر للمبدعين من قبل أصحاب القرار لاستثمار الموارد السياحية للمنطقة بالشكل الأمثل والتي تضاهي آثارها التراث الفرعوني والروماني والإغريقي في مصر ومناطق الشام والدول الأوربية حيث عرضت مؤخرا العديد من آثارها ضمن جناح المملكة في متحف اللوفر الفرنسي الشهير ومتاحف اسبانيا. وتمتلك المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي للمملكة والتي تعد رابعة مناطق المملكة من حيث المساحة كنزًا عظيمًا من التراث والآثار الضاربة في التاريخ بسبب كونها واحدة من أقدم الحضارات التاريخية على مستوى جزيرة العرب حيث تعد واحدة من المناطق القلائل التي تعاقبت عليها حضارات دينية مختلفة ابتداء بالمسيحية مرورًا باليهودية وانتهاء بدخول تلك المنطقة في الإسلام إضافة إلى تواجد ابرز القبائل التاريخية التي جعلت من المنطقة وجهة تجارية بأسواقها الشهيرة وزعمائها البارزين الذين توافد على مجالسهم عباقرة الشعر والرواة والمبدعين. الأمير مشعل بن عبدالله في متحف اللوفر حيث تم عرض جزء من آثار الأخدود وتعد مدينة الأخدود في نجران من أغنى المواقع الأثرية في "شبه الجزيرة العربية" الجزيرة العربية حالياً لما تحتويه من كتابات ونقوش على الأحجار يعود تاريخها إلى أكثر من 1750 سنة تقريباً وهي التي خلدها القرآن الكريم في سورة البروج. ويتكون موقع الأخدود من مدينة مركزية يحيط بها سور بطول 235م, وعرض 220م, بنيت أساسات مبانيها من الأحجار المنحوتة بعناية بارتفاعات تتراوح بين 2-4 أمتار، وتمثل القلعة الفترة الرئيسية للاستيطان في الأخدود والتي ربما بدأت قبل 600 ق.م، واستمرت حتى نهاية القرن الثالث الميلادي، وهي الفترة التي تتزامن مع ازدهار حضارة جنوب الجزيرة العربية، وفي خارج السور تنتشر تلال أثرية تحتوي على أساسات مبان من الحجر ومن الطين وتنتشر عليها الكسر الفخارية بكثافة، وتمثل الفترة التالية لحضارة جنوب الجزيرة العربية، إلى جانب الفترة الإسلامية لكن هذه المدينة التي تحتضن الكثير من الآثار والتراث والتي تعرضت قبل دخول نجران تحت مظلة الحكم السعودي للكثير من السرقة والنهب والعبث بآثارها لم تستثمر بالشكل الأمثل حتى الآن حيث لازالت جميع الجهود الرامية لتطويرها بتوجيه من أمير منطقة نجران صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان تسير ببطء شديد ودون مبرر فالموقع يضم متحفا صغيرا لا يضم سوى قطع بسيطة من مئات الآثار المطمورة تحت ارض المدينة التاريخية كما أنها محاطة بسور متهالك يسمح للعابثين باقتحامه طوال الوقت والعبث به خاصة في ظل عدم وجود حراس كافين لحمايته كما أن جهود التنقيب عن الآثار وإعادة تأهيل المدينة لازالت تراوح مكانها حيث يجري العمل لشهر واحد كل عامين في التنقيب عن الآثار وبجهود بدائية إضافة إلى غياب المرافق والخدمات ورصف الممرات وتزيين واجهة المدينة وغياب الأسواق التي تسوق تراث المنطقة وتعرف بموروثها العريق