الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو رئيس هيئة حقوق الإنسان سابقاً معالي الاستاذ تركي بن خالد السديري: * كرئيس سابق لهيئة حقوق الإنسان؛ هل رصدتم خلال زيارة مفاجئة يوماً ما تجاوزات في الأندية؟ - عندما كنت أعمل في الهيئة لم يكن لها من العمر سوى ثلاث سنوات ونصف السنة يدخل منها البحث عن مقر ثم التأثيث وكسب موظفين أكفاء للعمل فيها وبالتالي فإنه لم يكن لنا دور آنذاك في كل ما يتعلق بالأندية أو الرياضة على وجه العموم. مؤسف أن يمنع الآباء أبناءهم من مزاولة هواياتهم * وهل سجلت الهيئة شكوى للاعب أو منتم للوسط الرياضي؟ - لم يراجعنا آنذاك أي لاعب أو سواه ممن لهم علاقة بقطاع الشباب والرياضة. * استغفال اللاعبين من صغار السن والالتفاف عليهم للتوقيع للأندية من دون مردود ألا يدخل ضمن القضايا التي تهتم بها هيئة حقوق الإنسان؟ - كل ما يسيء لأي انسان في هذا الوطن بغض النظر عن سنه أو انتمائه له علاقة بعمل الهيئة ولكن المسألة مسألة أوليات وخاصة في خط حداثة انشائها وتمكينها من ان تقف عبر قدميها في ضوء المعوقات الادارية التي كانت تعانيها منذ انشائها. وقعت في التسلل ولكن لظروف ومبررات * أليس من واجب هيئة حقوق الإنسان التصدي لظاهرة تنقل بعض الأندية براً لمسافات طويلة وهو الأمر الذي يرهق اللاعبين وربما يتسبب لهم بعدة مخاطر؟ - سبق ان اشرت إلى مسألة الأوليات، فقد كنا نقوم بدراسة أوضاع اعداد متزايدة من المراجعين والمراجعات من مختلف الفئات ومنهم العمالة المستقدمة، إنما لم يرد لنا حينها أي مراجع أو قضية ذات صلة بالرياضة. * دائماً ما نسمع عن تأخر صرف مرتبات اللاعبين الشهرية؛ هل لدى الهيئة حلول لتلك المعضلة؟ - الأفضل توجيه هذا السؤال لمن بيدهم ادارة شؤونها الآن واعتقد انهم سيولون هذه الأمور اهتمامهم عندما تردهم. البطاقة الحمراء يستحقها كل الخارجين عن الروح الرياضية * منع الآباء لأبنائهم من مزاولة الرياضة رغم تعدد مواهبهم وعدم تحقيقهم لمطالبهم بممارسة هواياتهم؛ ألا يدخل ذلك تحت توجهات هيئة حقوق الإنسان بايجاد بيئة مناسبة لكل فرد من أبناء الوطن؟ - اعتقد ان مثل هذا الأمر المؤسف ليس له علاقة فقط بها بل له علاقة أكبر برعاية الشباب والشؤون الاجتماعية وبالدولة وفقها الله ككل. * حتى الملاعب الرياضية التي تحتضن المباريات لديها قصور تجاه حقوق الجماهير؛ ألم تتلقون شكاوى بشأنها؟ - ابداً. * وهل كان هناك تنسيق ومتابعة بينكم ووزارة الإعلام والثقافة فيما يتعلق بالشكاوى الإعلامية؟ - لقد زارنا آنذاك سعادة وكيل الوزارة الأخ الجاسر مشكوراً وأبدى كافة استعداد الوزارة بأجهزتها المختلفة للتعاون مع الهيئة وللأسف اننا لم نتمكن من الاستفادة من هذه الروح العالية، ربما لضعف امكانات الهيئة وهي في مراحلها الأولى وربما لأننا غارقين في أمور أخرى كثيرة. * ولماذا لا يكون هناك ورش عمل في الأندية تحت قبة الهيئة لتنوير اللاعبين بحقوقهم؟ - اؤيد هذا التوجه على ان يكون بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب. * هل أنت مع تفعيل الرياضة النسائية في المملكة أو ضده؟ - انني معها وفق ضوابط تتماشى مع التقاليد المرعية اضافة إلى الجوانب الشرعية. * وأين الهيئة من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في المجال الرياضي سواء في المقرات أو الساحات أو حتى تخصيص أماكن لحضورهم بالمباريات؟ - عندما يكون فارق في الحجج عن المراجعين من ذوي القضايا على اختلافها فكيف يكون لديك القدرة أو الامكانية لدراسة أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة وهم بعيد عنك. * عملت في عدة لجان كعضو فاعل ومؤثر فيها؛ لماذا لم تفكر بالعمل في المجال الرياضي؟ - كنت في صغري رئيساً لأكثر من فريق رياضي، إنما الحياة ومسئولياتها العملية والأسرية والاجتماعية حرمتني نهائياً عن ميدان الرياضة. * إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي؛ ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟ - هذا الأمر غير وارد أصلاً لأن عامل السن له أحكام. * وهل ترى أن الرياضة ثقافة، وان كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ - اعتقد انها جانب هام جدا من جوانب ثقافة المجتمع، واعتقد ان الاكثار من الأندية وايلاء الجانب الإعلامي لنشاطات الأندية والحركة الرياضية والشبابية عموماً أمر في غاية الأهمية في غرس مفاهيم وروح هذه الثقافة. * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ - في الوقت الحاضر محدود جداً وإخوتي ومنهم أخي الكبير فهد لهم اهتمام أكبر. * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ - الأزرق ثم الأخضر ثم الرمادي. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ - منذ أمد بعيد. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ - للذي لا يتمتع بالروح الرياضية السليمة. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ - لمن يخالف بعض جوانب النشاط الرياضي. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ - سبق ان زارني فريق القادسية بالمملكة لأن أحد رؤسائه وهو الأستاذ خليل عبدالكريم الياس صديق لي من أيام الدراسة. * هل سبق وأن قدمت على عمل وكانت النتيجة «تسلل» بلغة كرة القدم؟ - لابد أنه كان هناك أكثر من عمل إلا ان كل حالة لها ظرفها ومبرراتها. وشكراً لكم على اهتمامكم في شخصي في ضوء كل ما تطرقتم له عن الحركة الرياضية في البلاد التي اتمنى لها كل تقدم وازدهار.