تعد الآثار من الشواهد على حضارة وتميز الشعوب القديمة وكذلك أنموذج وشاهد على حياة الناس في تلك الفترات، وتعد المملكة غنية بالآثار في مختلف المناطق، ومدينة الأخدود والتي تقع في جنوب منطقة نجران والتي كانت تعرف باسم (رقمات) أحد المواقع إن لم يكن أقدمها تاريخيا، حيث تفيد المصادر بأن الاستيطان بدأ بها قبل 600 ق.م واستمرت إلى نهاية القرن الميلادي الثالث والتي كانت متميزة في العطاء والحضارة. وتبذل الهيئة العامة للسياحة والآثار جهودا طيبة من خلال متحف الأخدود الحالي وتوقيع العقد الجديد من الأميرين الشابين الطموحين مشعل بن عبدالله وسلطان بن سلمان لإنشاء وتوسعة متحف الأخدود الإقليمي وبمبلغ ثمانية وعشرين مليونا وخلال ثمانية عشر شهرا. لكن لاتزال هنا بعض النواقص التي اتمنى أن يعمل كل من مجلس تطوير السياحة بنجران والهيئة العامة للسياحة على حلها ومنها: إيجاد استراحات للعائلة والزائر للمدينة، مع وجود أماكن للمرطبات أو خلافه، وجود عربات أو قطار يتولى اخذ الزوار في مسار محدد بدلا من عشوائية الدخول للمدينة، استعادة آثار الأخدود، تسوير المدينة بالكامل، زيادة وتسريع فرق التنقيب والبحث والأهم هو مساندة الحملة المطالبة بتسجيل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» عبر مندوب المملكة في هذه المنظمة لإدراج مدينة «الأخدود» الأثرية ضمن مواقع التراث الثقافي العالمي وذلك وفق اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، لما لهذا الأثر من أهمية حضارية بالغة على الصعيد التاريخي والثقافي الإنساني.. إن الشخصيات النجرانية القديمة كانت ومازالت محط الدراسة والنقد والبحث من قبل المختصين أمثال عبدالله ابن الثامر وقس بن ساعدة والأفعى الجرهمي والحارث ابن كعب ... وغيرهم. كما أن نجران ومدينة الأخدود.. مازالتا كنزا للباحثين والدارسين ولعل نادي نجران الأدبي الثقافي قد بدأ أولى هذه الخطوات من خلال مهرجان قس بن ساعدة السنوي والذي سيكون نقلة ثقافية نوعية للمنطقة. ولكن المراجع للتاريخ يجد أن هناك أسماء (مثل فيمنون اوحيان في بعض الروايات) بعض الكتابات بخط المسند وبعض المقاربات الفكرية تحتاج مزيدا من الدراسات والبحوث. * نائب رئيس أدبي نجران